مجتمع

إقالة غاريدو من تدريب الوداد.. ما أسباب القرار المفاجئ في فترة حساسة من الموسم؟

إقالة غاريدو من تدريب الوداد.. ما أسباب القرار المفاجئ في فترة حساسة من الموسم؟

رغم مطالبها المتكررة في المباريات الأخيرة، لم تكن جماهير الوداد تتوقع أن يستجيب رئيس الفريق، سعيد الناصيري، للنداء ويقيل المدرب الإسباني، خوان كارلوس غاريدو، على بعد أسابيع من نهاية موسم حارقة، ينافس فيها “المارد” الأحمر على ثلاث واجهات، الدوري المغربي، وكأس العرش ثم دوري أبطال إفريقيا.

وانفصل الوداد عن غاريدو يوم أمس الجمعة بالتراضي، ليعلن مباشرة تعاقده مع المدرب السابق للجيش الملكي، سفين فاندربروك، وعودة المدرب المساعد، عبد الإله صابرـ استعدادا للمباراة المرتقبة مساء اليوم (السبت) أمام شباب المحمدية في الدوري الاحترافي.

وعجّل التعادل (2-2) في مباراة “الكلاسيكو” ضد الجيش الملكي، الأربعاء الماضي، لحساب الجولة الـ25 من منافسات الدوري الاحترافي بإقالة المدرب الإسباني، سيما أن الفريق الأحمر قدم أسوأ مباراة بملعبه هذا الموسم، وأهدر فرصة الانقضاض على الصدارة التي ظلت “عسكرية” لجولة أخرى.

الإسباني ذو 54 عاما لم يفلح في إقناع إدارة وجماهير الوداد بجدارته لقيادة “السفينة الحمراء” حتى نهاية الموسم، رغم أنه خسة مباراة واحدة منذ التحاقه بالفريق في فبراير الماضي.

الأرقام ليست كل شيء

وقاد كارلوس غاريدو الوداد في 14 مباراة في جميع المسابقات سجل فيها 23 هدفا واستقبلت مرماه 11 هدفا، وحقق فيها 8 انتصارات و5 تعادلات فيما مني بالهزيمة في مباراة واحدة فقط.

على صعيد الدوري المغربي، حافظ غاريدو على سجله خاليا من الهزيمة ما أبقى أمل الاحتفاظ باللقب للموسم الثالث تواليا مشروعا للفريق الأحمر قبل 6 جولات من إسدال ستار البطولة الاحترافية. وخاض الإسباني 7 مباريات في الدوري، فاز في أربع منها وتعادل في ثلاث.

وفي دوري الأبطال الأفارقة، قاد غاريدو الوداد في 6 مباريات مني فيها بهزيمة واحدة فقط مقابل 4 انتصارات وتعادل واحد، ليقود بها بطل إفريقيا إلى دور نصف النهائي، حيث سيواجه ماميلودي صان داونز الجنوب إفريقي.

أما في منافسات كأس العرش، فقد شارك غاريدو رفقة الوداد في مباراة واحدة فقط كانت في ثمن النهائي، وتعادل فيها (1-1) بصعوبة بالغة أمام مضيفه اتحاد طنجة، الذي كان يتذيل ترتيب الدوري المغربي آن ذاك، قبل أن يحسم الفريق البيضاوي بطاقة التأهل إلى دور الثمانية بضربات الحظ الترجيحية (3-1).

بطل بلا هوية

ورغم الحصيلة المميزة لغاريدو، لم تكن الجماهير الحمراء راضية عن المستوى المتذبذب للفريق في كثير من المباريات، الأمر ذاته عانت منه مع المدرب الأسبق، التونسي مهدي النفطي، الذي أقيل من منصبه في فبراير الماضي.

التعاقد المفاجئ مع غاريدو، الذي كان عاطلا عن العمل، أزاح غمامة القلق فوق “البيت الأحمر”، سيما بعد انطلاقته القوية في الدوري بفوزين متتالين وفوز ثالث في دوري الأبطال خارج الديار على حساب بيترو أتليتيكو الأنغولي. لكن سرعان ما تبدد التفاؤل بالمدرب الذي قاد الفريق سنة 2020 ليتحول إلى موجة استياء وسخط على أسلوب لعبه واختياراته التي كانت “غير مفهومة” للجماهير.

وبلغت الانتقادات ذروتها بعد مباراة الديربي ضد الرجاء في أبريل الماضي، عندما نجا الأحمر من خسارة وشيكة بهدف قاتل في الوقت بدل الضائع، لكن النتيجة لم تكن مهمة لأنصار الفريق بقدر ما هاجموا النهج التكتيكي وأسلوب لعب غاريدو، الذي لم يستطع أن يظهر لمسته على الفريق.

وأصر غاريدو على إشراك لاعبين بعينهم رغم تراجع مستواهم في المباريات الأخيرة، سيما في خط الوسط، لكن الإسباني ظل متشبثا باختياراته التي وضعت بطل المغرب وإفريقيا في مواقف صعبة في الكثير من المباريات، حتى تلك التي كان فيها الطرف المستقبل وأمام الآلاف من مناصريه.

تصدعات بغرفة الملابس

لم يقو غاريدو على احتواء مستودع ملابس الفريق، إذ توترت علاقته مع بعض نجوم الفريق على رأسهم محمد أوناجم ورضا الجعدي، لكن تدخل رئيس الفريق أنهى صراعه مع الأول الذي امتد لشهور، واحتوى مشكله مع الثاني قبل أن يتطور بدوره إلى استبعاد من الفريق.

“فوضى” غرفة الملابس ظهرت جليا على أداء العديد من اللاعبين الذين كانوا حتى وقت قريب أعمدة النادي، إذ تراجع مستوى من قادوا الفريق لمنصات التتويج الموسم الماضي بشكل كبير وغير مفهوم تحت إشراف غاريدو، على غرار أيمن الحسوني وأيوب العملود ويحيى جبران ويحيى عطية الله.

ولم يسلم المدرب المساعد عبد الإله صابر من “عجرفة” غاريدو، إذ دخل في مشادات كلامية معه قبل مباراة إياب ربع نهائي دوري أبطال إفريقيا ضد سيمبا التنزاني، بسبب رفض المدرب الإسباني الاستماع إلى وجهة نظره وتصلب مواقفه، ليجبر صابر على مغادرة منصبه.

واعتاد غاريدو على افتعال المشاكل أينما حل وارتحل، فقد كانت العلاقة المتوترة مع اللاعبين السمة الأبرز في تجربته السابقة مع الرجاء، إضافة إلى خلافاته المتكررة مع المدربين المساعدين عادل الراضي ويوسف السفري، اللذين اضطرا لتقديم استقالتهما بسبب سوء التعامل.

شبح موسم أبيض

كان يتجه بالفريق إلى موسم صفري. هكذا رأت جماهير الوداد طريق فريقها تحت إشراف خوان كارلوس غاريدو، رغم أن لغة الأرقام كانت تقف إلى جانبه.

هذا الخوف له ما يفسره، فحتى جماهير الأهلي المصري وصفت غاريدو بالمدرب “البطيخة” بسبب مواقفه المتصلبة، وتوقعت بلوغ ماميلودي صان داونز المباراة النهائية لـ”الشامبيونزليغ” الإفريقية على حساب الوداد بعدما نزع الإسباني عباءة البطل عن الفريق البيضاوي، وأصبح فوزه بملعبه وأمام فرق متواضعة على غرار سيمبا التنزاني إنجازا يستحق الاحتفال.

وتتوجس جماهير الوداد من موسم صفري بعدما تمكن الفريق من التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا الموسم الماضي، إضافة إلى درع البطولة المغربية التي حافظ عليها للموسم الثاني تواليا، ما يجعل إنهاء الموسم بلا لقب أمرا غير مقبول بالنسبة لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News