بيئة

جماعة القنيطرة تعتزم تفويت ملك غابوي للوبي العقار لبناء فندق وجمعويون يعتبرونها “جريمة بيئية”

جماعة القنيطرة تعتزم تفويت ملك غابوي للوبي العقار لبناء فندق وجمعويون يعتبرونها “جريمة بيئية”

وجهت جمعية أوكسجين للبيئة والصحة ملتمسا “عاجلا” لرئيس جماعة القنيطرة أناس البوعناني، اليوم الخميس 4 ماي، داعية إياه إلى “ضرورة التريث في اتخاذ القرار فيما يتعلق بجدول أعمال الدورة العادية المزمع عقد جلستها شهر ماي 2023 “، وذلك بسبب برمجة الجماعة نقط لتفويت ملك غابوي لصالح شركة قصد بناء فندق، ومرافق أخرى.

ويتعلق الأمر، وفق المراسلة، بالتداول بشأن الموافقة والمصادقة على تفويت أراضي غابوية لصالح بناء مرافق عقارية، بما في ذلك تفويت جزء من الملك الغابوي لفائدة إحدى الشركات من أجل إحداث فندق، وتفويت جزء من الملك الغابوي لفائدة إحداث سبعة مرافق خاصة ذات منفعة عامة بما فيها مرفق صحي”.

ودعت الجمعية، في الملتمس الذي توصلت به جريدة “مدار 21″، رئيس جماعة القنيطرة، إلى الدفاع عن حوزة البيئة بالقنيطرة التي تعرف اختلال في توازنها الطبيعي على المستوى الإحيائي والإيكولوجي والسوسيومجالي، كما دعت، كافة المتدخلين بتراب المدينة إلى وقف كل المشاريع الأسمنتية المزمع إحداثها على حساب المجال الأخضر والغطاء الغابوي، وتعويضها بتخليف أشجار البلوط الفليني وإحداث حدائق ومناطق طبيعية حماية لصحة المواطنين وبيئتهم.

وفي تصريح خص به جريدة “مدار 21″، قال أيوب كرير، رئيس جمعية أوكسجين للبيئة والصحة: “تفاجئنا وساكنة جماعة القنيطرة بمراسلة قدمها عامل الإقليم إلى رئيس جماعة المدينة مفادها إدراج نقط في جدول أعمال دورة شهر ماي  تتضمن الموافقة والمصادقة على تفويت أراضي تابعة للملك الغابوي لمنعشين عقاريين بغرض خلق حوالي 7 مشاريع خاصة”.

هذه الأراضي التي سيتم تفويتها، وفق المتحدث، تهم “أراضي غابوية بها أشجار البلوط الفليني، وهي أشجار مصنفة دوليا  وتعتبر تراثا طبيعيا ذا قيمة عالمية، يمنع منعا باتا قطعها واجتثاثها أو إصابتها بالضرر بأي طريقة كانت”، مردفا أن القرار يمثل “ضربة موجعة صحيا وبيئيا لهذه المدينة التي تعاني من الأصل مشاكل خطيرة جدا وتدنيا في مجالها الطبيعي”.

وأوضح كرير أن هذه الأراضي التي توجد فيها مجموعة من أشجار البلوط الفليني المعمرة لمئات السنين “هي مجال طبيعي ومتنفس للساكنة وفضاء أخضر، نشاهد أنها ستقدم على طبق من ذهب للوبي العقار الذي استولى على مجموعة من الأراضي الشاسعة التي كانت في الأصل غابوية، وبالتالي فهذه السياسات الاسمنتية تتمادى وتتفاقم في مدينة القنيطرة”.

وأضاف رئيس الجمعية أنه تمت “مراسلة الجهات الرسمية بما فيها الجماعة والسلطات لوقف هذا النزيف الغابوي، لأن هذه جريمة مكتملة الأركان ضد بيئتنا وضد الصحة، تؤثر بشكل مباشر على صحة الساكنة القنيطرية، ما يتجلى في ارتفاع مستويات الأمراض التنفسية، وكذلك ما يسجل من تلوث هوائي”.

وطالب كرير أعضاء الجماعة بالامتناع عن التصويت على هذه النقط بصفتهم ممثلين للساكنة في تدبير الشأن العام، وأن يقفوا وقفة رجل واحد للامتناع عن تفويت هذه الأراضي التي تعتبر إرثا طبيعيا للأجيال الحالية والمستقبلية.

وقال أيوب كرير “راسلنا رئيس الجماعة على غرار مدبري تراب المدينة أملا منا على أن لا يكونوا سندا ودعما للوبي العقار الذي لا يمتلك أي غيرة على المجال الطبيعي ولكنه يهتم فقط بالجانب الربحي الاقتصادي”، مناديا “بوقف التصفيق لهذه النقطة، ورد الاعتبار لهذه المجالات الغابوية وإعادة تخليف أشجار البلوط الفليني التي تساقطت وأصبحت في حالة سيئة والعمل على أن تصبح تلك المجالات مجالات حدائق ومجالات طبيعة خضراء، هذا ما يفترض أن يكون وليس تقديم هذه المجالات للوبي العقار”.

وتابع الناشط البيئي “يجب رد الاعتبار لهذه المجالات حتى تسير مدينة القنيطرة نحو استدامة مواردها على غرار الشعار الذي نأخذه دائما هو أن تصبح القنيطرة العاصمة الايكولوجية للمملكة لما تزخر به من مناطق رطبة وطبيعية لا توجد في أي مدينة في المغرب وفي دول العالم”.

وأبرز كرير أن “قضية أراضي أشجار البلوط الفليني ليست إلا واحدة من بين القضايا الكثيرة التي تعاني منها القنيطرة من الناحية البيئية والصحية”، متوعدا بالوقوف في وجه “كل هذه المؤامرات”.

وجدد المتحدث ندائه إلى سلطات ومسؤولي ومنتخبي المدينة للوقوف “وقفة رجل واحد للحيلولة دون إعطاء تراثنا الطبيعي للوبي وحيتان العقار”، متمنيا أن تصل “أصواتنا ومراسلاتنا إلى قلوبهم، لأن المستقبل لن يرحم هؤلاء المسؤولين الذين يدبرون شؤون المدينة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News