دولي

تواصل وتيرة الاحتقان بتيندوف وخبير يكشف دور ترهل وفساد “البوليساريو” في ارتفاع الاعتقالات بالمخيمات

تواصل وتيرة الاحتقان بتيندوف وخبير يكشف دور ترهل وفساد “البوليساريو” في ارتفاع الاعتقالات بالمخيمات

لا يكاد يمر أسبوع دون انتشار أخبار عن احتجاجات اللاجئين المحتجزين بمخيمات تيندوف ضد تنظيم البوليساريو الانفصالي، الذي بات ينفذ عددا من الاعتقالات في صفوف الناشطين الرافضين لاستمرار نهب المساعدات الإنسانية والأوضاع الاجتماعية الكارثية.

وانتشرت أخبار عن اعتقال أحد عشر شخصا من قبيلة لبيهات بسبب احتجتاجهم على فساد البوليساريو، وذلك إثر مواجهات مع عناصر الدرك التابعة للجبهة، التي باتت تلجأ إلى تصعيد لهجة العنف لمواجهة الاحتقان المتنامي ضدها.

وفي هذا السياق، قال محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، إن “ما يفسر تصاعد وتيرة الاحتجاحات داخل المخيمات هو حالة السخط والتذمر العارمة في أوساط قاطني تلك المخيمات نتيجة تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية”.

وأضاف الخبير الصحراوي، في تصريح لجريدة “مدار21” أن هذا التدهور تعود أسبابه إلى “النهب الممنهج للمساعدات الإنسانية، وهو ما أكدته تقارير لمنظمات وهيئات دولية، ومنها قرار مجلس الأمن الأخير حول الصحراء المغربية الذي أكد على ضرورة وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها بالمخيمات”.

ومن جانب آخر، أشار الخبير بالشؤون الصحراوية إلى أن ارتفاع وتيرة الاحتجاجات مرده كذلك إلى “ضعف وترهل تنظيم البوليساريو، الذي يعود إلى أسباب متعددة، على رأسها توالي الهزائم والانكسارات التي تلقاها التنظيم في الفترة الأخيرة على المستويات السياسية والدبلوماسية وحتى المدنية، وفشل دعايتها الحربية”.

وأورد المتحدث نفسه أنه من بين الأسباب “احتراق صورة قيادة البوليساريو، وحالة شبه الفراغ في زعامة هذا التنظيم، بعد افتضاح تورط القيادات في النهب الممنهج للمساعدات الإنسانية والاغتناء عبر الممارسات غير القانونية وأنشطة التهريب  والمتاجرة في المحروقات والسلاح، ورعاية أنشطة تجارة المخدرات وتهريب البشر”.

وتابع عبد الفتاح أن “اغتناء القيادة ومراكمتها للثروات بات مكشوفا لدى قاطني المخيمات، إضافة إلى انكشاف الماضي الإجرامي لهذه القيادات خاصة بعد الحراك الذي دشنه ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الجبهة، الذي توج بعدد من القضايا المرفوعة لدى المحاكم الدولية، ومنها القضاء الإسباني”.

وكشف الخبير نفسه أن “هذه الدعاوى القضائية لاقت صدى واسعا على المستوى الدولي وأيضا داخل المخيمات”، مضيفا أن “هذا الماضي الإجرامي كرّس احتراق صورة الزعامات والفراغ في قيادة البوليساريو”.

ولفت محمد سالم إلى أنه “من دواعي الوضع داخل المخيمات ضعف شخصية وكاريزما إبراهيم غالي، ذلك أن الجهات المشرفة على تنظيم البوليساريو تراهن على القيادات غير المتمتعة بحضور قوي حتى يسهل التحكم بها وتوجيهها”.

كما أشار المتحدث نفسه إلى “توزع مراكز القرار داخل تنظيم البوليساريو بسبب الخلافات والصراعات التي طفت على السطح خلال مؤتمر الجبهة الأخير الذي شهد اصطدامات بين العناصر القيادية المتصارعة حول الصناديق السوداء المرتبطة بتمويل البوليساريو والتي يتم ملئها من الأنشطة غير القانونية، وكذا الخلاف على المواقع المذرة للتربح المتعلقة بالتنسيق مع الجزائر وتدبير مخازن السلاح والمؤن وتدبير مداخل ومخارج المخيمات”.

وأضاف أن “الصراع بين العناصر القيادية بالبوليساريو يرتبط بتوزع ولاءات وارتباطات هذه العناصر بالأجهزة الجزائرية، الأمر الذي يجعل صراع الأجنحة داخل النظام الجزائري ينعكس على الوضع الداخلي للبوليساريو”.

وأكد الخبير ذاته أنه “من بين أسباب تفكك تنظيم البوليساريو هو ضعف العقيدة القتالية بسبب ضعف الخطاب السياسي الذي يعود لسبعينيات القرن الماضي وأصبحت لغته متجاوزة، وكذا ارتبط ذلك بغياب التشبيب، ذلك ما يتجلى في بقاء نفس العناصر القيادية تأسيس البوليساريو”.

وأفاد الخبير الصحراوي أن “استمرار القيادات “الديناصورية” يقف حجرة عثرة أمام تواصل الأجيال وفهم هذه القيادة للمشاكل التي يقاسيها الشباب بمخيمات تيندوف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News