فن

لماذا تعاني الدراما المغربية من أزمة “الحوار” وتسقط في فخ السطحية؟

لماذا تعاني الدراما المغربية من أزمة “الحوار” وتسقط في فخ السطحية؟

أجمع نقاد مغاربة على أن الدراما المغربية تفتقر إلى الحوارات التي تشد انتباه الجمهور، وتؤثر في البناء الدرامي بشكل مدروس، لاعتماد كتاب السيناريو على أفكار جاهزة مستلهمة من مجتمعات بعيدة، وعدم انطلاقهم من الصفر عبر مقاربة مظاهر إنسانية دون التسرع في تشكيل الأحداث اللامنطقية.

ويرى الباحث في المجال الفني محمد مجاهد أن الدراما المغربية تفتقر إلى الحوار المنطوق ضمن لغة فنية موجهة للآخر خارج المجتمع المغربي، خاصة منه المجتمع العربي.

وقال مجاهد في تصريح لجريدة “مدار21” إن الحوار داخل الدراما المغربية يتشكل من خلال طبيعة الكاتب الذي يتكلم بشخصيته، ويعتمد على الكتابة السريعة التي لا تجعله يتعرف على شخصيات العمل ولا يعيش حياتها، بخلاف الأديب الذي يصوغ حياة يعيش كل تفاصيلها لأنه هو من يخلقها استلهاما من الحياة الحقيقية.

وأرجع الباحث ضعف الحوار في الدراما المغربية، إلى أزمة الخلية، إذ يكتب كل شخص حسب انتمائه وطريقته التي تكون مبنية بالأساس على الكوميديا، مردفا: “جلهم كوميديون يشتغلون على النكتة وهم خريجو برامج تلفزيونية كوميدية تركوا أداء سكيتش و أصبحوا كتابا”.

وأبرز الناقد ذاته أن التسرع في إنتاج المواقف والعقد الموازية للحدث الرئيسي واستسهال الحلول وإعطاء الصدف مجالا واسعا من النجاح والخيال المبالغ فيه تسقط العمل في عمق هوة الخطأ غير المبرر.

وميّز الناقد بين نوعين من الكتابة قائلا: “إما أن تكون صادرة عن أديب وفنان يكتب انطلاقا من الصفر واعتمادا على ما يقارب المظاهر الإنسانية الحياتية في عمقها وعدم التسرع في تشكيل الأحداث وتمحورها اللامنطقي عند المجتمع المغربي، أو يكتب الكاتب انطلاقا من أفكار جاهزة يستلهمها من المشاهدة المتعددة لمجتمعات بعيدة وإن كانت مسلمة”.

ويوضح مجاه أن هاته الكتابة الثانية يقوم خلالها الكاتب باستلهام أفكاره من أعمال متفرقة فتجتمع لديه المشاهد حيث يعيد ترتيبها من جديد، بقصد أو بدون قصد.

أما الناقد الفني فؤاد زويرق، فيرى أن الحوار لدينا في الدراما المغربية يعاني من السذاجة والغباء والبلادة في بعض الأحيان، وفارغ من المضمون.

وأكد زويرق أنه لا يوجد في أي من المسلسلات المغربية حوارا يشد الانتباه بجماليته وعمقه وقدرته على التأثير في البناء الدرامي بشكل ذكي ومدروس، موضحا أن الحوار لدينا في الكثير من الأحيان ارتجالي، إذ رصد في مسلسل تكرار الحوار في أكثر من مشهد، بالعبارات والجمل نفسها.

ويضيف الناقد ذاته: “صحيح أننا تخلصنا في مسلسلاتنا من مصطلحات نخبوية غير واقعية في لغتنا الدارجة كـ’سيارة الإسعاف، والمفاتيح، والمستشفى، والأنسة أمال، والسيد جلال، والمقشدة’ وغيرها من المصطلحات التي لا نستخدمها في الحقيقة، لكن لا يعني هذا أن نغرق في السطحية في حواراتنا، فالبساطة مطلوبة وهذا شيء آخر، فلكل شخصية مصطلحاتها ولغتها وطريقة إلقائها وأدائها حسب وضعيتها الاجتماعية والثقافية والمهنية”.

وتابع زويرق: “الحوارات لدينا تشعر بها تائهة لا مفاتيح لها، ما يؤثر على مستوى التلقي، ثرثرة بدون معنى”، مستشهدا بأفلام عالمية لا يشعر فيها المشاهد بالملل بنيت كلها على الحوار فقط، بلا أحداث، في فضاء مغلق، وشخصيات محسوبة، لكن بحوار مدروس بعناية كـ”The End of the Tour أو 12 Angry Men أو The Sunset Limited”. وتساءل عما إذا كنا نستطيع الوصول إلى هذا المستوى بحواراتنا هذه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News