العسري يَنزِع “الهالة الفاضلة” عن الملائكة في رواية “مفعول الشيطان”
أصدر الكاتب والمخرج المغربي هشام العسري، مؤخرا روايته الرابعة تحت عنوان “مفعول الشيطان” بالنسخة العربية، تناول فيها مجموعة من الظواهر المجتمعية بسخرية.
وكشف هشام العسري في تصريح لجريدة “مدار21” أن هذا المؤلف الذي أصدره سابقا باللغة الفرنسية، استغرق منه 6 أشهر في التحضير، وتُرجم حديثا إلى العربية من قبل سعيد المزواري وهوفيك حبشيان.
وأفصح العسري أنه يثير عبر مؤلفه الجديد مفاهيم متعلقة بالدين والحياة، ويسخر من الواقع الذي نعيشه، معتبرا أن هناك نسبية في كل شيء سواء في الخير والشر.
وتدور قصة الرواية حول مَلَاكيْن يسجلان السيئات والحسنات للإنسان، يجمعهما حوار لفهم البشرية والتطرف، وسط تخبط أحد الأشخاص، حيث إن ملاك اليمين يسجل الأعمال في كتاب قديم، بينما ملاك الشمال يدونها في لوحة إلكترونية، يضيف العسري.
ويضيف العسري: “نعيش مع الملاكين نوعا من الجدلية بينهما، فملاك اليمين عاش كثيرا مع هذا الإنسان واعتاد عليه، وأصبح يتعاطف معه، وملاك آخر صارم في تعامله”.
ويعتمد العسري في كتابه على الخيال والفانتازيا لتقريب المبادئ الفلسفية، من خلال ما هو مكتوب وما هو روائي، في تناول مجموعة من المبادئ الإنسانية التي افتقدها المجتمع المغربي اليوم.
ورواية “مفعول الشيطان” ترتكز على استعارة بلاغية بمنحيين يتعلقان بإضفاء صفات بشرية على الملائكة (تجسيم أو أنتروبومورفيا) بهدف رؤية أكثر إنسانية للموروث الديني، وتَمثُّل ظواهر بشرية صرفة في “مملكة السماء” (البيروقراطية، التعصب، حرية التعبير، الإضراب، التمرد) من جهة، والنظر إلى أحوال الآدميين بغيرية ملائكية قصوى تقتفي أثر الإنسانية بتعقيدها المازج بين اليأس والأمل، التعاطف حد التماهي، والأنانية المفضية إلى الخذلان من جهة ثانية.
كما يسلط صاحب الرواية الضوء على معضلة نهائية تضع الجبن المتواري وراء الواجب المهني في كفة، والتّسامي على الشرط الملائكي/الإنساني في كفة ثانية، لتقول إن نسخة أكثر نبلا وكرامة من واقعنا ما تزال ممكنة.
ويبعث الكاتب من روايته رسالة تقول إن من يظهرون في زي الملائكة المطيعين ليسوا بالضرورة أفضل ممن دفعهم رفض رؤية الأشياء من منظور تبسيطي مسطح إلى عقد تحالف شجاع مع شيطان التمرد.
