المغرب يُعوّل على المونديال لإنعاش حركة المطارات ويطمح لاستقطاب 37 مليون مسافر بـ 2030
تزامناً مع قرار المملكة بمعية إسبانيا والبرتغال، تقديم ترشيح مشترك لتنظيم كأس العالم عام 2030، يطمح المغرب إلى استقبال 37 مليون مسافر بحلول سنة المونديال، وفق ما كشفت عن ذلك معطيات رسمية للمكتب الوطني للمطارات، مؤكدا أن تحقيق أهداف حركة النقل الجوي، تستلزم استثمارات مهمة لتطوير الطاقة الاستيعابية لبعض المطارات.
وأعلن المغرب أنه انضم للطلب الذي تقدمت به إسبانيا والبرتغال من أجل تنظيم ثلاثي لكأس العالم لكرة القدم 2030. ويبدو أن المغرب عازم على المنافسة بقوة مدعوماً بإرادة سياسية، وفق مضامين الرسالة الملكية التي تلاها وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة شكيب بنموسى، بمناسبة تسليم جائزة التميز لسنة 2022 من الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم بالعاصمة الرواندية كيغالي.
وأوضح الملك محمد السادس، في رسالته أن هذا الترشيح المشترك، الذي يُعدّ سابقة في تاريخ كرة القدم، سيحمل عنوان الربط بين إفريقيا وأوروبا، وبين شمال البحر الأبيض المتوسط وجنوبه، وبين القارة الإفريقية والعالم العربي والفضاء الأورومتوسطي.
وضمن تقرير حول الوضعية المالية للمكتب الوطني للمطارات، كشف الأخير، عن برنامج الاستثمارات في أفق 2030، منها مشاريع ما تزال في طور الإنجاز، ويتعلق الأمر ببناء محطة جوية جديدة بمطار الرباط سلا بغلاف مالي يقدر بمليار و828 مليون درهم وبناء وتهيئة المنطقة الوسطى كمنطقة جديدة للوصول بمطار محمد الخامس بكلفة 305 ملايين درهم وتطوير مطار تطوان بكلفة 461 مليون درهم، فضلا عن تطوير البنيات التحتية للطيران في مطار الحسيمة بغلاف مالي يصل إلى 263 مليون درهم.
التقرير، الذي كان ينتظر أنه تقدمه حبيبة لقلالش المديرة العامة للمكتب الوطني للمطارات أمس الثلاثاء أمام لجنة المالية بمجلس النواب، قبل أن يتم تأجيل الاجتماع بسبب تزامنه مع جنازة القيادي الاتحادي عبد الواحد الراضي، أكد أن المكتب يعتزم إطلاق بناء محطة جوية جديدة بمطار طنجة بكلفة مليار و464 مليون درهم، وتوسيع المحطة الجوية رقم 1 لمطار مراكش، بمليار و688 مليون درهم.
وضمن مشاريع مكتب المطارات المستقبلية، تحدث التقرير الذي حصل “مدار21” على نسخة منه، عن إعادة تهيئة وتوسيع المحطة الجوية لمطار أكادير، بمليار و392 مليون درهم، وتطوير البنيات التحتية المطارية لمطار الداخلة بكلفة 212 مليون درهم، علاوة على إحداث المخطط المديري للشحن الجوي بكلفة 278 مليون درهم، وتطوير محطة جوية جديدة بمطار محمد الخامس بغلاف مالي يقدر بـ4 ملايير و500 مليون درهم.
ويطمح المغرب، حسب المكتب الوطني للمطارات، إلى أن يصبح مشغلا عالميا هدفه خدمة الزبناء طبقا لأعلى المعايير الدولية من حيث خدمات الملاحة الجوية وتطوير المطارات وتشغيلها مع التكيف مع التحديات الوطنية والمحلية في كل موقع، مع جعل مطارات المملكة أماكن حياة حقيقية تجسد هوية المنطقة التي توجد فيها والتي تسمح لممثليها الاقتصاديين والسياحيين بالتألق خارج الحدود.
كما تسعى المملكة، حسب المصدر ذاته، إلى أن تتحول إلى حلقة التبادل التجاري، ومواصلة تطوير الأنشطة التي تطور تقدما خدمات للمسافرين وللموظفين وللمقيمين والتي تساهم في الصناعة في المغرب، وأن يكون رائدا من حيث التنمية المستدامة في القطاع على مستوى القارة الإفريقية، معبرا أن طموحه الارتقاء بالمغرب إلى الثلث الأول من التصنيف العالمي بحلول عام 2035.
وبخصوص التحديات المقبلة المطروحة على المطارات المغربية، شدد المصدر ذاته، على ضرورة القدرة على ترجمة تطوير الطاقة الاستيعابية للمطارات إلى استخدام أمثل للبنيات التحتية، باستثمارات معلقنة وأكثر استدامة، والتعامل مع الارتفاع الهائل في أسعار المواد، الناجم عن جائحة كوفيد-19 والذي تفاقم منذ فبراير 2022، بسبب النزاع المسلح في أوكرانيا، مع التزام صناعة الطيران بتحقيق صفر انبعاثات كربونية بحلول عام 2050 وتقليل بصمتها، إضافة إلى الاستعداد للتعامل بسرعة مع الأداث بالمرونة اللازمة.
هذا، واستقبلت المطارات المغربية خلال شهر يناير 2023، 1.981.294 مسافرا، أي بنسبة نمو بلغت 6 في المائة، مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2019، وسجلت المطارات المغربية، 15.726 رحلة جوية، أي ما يمثل نسبة استرجاع تقدر بـ94 في المائة بالنسبة لحركة الطائرات مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2019.
وأضاف المصدر ذاته، أنه خلال الشهر الأول من السنة، استقبل مطار محمد الخامس 722.402 مسافرا عبر 6.173 رحلة جوية، وهو ما يمثل 92 في المائة من حركة النقل الجوي للمسافرين المسجلة خلال نفس الشهر من سنة 2019.
وأوضح المكتب أنه خلال شهر يناير الماضي، تمكنت أغلب مطارات المملكة من تحقيق نسب نمو كبيرة مقارنة مع حركة النقل الجوي المسجلة خلال سنة 2019، مبرزا أن الأمر يتعلق بكل من مطارات مراكش (13 بالمائة)، أكادير (16 بالمائة)، طنجة (40 بالمائة)، وجدة (41 بالمائة)، والناظور (13 في المائة).
من جهة أخرى، كشف المكتب أن حركة النقل الجوي الداخلي سجلت 201.340 مسافرا خلال شهر يناير 2023، بنسبة استرجاع تقدر بـ 91 في المائة مقارنة بنفس الفترة من سنة 2019.بينما عرفت حركة النقل الجوي الدولي تسجيل 1.779.954 مسافرا خلال شهر يناير، وهو ما يمثل نسبة نمو تقدر بـ 8 في المائة مقارنة بشهر يناير 2019.
وسجلت حركة النقل الجوي مع أوروبا التي تمثل 83 في المائة من حركة النقل الجوي الدولي، ارتفاعا بنسبة 13 في المائة، فيما سجلت حركة النقل الجوي مع أمريكا الشمالية نموا بمعدل 32 في المائة، مقارنة مع شهر يناير 2019.
أما بالنسبة لحركة النقل الجوي مع كل من إفريقيا، والشرق الأوسط والأقصى، ودول المغرب العربي فقد سجلت نسب استرجاع هامة تقدر على التوالي بـ 98 في المائة، 94 في المائة و56 في المائة، فيما سجل نشاط الشحن الجوي خلال شهر يناير 2023 ما مجموعه 5.912 طن، وهو ما يمثل نسبة استرجاع تقدر بـ82 في المائة مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2019.
