ثقافة

مؤرخ يكشف “خبايا” طلب ملكة بريطانيا إليزابيث الأولى نجدة المغرب للحفاظ على عرشها

مؤرخ يكشف “خبايا” طلب ملكة بريطانيا إليزابيث الأولى نجدة المغرب للحفاظ على عرشها

شهادة تاريخية ثمينة، وقصة من النوادر تكشف الستار عن حكاية من حكايا المغرب، كشف عنها المؤرخ والبروفيسور جيري بروتون، حين استنطق تواريخ من زمن مغربي كانت فيه ملكة بريطانيا إليزابيث الأولى تطلب نجدة السلطان المغربي منصور الذهبي للحفاظ على عرشها، وكان صيت القوة العسكرية للمغرب، المملكة شاسعة الأفق، ومتقدة الطموح، في عهد الدولة السعدية، حافزا للإنجليز للتحالف معه حماية لأراضيهم، وكان السفير المغربي في لندن أحد أهم الممثلين الدبلوماسيين في العاصمة البريطانية، وأول من أدى مفاخرا الشعائر الإسلامية في قلب المدينة، ناهيك عن الحضور الثقافي للنخبة الدبلوماسية المغربية، لدرجة التأثير في مسرح شكسبير.

وكشف المؤرخ البريطاني خلال حلوله ضيفا على بودكاست “هنا لندن” الذي يعده ويقدمه الصحفي المغربي أيوب الريمي، أن المراسلات الأولى بدأت مباشرة بعد وصول الملكة إليزابيث الأولى للحكم سنة 1595، مشيرا إلى أنه وفي سنة 1550 كان هناك تاجر بريطاني وحيد ورئيسي، يتاجر في السواحل الإفريقية، بدأ في التجارة في المغرب وكان يعتمد على رجل يهودي كان يشتغل في بلاط السلطان المغربي، وكان التبادل التجاري بين البلدين يقوم على إحضار الإنجليز للسلاح إلى المغرب في المقابل كان الإنجليز يحصلون على السكر المغربي والملح الصخري المستعمل في إنتاج البارود.

واعتبر البروفيسور جيري بروتون، أن مبادلات هذا التاجر البريطاني مع التجار المغاربة واعتماد الإنجليز على الملح الصخري المستخرج من أراضي المملكة “مهد بالفعل لتحالف مغربي بريطاني”، مسجلا أن وصول إلزابيث الأولى للحكم سنة 1595 جعل الأمور تعرف منحى جديدا، “لأن إليزابيث التي كانت حينها تعتنق المذهب البروتستانتي وسط محيط أوروبي كاثوليكي كانت تبحث عن حلفاء خارج العالم المسيحي. ولهذا بحثت عن حلفاء في العالم الإسلامي ليس فقط لإقامة علاقات تجارية ولكن من أجل علاقات دبلوماسية وكذلك عسكرية، فوجدت ما تبحث عنه في المملكة المغربية في نهاية القرن 15 وبداية القرن 16، ومن هذه المحطة بدأت العلاقات في التطور”.

وأبرز أن التحالف بين المغرب وبريطانيا، عززه القرب الجغرافي لأن الملكة كانت تبحث حينها عن إقامة تحالف مع العثمانيين ولكن هذا في شرق البحر المتوسط وبعيدا جغرافيا عن بريطانيا، إضافة إلى أن المغرب كان حينها مملكة مزدهرة ويحقق الهدف في مواجهة الدول الكاثوليكية وخصوصا إسبانيا والبرتغال، “لقد كان هناك العديد من العوامل التجارية، حيث سيوفر المغرب لبريطانيا شبكة من التجارة لكسر الحصار المفروض على بريطانيا من الكاثوليك، ولهذا فعندما تريد البضائع البريطانية أن تجد لها أسواقا بعيدا عن الكاثوليكية ستجد أول خيار هو شمال إفريقيا، وأيضا بسبب احتمال إقامة حلف ديني وعسكري بين البروتستانت والمسلمين ضد إسبانيا الكاثوليكية”.

وقال إن إليزابيث كانت أول من بادرة في مراسلة السلطان المغربي، لأنها كانت تبحث عن ترسيم التحالف أولا لصالح التجار البريطانيين، إضافة إلى أن الملكة كانت تهدف أيضا إلى تطوير هذا التحالف وجعله تحالفا سياسيا “لهذا ما بين 1570 و1580 بدأ التقارب يتقوى أكثر بدعم إليزابيث للتجار البريطانيين للتوجه نحو الموانئ المغربية وعبرها إلى فاس ومراكش، وبعدها الوصول إلى السلطات في المغرب وخصوصا في مراكش لإيصال رسالة إلى السلطان بريطانيا تريد إقامة تحالف مع المغرب”.

وتابع المؤرخ البريطاني شارحا: “في سنة 1585 تم تأسيس الشركة البربرية، والتي حصلت على مباركة الملكة ما يعني أنها تسمح للتجار المغاربة بإحضار سلعهم للسوق البريطانية، وقد كان وراء إنشائها شخصيتان من النبلاء أحدهما هو روبرت دودلي ليستر، وكان هناك حديث أنه كانت تجمعه علاقة شخصية مع الملكة إليزابيث لأنهما كانا مقربان جدا، ولهذا فقد منحته الملكة المباركة لإنشاء هذه الشركة، وكانت هذه لحظة كبيرة في تاريخ العلاقات بين البلدين، لأنها تدل على وجود شركة برعاية ملكية مهمتها تسهيل التجارة مع المغرب، واستعمال كلمة “بربري” كانت حينها مستعملة للإشارة إلى شمال إفريقيا لكنها كانت تشير بشكل كبير إلى المغرب، والآن كل أوروبا تشاهد كيف أن إليزابيث تقوم بتأسيس تحالف تجاري مع المغرب وكان هذا تحولا مهما في تلك الفترة”.

وعن ردة فعل السلطان المغربي اتجاه رسائل ملكة بريطانيا، سجل المؤرخ أن الدولة السعدية كانت تعرف الكثير من الاهتزازات وكانت هناك حرب أهلية، وبعدها كانت هناك معركة القصر الكبير (معركة وادي المخازن)، والصراع بين الأخوين على العرش، وهناك دخول البرتغاليين على الخط حيث حاول الملك سيباستيان أن يقف مع أحد الأمراء المغاربة، وهو ما دفع، بحسب المتحدث، المنصور الذهبي للبحث عن استغلال الوضع الذي تعيشه إليزابيث كحاكمة مسيحية، لأنه كان يريد إقامة نوع من التوازن مع العثمانيين الذين كانوا يحكمون في شمال إفريقيا باستثناء المغرب، وكانت الدولة السعدية تحاول أن تدفع عنها التمدد العثماني ما أمكن، كما أن المنصور كان يبحث عن توسيع دولته والتمدد نحو ما نطلق عليه اليوم نيجريا والهدف هو تجارة الذهب، وكان ينظر إلى إليزابيث كلاعب صغير في أوروبا وكان سعيدا بإقامة علاقة معها، وكان يحاول التلاعب بإليزابيث كما أنها كانت تحاول القيام بنفس الأمر، لأن كلاهما يحتاج للآخر، وكان المنصور يعلم جيدا أن هذا التحالف مهم له، أولا لأنه كان قلقا من العثمانيين ولكن أيضا لأنه كان يواجه إسبانيا الكاثوليكية، وعليه فقد كان لإليزابيث والمنصور عدو مشترك وهو إسبانيا.

كما كشف المؤرخ، أن إليزابيت كانت تراسل السلطان المنصور، لتشرح له أنها تحتاج إلى حلفاء، وبأنها أسست تحالفا تجاريا مع المغرب يقوم على الأسلحة مقابل السكر المغربي والذي كانت تحبه كثيرا، مستشهدا بالكثير من الكتابات التاريخية التي تتحدث عن أن إليزابيث كانت أسنانها سوداء والسبب هو أنها كانت تستهلك السكر المغربي بكثرة، مضيفا في السياق نفسه :”كانت أيضا تراسل المنصور لتقول إذا لم نشتغل سويا فسوف أبحث عن تحالف مع العثمانيين، لأننا نعلم أن إليزابيث ومن سنة 1570 كانت تبحث عن إقامة علاقة قوية مع السلطان العثماني، وكانت وكأنها تهدد المنصور بأنها قد تجلب العثمانيين إلى حدود الدولة السعدية.

“تهديدات” إليزابيت بالتحالف مع العثمانيين، جعلت المنصور، وفق شهادة المؤرخ البريطاني، يرد بدوره بأنه جاد في دعمها وأنه راغب في إقامة تحالف مناهض للكاثوليكية، “وفي سنة 1580 قام بإرسال السفير بلقاسم الذي وصل إلى لندن وبدأ في السعي لحشد تحالف ضد إسبانيا، وأيضا من أجل الحصول على الدعم لتعيين أمير برتغالي على عرش البرتغال، وهناك مراسلة من إليزابيث الأولى إلى المنصور تخبره أنه تسعى لإقامة تحالف معه بغرض غزو البرتغال سنة 1585 من أجل مساعدة الأمير المطالب بعرش البرتغال والذي سيكون حليفا لبريطانيا البروتستانتية والمغرب المسلم وهذا تحالف مذهل”.

وأردف بورفيسور التاريخ الحديث جيري بروتون :”كان هناك عدد من الوسطاء في العلاقة بين المنصور الذهبي وإليزابيث الأولى، وهم التجار والدبلوماسيون، وكان الغرض الرئيسي هو كسب البرتغال لصد أطماع إسبانيا، ولكن هذه المحاولة فشلت فشلا ذريعا في سنة 1589 بعجزها عن مساعدة الأمير البرتغالي في الوصول إلى العرش، لكن المهم أننا أمام تحالف عسكري بريطاني مغربي كان يهدف لإيصال أمير حليف لعرش البرتغال وهذا أمر مثير للاهتمام في تاريخ العلاقات البريطانية الإسلامية والعلاقات البريطانية المغربية التي يذهب البعض لنسيانها، هذا التحالف كان أهم تحالف مع أي تحالف مسيحي كانت تتوفر عليه إليزابيث في تلك الفترة في نهاية القرن السادس عشر”.

وحول إشارة الملكة إليزابيت لنقاط مشتركة بين البروتستانتية والإسلام في مراسلاتها، أشار المؤرخ إلى أنها كانت تعرف وجود مذهبين في الإسلام وهما السنة والشيعة وكلاهما مختلفان، وذلك بسبب تواجد التجار البريطانيين في بلاد فارس، “إليزابيث كانت تنظر إلى أن الإسلام مثل المسيحية فيه نوع من الانقسام بين السنة والشيعة من خلال الصراع بين الفرس والعثمانيين، وكانت تعرف أيضا أن المنصور الذهبي هو حاكم مسلم سني، ولهذا كانت تقول له إنها تنظر إلى وجود نقاط مشتركة بين الاعتقادات الدينية للمسلمين السنة والمسيحيين البروتستانت، ويظهر أن إليزابيث كانت تستغل هذه الورقة لأغراض استراتيجية، لكن أعتقد أن المهم هو أنها كانت تقول للمنصور أننا نحن المؤمنون بالكتاب المقدس ونؤمن بقوة كتابنا المقدس، ولا نؤمن بتوفق رجال الدين ولا العلماء كما يفعل الكاثوليك، وأعتقد أن المنصور كان يفهم ذلك، ولهذا فقط اجتمع الدين مع السياسة، ويمكن القول إن العامل الديني كان الدافع وعجلة لإقامة تحالف سياسي”.

واعتبر أن الوقائع تخالف السردية المعتادة وهي أن المسيحة تتعارض وبشكل قاطع مع الإسلام والعكس، “فهذه الواقعة تظهر أن هناك نوع من التفاهم بين الديانات ووعي استراتيجي بالترابط بين الديانتين، كما قامت إليزابيث بمراسلة العثمانيين أيضا لتقول لهم بأن البروتستانتية هي ديانة الكتاب، وهناك علاقة بين كتبنا المقدمة أي بين الإنجيل والقرآن وجميعنا نؤمن بإله واحد، ومع ذلك فقط كانت ذكية وحذرة في التعامل مع قضية المسيحية لأنها تعرف أن المسيحية تؤمن بالثالوث والإسلام لا يعترف بهذا الأمر، ولهذا فقط كانت تتجنب الحديث عن اعتقاد المسيحين بأن المسيح هو ابن الله، لأن الإسلام ينظر له كنبي وليس كابن الله، وبحذر شديد جدا كانت إليزابيث تتعامل مع هذا الموضوع لتركز على نقاط الاشتراك بين المسيحية والإسلام وبأن خصمنا في الاعتقاد الديني هو الكاثوليكية، ولهذا علينا التحالف”.

وسجل أن مراسلات إليزابيت لحظة مهمة للتفاهم والحوار الثيولوجي بين الديانتين “وهو أمر يحاول البعض نسيانه والتركيز على وحدة الإمبراطورية الأوروبية والصراع بين الحضارات وهذا أمر غير صحيح، فالرسائل والوثائق التاريخية حول ما كان يحدث في هذه الفترة على الصعيد التجاري والدبلوماسية والسياسي تخبرنا عن قصص أكثر تعقيدا وعمقا حول تحالف استراتيجي بين المسيحية والإسلام، والذي أدى على الأرض إلى تفاهم بين أشخاص من ديانات مختلفة ولنتذكر كل التجار المتواجدين في فاس ومراكش الذين يشتغلون على الأرض مع الصناع المغاربة والتجار اليهود والوسطاء الذين كانوا يشتغلون في بلاط السلطان، وهذا شجع المنصور وإليزابيث على إقامة هذا التحالف، وهذا صراحة ما يثير إعجابي بوجود ناس يتعاملون مع بعضهم وكل واحد يقول للآخر لديك إيمانك وكتابك ولدي إيماني وعدنا نشتغل مع بعض”.

وقال إن منصور الذهبي تعامل “بذكاء كبير” مع مراسلات إليزابيت ودعوتها للتحالف، “لأنه كان متواجدا بين امبراطوريتين كبيرتين في الشمال هناك إسبانيا والبرتغال تحت حكم فيليب الثاني والذي كان يريد التوجه من جديد لغزو شمال المغرب، إضافة إلى المضايقات من العثمانيين في الشرق، وإليزابيث كانت تحاول التدخل في هذه الوضعية، ما يعني أن الوضع كان متوترا”، مشيرا وفي السياق ذاته إلى أنه وفي سنة 1589 وعندما كانت هناك محاولة لإطلاق حملة عسكرية ضد البرتغال، فقد تم أسر اثنين من أبناء أخ المنصور الذهبي وكان فيليب الثاني يريد استعمالهما من أجل الانقلاب على المنصور الذهبي، “وكان المنصور يلعب لعبة حذرة جدا في هذا الوضع، ويمكن القول إنه نجح في الأمر لأنه حكم لحوالي 25 سنة، وكان بلعب على التوازنات بين الكاثوليك والبروتسنتيات والعثمانيين، علما بأن المنصور كان أيضا يسعى لمد نفوذه نحو الجنوب في غرب إفريقيا، وفي سنة 1590 وبفضل هذا التوجه نجح في تأسيس مملكة غنية وهو الأمر الذي أغرى الكثير من الدول الأوروبية للتعامل معه”.

وعن أول سفير مغربي بريطاني، كشف المؤرخ أنه ووفقا للوثائق المتوفرة، فإنه يدعى بلقاسم، وتم إرساله باعتباره شخصا له مكانة تجارية ودبلوماسية مهمة من أجل تطوير التحالف المغربي البريطاني والتنسيق خصوصا حول ما يحدث في البرتغال، مبرزا أنه كان يتعامل مع اللورد ليستر ومع الملكة إليزابيث وأيضا مع رئيس مخابرات الملكة إليزابيث ويدعى فرانسيس والسيم، من أجل بناء تحالف عسكري، بغرض زعزعة السيطرة البرتغالية الإسبانية على شبه الجزيرة الإيبيرية، في عهد فيليب الثاني، وكان أيضا يعمل على زعزعة سيطرة إسبانيا على العالم الجديد (أمريكا)، لأن إسبانيا تسيطر على تجارة العبيد في المحيط الأطلسي وكانت تسيطر على التجارة في بحر الكرايبي في جنوب أمريكا وهو ما كان يمنح كمية هائلة من الفضة نحو أوروبا.

ولفت المتحدث إلى أنه عندما وصل بلقاسم إلى لندن سنة 1589 كان يعمل مع المحيط الضيق للملكة إليزابيث حول السياسة التي يجب اتباعها في شبه الجزيرة الإيبيرية، وكذلك في شمال إفريقيا وكذلك كيف يمكن زعزعة ما تقوم به إسبانيا في العالم الجديد، والتفكير في تحالف يقوم على المال المغربي بفضل النجاح الذي حققه المنصور في غرب إفريقيا والاعتماد على البحرية البريطانية، من أجل مهاجمة البحرية الإسبانية المتوجهة إلى العالم الجديد، مبرزا أنه ورغم عمل السفير كان مثيرا للإعجاب، لكن مهمته كانت قصيرة وبعدها فشلت، بعد فشل محاولة وضع المطالب بالحكم على عرش البرتغال في سنة 1589، وكان هناك الكثير من التلاوم بين إليزابيث والمنصور، ولكن مرة أخرى لم يكن خلافا دينيا ولكن خلاف سياسي، وأيضا بسبب ضعف البحرية البريطانية، ومع ذلك فقط حاول بلقاسم ربط اتصال مع المطالب بالعرش في البرتغال من أجل وصوله للحكم في لشبونة، وقد ظل في قلب هذه المحاولات”.

وعن حقيقة إلهام السفير المغربي النوري لشكسبير، قال المؤرخ إن مسرحية “عطيل”، كانت دائما تعبيرا عن تراجيديا حول عطيل الرجل الأسود الموري من فينسيا، وكان رجلا أسود البشرة ومن إفريقيا، معتبرا أن الشخصية الرئيسية للمسرحية “موري” هو الوصف الذي كان للدلالة على شخص من شمال إفريقيا وعلى الأغلب أنه مسلم، و”يجب أن نفكر فيه باعتباره موري بربري وشخص من المغرب ويتحدث على أنه غير دينه والتفسير السائد أنه غير دينه من الإسلام إلى المسيحية ولكنه ربما مثله مثل السفير عنون الذي عاد للإسلام مرة أخرى، وأعتقد أن هناك الكثير من المؤشرات على توجهه الديني باعتباره مسلما سابقا وكذلك من لون بشرته، وعندما أخرج شكسبير مسرحية “عطيل” سنة 1603، فإن أغلب الباحثين يعتقدون أنه اشتغل عليها ما بين 1601 و1602″.

وأردف :”السفير النوري كان شخصية عالية المستوى وكان حضوره لافتا ويعيش في شارع “ستراند” ويتحرك في لندن، وتتم مشاهدته من طرف سكان المدينة لمدة ستة أشهر قبل أن يغادر، ومباشرة بعد رحيله بدأ شكسبير في العمل على مسرحية “عطيل” لا أعتقد أن هذه مجرد مصادفة، ولا أقول أن السفير عنون هو النموذج الوحيد لشخصية عطيل، لكن ما أقوله أن شكسبير كان على دراية أنه وخلال ثلاثة أو أربعة عقود كان هناك تحالف بريطاني مغربي، والذي بفضله حضر الكثير من المغاربة إلى لندن وأصبحوا جزء من المنظومة في لندن، وأعتقد أنه أيضا كان على علم بحالة الفضول التي كانت لدى سكان لندن حول هل هؤلاء الأشخاص، هل أهل للثقة؟ هل يمكن أن نتاجر معهم؟ هل يجب أن نتحالف معهم؟ وهذه قصة مذهلة وأعتقد أن شكسبير استلهم منها ومن التحالف الطويل بين المغرب وبريطانيا ومن وصول أشخاص مثل السفير عنون وهو شخصية قيادية ومثيرة للانتباه والاهتمام”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News