فن

بين “الحموضة” و”التكرار”.. جدل “السيتكومات” يتجدد قبل رمضان وفنانون يدعون للتخلي عنها

بين “الحموضة” و”التكرار”.. جدل “السيتكومات” يتجدد قبل رمضان وفنانون يدعون للتخلي عنها

تجددت مطالب المغاربة بوقف عرض “السيتكومات” في الموسم الرمضاني ككل سنة، مع شروع القنوات التلفزيونية في الترويج لها، وبداية العد العكسي لانطلاق عرضها لخوض المنافسة في سبيل تحقيق أعلى نسبة مشاهدة.

وتعرف الأعمال الرمضانية هذه السنة تنوعا من حيث مواضيعها بين الدراما والكوميديا، والأزمات العائلية، والمهن المغربية، وغيرها من المواضيع التي يلتقي معها المشاهد المغربي طيلة شهر رمضان.

وتتلقى العديد من هذه الأعمال في شهر رمضان انتقادات واسعة من الجمهور، لاسيما أن بعضهم يرى أن الكثير من السلسلات تفتقد إلى الفعالية الإضحاكية والسيناريو الجيد ما يعرضها لموجة من السخرية، إذ يصفها البعض بالأعمال “الحامضة”.

وفي هذا الصدد، قال الممثل المغربي يوسف الجندي إنه ضد عرض السيتكومات، لكونها لم تعد تُحقق الفرجة للمشاهد المغربي، الذي أصبح يميز بين الأعمال الجيدة والرديئة.

وأضاف الجندي في تصريح لجريدة “مدار21” أن هذه السيتكومات لم تعد تجذب الجمهور المغربي، الذي يبحث عن الأعمال التي تمسه وتعبر عن انشغالاته، وهو الأمر الذي لا يتحقق في الأعمال الكوميدية.

وواصل يوسف حديثه قائلا: “في البداية كانت السيتكومات تحصد إقبالا كبيرا باعتبارها شكلا جديدا ودخيلا، لكنها أخفقت في السنوات الأخيرة، ولذلك لاحظنا أن قناة الأولى تخلت عنه أخيرا”، متمنيا أن تستجيب القناة الثانية إلى هذا المطلب أيضا.

ويفضل المتحدث ذاته الاكتفاء بعرض مسلسلات درامية، لأنه بخلاف ما يُروج له البعض بكون رمضان يتطلب عرض سلسلات ترفيهية خفيفية، الجمهور يقبل كل الأعمال الجيدة ولو كانت دراما حزينة.

وعن وصفة نجاح السيتكوم، أوضح الجندي أنه “لا توجد وصفة معينة سوى الاعتماد على سيناريو، وتبني كوميديا المواقف وصناعة حالة كوميدية دون اللجوء إلى الإضحاك بالكلام وتغيير تعابير الوجه، اللذين ينزعج منهما الجمهور. السيتكوم ولو أنه ينفذ بمجهود كبير إلا أن الكتابة تبقى ضعيفة ولا تتطلع للجودة المطلوبة”.

بدورها، كشفت الممثلة فاطمة الزهراء لحرش، أنها تؤمن بكوميديا المواقف، ولا تفضل الكوميديا التي تصدر باستخدام تعابير الوجه، أو نص الحوار.

وقالت لحرش في تصريح للجريدة، إنها لا تسعى إلى إضحاك الجمهور من خلال الشخصية التي تتقمصها، أو المبالغة في تجسيد الأدوار التي تؤديها.

أما الممثلة منال الصديقي، فتجد أنه من الجيد أنه أصبحت لدينا وفرة في الإنتاجات، وإن كانت “حامضة” إلا أنها تبقى إنتاجات مغربية وليست أعمالا دخيلة مدبلجة، مبرزة أن “الكوميديا تعد من الأجناس الصعبة، إذ ليس بالسهل إضحاك المتلقي، خاصة منها كوميديا المواقف والسوداء، لذلك يبقى الأسهل صناعة كوميديا مبتذلة توصف بـ”حامضة”.

وواصلت الصديقي حديثها لجريدة “مدار21” قائلة: “للسيتكوم شروط معينة، منها منحه الوقت الكافي في التحضير، إذ إن معظم الأعمال يجري تصويرها في وقت وجيز قبل أيام من شهر رمضان، إضافة إلى أن الفنان يكون ملتزما بأكثر من عمل واحد”.

أما الممثل محمد الخياري، فيرفض أن يعطي الفنان أو المخرج رأيه في الأعمال التي تُقدم، معتبرا أن الحكم يبقى للجمهور بالدرجة الأولى ثم النقاد.

وشدد الخياري في تصريح لجريدة “مدار21” على أن كل الأشياء الموجودة في الكون تتعرض للانتقادات، إذ يخضع أي عمل للإشادة والإنتقاد، وذلك لا يعني فشله.

وفي الاتجاه ذاته، ترى الممثلة بديعة الصنهاجي، أنه لا يمكن التحكم في آراء الجمهور، الذي قد يروقه العمل الفكاهي أو لا يُعجبه، مؤكدة أن “الفكاهة من أصعب الأجناس الفنية، إذ ليس سهلا إضحاك الجمهور المغربي بهدف ورسالة”.

في المقابل، أشارت الصنهاجي في حديثها إلى الجريدة، إلى أن الأعمال الدرامية أصبحت تخلق صدى طيبا لدى الجمهور المغربي، الذي تعكسه نسب المشاهدات العالية في المواسم الرمضانية، مما يدل على أن صناعها يشتغلون باحترافية كبيرة وشغف، في سبيل إرضاء المشاهد.

الناقد والمخرج المغربي عبد الإله الجوهري يقول إن للفكاهة شروطها المعروفة، فهي لا يمكن أن تخرج عن ثلاث أساسيات، تتمثل في السياسة والدين والجنس، ونحن في المغرب لا يمكننا تناول مثل هاته المواضيع، وبالتالي تبقى السلسلات الكوميدية في المغرب، والعالم العربي، قاصرة في تحقيق شروط الضحك والإضحاك، وهذا ما يفسر عدم تحقيق أي سيتكوم النجاح المُبتغى في المغرب.

وبالنسبة للجوهري ففشل السيتكومات في المغرب راجع إلى “غياب السيناريوهات الجيدة الشجاعة مما ينتج أعمالا تدور في حلقة مفرغة”، مشيرا إلى أنه “في الوقت الذي كان يستوجب على السيناريست كتابة السيتكوم والبحث عن منتج لعمله، أصبح المنتج هو من يبحث عن سيناريوهات خفيفة تتلاءم مع تطلعاته الإنتاجية”.

ويضيف المتحدث ذاته في تصريح للجريدة أن كتابة السيناريو تتطلب الكثير من الوقت، متسائلا “كيف يمكن لكاتب واحد أن يكتب خمسة أعمال في السنة، وفي الوقت نفسه يمثل في العمل”، مؤكدا أنه “لا يمكن، منطقيا، أن يكتب السيناريست المتخصص أكثر من سيناريو واحد في السنة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News