بيبل

استثمروا فرصة “الموندياليتو”.. مشاهير أجانب يروّجون للمغرب بـ”المجان” ويحرجون “أبناء الدار”

استثمروا فرصة “الموندياليتو”.. مشاهير أجانب يروّجون للمغرب بـ”المجان” ويحرجون “أبناء الدار”

في الوقت الذي كان منتظرا من المشاهير و”المؤثرين” في “الويب” المغربي، استثمار فرصة تنظيم المملكة لحدث كروي مهم من قبيل “الموندياليتو” الذي تتجه إليه أعين العالم، للتسويق للمغرب وقدراته التنظيمية وبنيته التحتية، وكذا تنوعه الثقافي، على غرار ما فعلوه بدولة قطر، التي استقطبت عددا منهم بغاية إشهار ثقافتها خلال احتضانها لكأس العالم 2022، أخلف هؤلاء الموعد لأسباب مبهمة.

مشاهير أجانب يتكلفون “مجانا” بالمهمة

وفي ظل غياب مشاهير مغاربة عن هذه التظاهرة العالمية، خطف نظراؤهم الأجانب، الذين اختاروا القدوم إلى المغرب من أجل حضور منافسات “الموندياليتو”، وتوثيق زياراتهم له بفيديوهات تنقل أجواء المباريات، وتساهم في الترويج لثقافة البلاد على نطاق واسع، الأنظار على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويأتي على رأسهم “اليوتيوبر” البريطاني “thogden”، الذي قرر زيارة المغرب بعدما تعرف على الجمهور المغربي في مونديال قطر، ليحظى بإشادة كبيرة، وتفاعل واسع مع فيديوهاته اليومية التي يوثق فيها أجواء المباريات، وزياراته لعدد من المواقع، إذ يحاول عبرها إبراز الثقافة المغربية المتنوعة، بل حرص أيضا على شراء “كندورة” وارتدائها مبديا إعجابه بها.

وفي هذا السياق، قال الصحافي المغربي كريم بوخصاص، إن هذا “الشاب البريطاني يقوم بحملة ترويجية للمغرب بالمجان”، مشيرا إلى أنه “يقدم محتوى ترويجيا عن المغرب على أعلى مستوى، وهو أفضل ألف مرة من أي حملة ترويجية تقوم بها وزارة السياحة”، حسب تعبيره.

وأضاف بوخصاص، في تدوينة “فيسبوكية” نشرها على حسابه الشخصي، أن هذا “اليوتيوبر” يمثل “سفيرا لأزيد من مليون 200 ألف مشترك ينقل لهم بالصوت والصورة سِحرَ المغرب وشغف المغاربة بكرة القدم”، مبرزا أنه ورغم أنه “قادم من بلد يُصَدِّرُ للعالم أفضل دوري، فإنه لم يخفِ صدمته من تفاعل الجمهور المغربي في الملاعب، وأصبح يردد بشكل جيد عبارة “سير.. سير”.

وتابع في التدوينة ذاتها: “حقا كثير ممن يسمون أنفسهم بـ”المؤثرين” في المغرب بحاجة لتعلم درس في مفهوم التأثير الإيجابي من أمثال هذا “اليوتوبر”، وفق قوله.

وعلى المنوال نفسه، شارك معلق رياضي أرجنتيني يُدعى “نيكو كونتر”، اشتهر في المغرب خلال تعليقه على مباريات المنتخب المغربي في قطر بعبارة “سير سير سير”، مقاطع فيديوهات توثق رحلته إلى المغرب.

انتقادات لاذعة تطال المشاهير “مالين العرس”

وتلقى المؤثرون المغاربة سيلا من الانتقادات، إثر تخلفهم عن حضور مباريات “المونديالوتو”، والمساهمة في الترويج للمغرب خلال هذه التظاهرة الضخمة، بعدما تجشموا عناء السفر إلى قطر من أجل توثيق سلسلة من “الفيديوهات” حول كأس العالم الأخيرة.

وفي هذا الإطار، هاجم الصحافي الإعلامي الرمضاني “مؤثري الويب” عبر تدوينة متداولة جاء فيها: “شي مؤثرين تحملوا عناء السفر لقطر باش يديرو لنا الفلوكات في المونديال ودابا غابرين على مونديال الأندية، ياك ما طنجة أبعد من قطر، ولا غير حيث الدوحة فيها الشمس، وطنجة فيها البرد؟ بوسيبل يا الفابور يا مونامور خرجني من لاميزير”.

وعلقت إحدى الناشطات على غياب المؤثرين المغاربة عن حدث “الموندياليتو” قائلة: “صراحة ما عجبنيش الحال كمغربية نشوفهم فقطر محيحين و “السطوريات” على مدار أربعة وعشرين ساعة، وفبلادهم شي مريض، وشي مسافر، وكل واحد و السبة لي دار”.

وكتب ناشط آخر: “الروح الوطنيه كتبان في هاد المواقف باش تعرفو شكون كتبعو وشكون كدعمو غير الوصوليين والطماعين وعاد زادها الآخر قالك خاصهم العراضه مالكم غادين العرس الله يخليها تربيه”.

وجاء في تعليق آخر: “مشاهيرنا يبحثون عن العزومات والدعوات و”الفابور”، لا يؤثرون مجانا، غياب تام لهم عن تظاهرة في بلدهم، وفي قطر كانوا قطريين أكثر من القطريين نفسهم”.

رمزي: لم نتلق دعوة رسمية للحضور

أمام حدة الانتقادات وحجم الهجوم عليهم جراء “تجاهلهم” لهذا العرس الكروي الكبير، أرجع الكوميدي أسامة رمزي غياب المشاهير عن كأس العالم للأندية، التي تحتضنها مدينتا الرباط وطنجة، لعدم “توجيه دعوات لهم من قبل القائمين على هذه التظاهرة، وغياب المستشهرين الذين يتكفلوا عادة بحضورهم في المناسبات الكبرى، كما حدث في قطر”، لافتا إلى أن “الحرب التي تُشن على المشاهير، في حالة وجودهم في حدث ما، من بين الأسباب التي تخلق حساسية بين الجهات المنظمة والمؤثرين”.

وشدّد رمزي، عبر حسابه الرسمي بموقع”إنستغرام” على “ضرورة الاستعانة بالمؤثرين في التسويق للمغرب كما يفعل معظم البلدان”.

وعقب هذا النّقاش قرر أسامة رمزي الحضور في المباراة التي جمعت فريق الوداد البيضاوي، بخصمه الهلال السعودي، يوم السبت الماضي، إلى جانب مشاهير آخرين رمزي الزوبير هلال، ومريم قدميري.

ويرى بعض المتتبعين كذلك أن وزارة السياحة بدورها لم تستثمر هذا الحدث العالمي، الذي يستقطب الجماهير من مختلف الدول، في سبيل الترويج للسياحة المغربية، سواء عبر المشاهير أو بتسخير أنشطة من شأنها التعريف بحضارة المملكة، كما فعلت في عدد من المناسبات المتعلقة بمشاريع حكومية، حيث إنها جمعت ثلة من المشاهير المغاربة لتسويقها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News