تقديم كتاب “الجبال المغربية.. التاريخ والتراث ورهانات التنمية”
تم، اليوم الخميس بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، تقديم كتاب موسوم بعنوان “الجبال المغربية.. التاريخ والتراث ورهانات التنمية”، يسلط الضوء على أهمية الجبل في تاريخ وبيئة المغرب.
ويعد هذا الكتاب، الذي يقع في 514 صفحة باللغة العربية و83 صفحة باللغة الفرنسية، من الحجم المتوسط، ثمرة لأشغال الندوة الدولية التي نظمها مركز الدراسات التاريخية والبيئية بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، في 21 و22 نونبر 2019، بشراكة مع جامعة السلطان مولاي سليمان، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، ومختبر التاريخ والمجال بالمغرب والعالم المتوسطي.
وجاء في مقدمة الكتاب “تشغل الجبال في المغرب نسبة مهمة تفوق ربع مساحته العامة، وتضطلع بأدوار طبيعية وتاريخية في هيكلة المجال وتحديد خصوصيته البيئية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية. ونظرا لأهميتها التاريخية وأبعادها التنموية، شكلت مجالا خصبا للبحث العلمي المتعدد التخصصات في العلوم الإنسانية (…) اعتبرت الجبال المغربية في المصادر الإغريقية واللاتنية مصدرا للثروات الطبيعية المقدسة والنفيسة، ومصدرا للخوف لما التصق بسلاسل الأطلس من أساطير. كما لعبت عبر التاريخ أدوارا متعددة في تحديد خصوصية المجتمع الجبلي الذي أكسبه مهارات مهمة في تدبير الحياة الاجتماعية والاقتصادية”.
وفي تصريح للبوابة الأمازيغية لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال الباحث المختص في جغرافية العالم القروي، لحسن جنان، إن هذا الكتاب “مهم من حيث المحتوى ومواضيعه المتنوعة بتنوع وأهمية الجبال المغربية”، موضحا أن المؤلف يتناول، من خلال 33 دراسة، كل الإشكاليات التي تهم المجال الجبلي على مستوى الموارد الطبيعية والبشرية والتاريخية والثقافية والرمزية والتنموية وسبل معالجتها.
وبعدما أبرز أن المجال الجبلي يجسد بشكل ملموس المجال التراثي، شدد السيد جنان على أن الاستراتيجية التنموية للمناطق الجبلية لا يمكن أن تتم إلا عبر تنمية وتطوير اقتصاد هذا التراث الجبلي.
من جهته، قال الباحث بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، عزيز بن الطالب، في تصريح مماثل، إن هذا الكتاب يسلط الضوء على الثقافة الأمازيغية بالمناطق الجبلية الغنية بالتراث، وكذا بالموارد المحلية.
وأشار إلى أن معظم المناطق المصنفة على لائحة التراث الوطني، وكذا المحميات التي تندرج في الشبكة العالمية لليونسكو، تقع في المناطق الجبلية، دعيا إلى تثمين موارد المناطق الجبلية من خلال بلورة برامج محددة وإحداث وكالة لتنمية هذه المناطق.
