مثير للجدل

عبد النبي العيدودي

عبد النبي العيدودي

عجائب برلماني “هشة بشة” لا تتوقف، فبعدما حوّل البرلمان المغربي إلى حلبة للاستعراض اللغوي، مستعملا تعابير من غريب اللغة، في أكثر من مناسبة، عاد ليتبارز في نثر المدح وتلاوة الدعاء وفعل كل ما يباعد بينه وبين صفة نائب الأمة المُدرك لواجبه.

البرلماني عبد النبي العيدودي، رئيس جماعة دار الكداري كذلك، لجأ إلى مدح وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، بكلام يُدرك كل من سمعه أنه يدخل ضمن أسلوب “لعق الأحذية” الذي لن ينطلي على وزير الداخلية، ولا يليق بسمعة منتسبي المؤسسة التشريعية.

تكفي معرفة أن العيدودي استخدم عبارات من قبيل “الشامخ الأنيف” و”سر من أسرار الله”، ضمن تدوينه بعد أحد اجتماعات لجن البرلمان، لوصف لفتيت، لإدراك أن خلفية هذا “الشعر” غير بريئة البتّة.

وكأن برلماني “هشة بشة” يريد ذر الرماد في عيون السلطة، ومجلس الحسابات، وقضاة محكمة جرائم الأموال التي أدانته ب”تهم التزوير والاختلاس وتبديد المال العام”، لتحصين نفسه من المتابعة القضائية.

الأغرب من كل ما سبق أن العيدودي يقدم نفسه دكتورا ومديرا لمركز أبحاث، وهذا الأمر وحده يدعو إلى التأمل في ما بات يتلقفه البرلمان من خريجي الجامعة المغربية. إضافة إلى أن هذا البرلماني بات يتعقب، بشكل لا يخلو من سخرية، وزراء الحكومة بين ردهات البرلمان لالتقاط صور معهم، بحثا عن أهمية مصطنعة لشخصه، يوهم بها متتبعي صفحته.

على هذا البرلماني أن يدرك أن وصوله لقبة البرلمان تكليف، أكثر منه مجرد فرصة للتبختر اللغوي، ومحاولة إبراز غرابة أطواره في كل مناسبة، لأن هذا الأسلوب مصدر تنفير إضافي للمواطنين من العمل السياسي ومن متابعة جلسات البرلمان. وعلى المقربين منه، من أعضاء فريقه في البرلمان، أن يهمسوا في أذنه بأن يعيد النظر فيما يصنع، إن كان الهمس ينفع معه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News