دولي

خبير يوضح انعكاسات صعود اليساري “سيلفا” بالبرازيل على الموقف من الصحراء المغربية

خبير يوضح انعكاسات صعود اليساري “سيلفا” بالبرازيل على الموقف من الصحراء المغربية

بعد انقلاب بعض رؤساء اليسار بأمريكا الجنوبية على الموقف من قضية الصحراء المغربية، عبر الاعتراف بالبوليساريو، لا سيما دولتي البيرو وكولومبيا، باتت عودة الرئيس اليساري لولا دا سيلفا إلى الحكم في البرازيل، عقب الانتخابات الأخيرة، تطرح تساؤلات حول إمكانية تغيير موقف بلاده، بما ينعش آمال الانفصال الذي يحاول إيجاد مساحات للترويج لأطروحته المتهالكة باستغلال مساندة اليسار لتحرر الشعوب.

وتمكن الرئيس دا سيلفا من العودة إلى الرئاسة، التي سبق أن كان فيها لفترتين متتاليتين بين عامي 2003 و2010، بعد أن فاز في الانتخابات الأخيرة على منافسه اليميني بولسوناروا بفارق قليل، في انتخابات شهدت حملة دعائية قوية من الطرفين، ليعود دا سيلفا إلى الحكم بعد أقل من ثلاث سنوات على إطلاق سراحه من السجن الذي دخله بتهمة الفساد.

وحول الجديد في انتخاب دا سيلفا الذي يتمتع بشعبية واسعة في البرازيل بالنسبة للقضية الوطنية في المغرب، أكد عبد العالي باروكي، أستاذ الدراسات الإسبانية والأمريكية اللاتينية بجامعة محمد الخامس بالرباط، في تصريح ل”مدار21″، أنه بالنسبة للرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا “سبق أن كان رئيسا للبلاد من قبل دون يتغير موقف البرازيل من قضية الصحراء المغربية، لأن البرازيل كانت أول دولة من أمريكا اللاتينية لديها علاقات اقتصادية مع المغرب، ذلك أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين جد متميزة وقوية”، مشيرا إلى أن “المصالح الاقتصادية بين المغرب والبرازيل تجعل العلاقات متينة بين البلدين”.

علاقات اقتصادية وديبلوماسية متينة

وأورد الأكاديمي نفسه أن البرازيل “من بين أول الدول في أمريكا الجنوبية بالكامل التي ربطتها علاقات ديبلوماسية مع المغرب، ذلك أن العلاقات بين البلدين تعود إلى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، ما يعني أن هناك علاقات تاريخية وديبلوماسية عريقة بين البلدين تم تتويجها بعلاقات اقتصادية متينة في الوقت الحالي”.

واستحضر باروكي أن “هناك تخوفا من التوجه اليساري لحكومة دا سيلفا من أن تحدو حدوة بعض الحكومات اليسارية في أمريكا اللاتينية مثل كولومبيا والبيرو، لكن تبقى هذه النتيجة مستبعدة جدا بسبب كون العلاقات المغربية البرازيلية متميزة، وبالتالي فصعود دا سيلفا للحكم لن يكون له تأثير على موقف بلاده من قضية الصحراء المغربية”، يشدد المتحدث.

وأشار الأستاذ المختص في تاريخ أمريكا اللاتينية إلى أنه “بالرغم من الرئيس السابق كان يميني وله علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي يعد المغرب من أبرز حلفائها لا سيما في مجال مكافحة الإرهاب، إلا أن نتائج الانتخابات الحالية لن تفرز نتائج مغايرة عن الفترة السابقة لأن المصالح الاقتصادية والعلاقات الدبلوماسية بين البلدين ستكون مؤثرة في العلاقات الحالية بين البلدين ولن تسمح بصدور موقف مخالف لما يجري حاليا”.

وبالنسبة لموقف هذا البلد بأمريكا الجنوبية من العناصر الانفصالية المدعومة من الجزائر، أكد باروكي أن دولة البرازيل “كانت دائما مع المغرب، ذلك أنها لا تعترف بجمهورية الوهم المسماة البوليساريو”، مضيفا “أعتقد أن الوضع سيبقى في الغالب على ما هو عليه”.

وحول إمكانية استقطاب البرازيل إلى صف الدول المشيدة بالحكم الذاتي، أبرز عبد العالي باروكي أن “هذا ما نتمناه أن تكون خطوة إلى الأمام في اتجاه الإيجابي لصالح القضية الوطنية عبر الاعتراف والإشادة بالحكم الذاتي المغربي”.

ولفت المختص الدراسات الأمريكية اللاتينية إلى أنه “في ظل الوضع الاقتصادي العالمي الحالي تطغى العلاقات الاقتصادية عن غيرها من الجوانب، خاصة وأن حكومة البرازيل الحالية ستكون في حاجة إلى الحفاظ على علاقاتها مع الدول التي تربطها معها علاقات اقتصادية متميزة، كتلك التي تربطها بالمغرب”.

وأشار باروكي إلى أن الأبعاد الإيديولوجية والسياسية تصبح ثانوية عند استحضار قوة العلاقات الاقتصادية، هذه الأخيرة التي تبقى أولوية في ظل الأزمات الاقتصادية الحالية على المستوى الحالي.

الملك يهنئ داسيلفا

في سياق التأكيد على العلاقات المتميزة بين البلدين، وجه الملك محمد السادس برقية تهنئة للويس ايناسيو لولا داسيلفا بمناسبة انتخابه رئيسا لجمهورية البرازيل، معربا خلالها عن “أطيب متمنياته بموفور الصحة والهناء للرئيس لولا دا سيلفا، وعن أحر تهانئه لفخامته على تجديد الشعب البرازيلي الصديق ثقته في شخصه، راجيا له كامل التوفيق في تحقيق ما يصبو إليه من مزيد الرخاء والازدهار”.

وجاء في برقية الملك “وبهذه المناسبة، يسرني أن أعرب لكم عن اعتزازي بما يطبع العلاقات المغربية البرازيلية من صداقة متينة وتعاون مثمر في مختلف المجالات، مؤكدا لكم حرصي القوي على العمل سويا معكم من أجل ترسيخ الشراكة الاستراتيجية المتعددة الأبعاد القائمة بين بلدينا، والارتقاء بها بما يستجيب وطموحاتنا المشتركة، لما فيه خير شعبينا، وإسهاما في توطيد جسور التضامن والتكامل جنوب-جنوب”.

وتؤكد الرسالة الملكية إلى الرئيس البرازيل على أهمية العلاقات بين البلدين، مما يجعل من المستبعد صدور مواقف مفاجئة من الرئيس البرازيلي، خاصة وأنه سبق وأن أدار البلاد خلال مراحل سابقة شهدت استقرارا في الموقف تجاه القضية الوطنية الأولى بالمغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News