دولي

روسيا تعود لاتفاق تصدير القمح الأوكراني وبوتين يهدد بالانسحاب مجددا

روسيا تعود لاتفاق تصدير القمح الأوكراني وبوتين يهدد بالانسحاب مجددا

هدّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بخروج روسيا مجددا من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود في حال عمدت كييف إلى “خرق ضمانات” طلبتها موسكو.

وقال بوتين في كلمة مقتضبة بثها مباشرة التلفزيون الروسي “طلبت من وزارة الدفاع استئناف مشاركتها في اتفاق تصدير الحبوب. لكن روسيا تحتفظ بحقها في الانسحاب من هذا الاتفاق في حال خرقت أوكرانيا الضمانات”.

وتابع “لكن حتى وإن انسحبت روسيا من هذا الاتفاق.. سنكون مستعدين لتوفير كامل محاصيل الحبوب التي تم تصديرها من أراضي أوكرانيا للبلدان الأكثر فقرا”، من دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

واستأنفت روسيا أمس الأربعاء مشاركتها في اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية بعد تلقي “ضمانات خطية” من أوكرانيا بشأن جعل الممر المستخدم لنقلها منزع السلاح.

وكانت موسكو قد علقت السبت مشاركتها في اتفاق الحبوب بعد هجوم بمسيرات على أسطولها المتمركز في خليج سيباستوبول في شبه جزيرة القرم التي ضمتها. وحم ل الجيش الروسي مسؤولية هذه العملية إلى أوكرانيا بمساعدة “خبراء بريطانيين” وأكد أنها تمت من الممر البحري المخصص للصادرات الأوكرانية.

والأربعاء أكد بوتين أنه في حال خرجت روسيا مجددا من الاتفاق، لن تمنع موسكو عبور “إمدادات الحبوب من أوكرانيا إلى تركيا”، مبر را موقفه هذا بـ”حياد” أنقرة في النزاع الدائر مع كييف وبـ”الجهود التي يبذلها الرئيس (التركي رجب طيب) إردوغان والرامية إلى ضمان مصالح البلدان الأكثر فقرا”.

ورحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم أمس بـ”حرارة” بعودة روسيا للالتزام بمفاعيل اتفاق يتيح تصدير الحبوب الأوكرانية، وفق ما أعلن المتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.

وقال المتحدث إن الأمين العام “يواصل جهود مع كل الجهات الفاعلة من أجل تجديد مبادرة (البحر الأسود) وتطبيقها بالكامل، وهو منخرط أيضا في إزالة العقبات من أمام عمليات تصدير الأغذية والأسمدة الروسية”.

ويبدو أن سلسلة من المكالمات الهاتفية في الأيام الأخيرة بين المسؤولين الروس والأتراك، لا سيما الثلاثاء بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس فلاديمير بوتين، ووساطة الأمم المتحدة الضامن الآخر للاتفاق، أقنعت موسكو بمراجعة موقفها.

وقال الجيش الروسي “بفضل مشاركة منظمة دولية فضلا عن تعاون تركيا تم الحصول على الضمانات الخطية اللازمة من أوكرانيا بشأن عدم استخدام الممر الإنساني والموانئ الأوكرانية المحددة لتصدير المنتجات الزراعية لتنفيذ أعمال عدائية ضد روسيا”.

وأعلن أردوغان أن الصادرات ستستأنف “كما كانت من قبل” اعتبارا من الساعة 09,00 بتوقيت غرينتش. وقال “عقب اتصالي ببوتين أمس ستستأنف شحنات الحبوب اعتبارا من ظهر اليوم”.

وكانت سفن الشحن المحملة بالحبوب المهم للأمن الغذائي العالمي، عالقة حتى الآن في الموانئ الأوكرانية منذ السبت.

وكان الغربيون نددوا بشدة بتعليق موسكو للاتفاقية الموقعة في يوليوز، بينما رأت كييف في هجوم سيباستوبول “ذريعة زائفة” ودعت إلى الضغط على الكرملين “لاحترام التزاماته”.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء الثلاثاء إن “ممر نقل الحبوب يحتاج إلى حماية موثوقة وطويلة الأمد” مهددا موسكو “برد عالمي شديد على أي إجراء يعطل صادراتنا”.

وردت روسيا الاثنين بشن سلسلة جديدة من الضربات الكثيفة على البنى التحتية الحيوية في أوكرانيا، مما تسبب في انقطاع المياه والكهرباء خاصة في كييف.

وأعلنت شركة الكهرباء الأوكرانية عن تقنين جديد للكهرباء الأربعاء في حين وعد رئيس بلدية العاصمة الأوكرانية فيتالي كليتشكو بنشر ألف “نقطة تدفئة” للسكان بحلول الشتاء.

وقال زيلينسكي إن الضربات الروسية دمرت 40% من منشآت الطاقة الأوكرانية مما دفع البلاد إلى وقف صادراتها إلى الاتحاد الأوروبي، حيث تسجل الأسعار ارتفاعا كبيرا.

بينما تواصل موسكو وطهران نفي تسليم طائرات مسيرة إيرانية للجيش الروسي، قالت الولايات المتحدة الثلاثاء إنها “قلقة” من احتمال تسليم صواريخ أرض-أرض إيرانية هذه المرة.

على الجبهة، أفادت هيئة الأركان العامة الأوكرانية الأربعاء أن معارك دائرة في الشرق وأن 25 بلدة في الشرق والوسط والجنوب تتعرض للقصف. وأفاد حاكم منطقة دونيتسك في الشرق بافلو كيريلينكو عن مقتل أربعة مدنيين في الساعات ال24 الماضية.

وأفاد مراسلو “فرانس برس” عن دمار كبير في قرية بيلوزيركا على جبهة خيرسون في الجنوب، العاصمة الإقليمية حيث تحصن القوات الروسية مواقعها تمهيدا لهجوم أوكراني مرتقب.

في بيلوزيركا تقصف القوات الروسية من الطرف الجنوبي للطريق في الموقع الذي تحصنت فيه منذ انسحابها من تلك البلدة في مارس.

وقالت أنجيليكا بوريسينكو (20 عاما) وهي من سكان البلدة “في البداية لم نكن نفكر سوى بانتهاء الغزو. لكن الآن يبدو الأمر طبيعيا. اعتدنا على ذلك”.

وأعلنت سلطات الاحتلال الروسي لمنطقة خيرسون الثلاثاء عن عمليات إجلاء جديدة لآلاف السكان في هذه المنطقة، بعد نقل قرابة 70 ألف شخص الأسبوع الماضي. وتدين أوكرانيا عمليات الإجلاء هذه وتصفها بأنها “عمليات ترحيل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News