سياسة

الشرقاوي: مجلس الأمن وبخ الجزائر والبوليساريو لتآمرهما وحملهما مسؤولية الكارثة الإنسانية بتندوف

الشرقاوي: مجلس الأمن وبخ الجزائر والبوليساريو لتآمرهما وحملهما مسؤولية الكارثة الإنسانية بتندوف

قال الأستاذ الجامعي والخبير الجيوسياسي، الروداني الشرقاوي، إن قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2654 المتعلق بالصحراء المغربية يؤكد “المسؤولية التاريخية والقانونية والسياسية” للجزائر في هذا النزاع الإقليمي.

وأوضح الشرقاوي أن القرار الذي تم تبنيه، يوم أمس الخميس، ذكر بـ”سمو المبادرة المغربية للحكم الذاتي وبدور الجزائر في هذا النزاع الجيوسياسي”، مضيفا أنه بموجب هذا القرار الذي يشكل تغييرا جذريا لفائدة الوحدة الترابية للمملكة، صوت مجلس الأمن على تجديد ولاية بعثة المينورسو حتى 31 أكتوبر 2023، ولأول مرة شدد المجتمع الدولي على الطابع الإلزامي لإحصاء وتسجيل المحتجزين في مخيمات تندوف، على التراب الجزائري.

وأكد الخبير الجيوسياسي “انها رسالة واضحة وصريحة إلى الجزائر التي فوتت صلاحياتها الوطنية إلى جماعة انفصالية مسلحة في انتهاك لأسس القانون الدولي”، مسجلا أن المجتمع الدولي، من خلال دعوته إلى إحصاء المحتجزين، فضح الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي من طرف الجزائر.

وأشار إلى أنه “في منطقة تشهد تفشي الجماعات الإرهابية، ساءل مجلس الأمن الجزائر عن دورها في هذه الكارثة الإنسانية التي تم تدبيرها والإبقاء عليها من أجل غايات سياسية بحتة”، مشيرا إلى أن القرار دعا وكالات الأمم المتحدة إلى مراقبة، عن كثب، مسارات المساعدات الإنسانية الموجهة للمحتجزين على الأراضي الجزائرية.

وتابع، في هذا الصدد، بأن هذه الممارسات اللاإنسانية كانت موضوع تقرير صاغه المكتب الأوروبي لمكافحة الاحتيال الذي لم يتردد، بناء على تحقيقات أجرتها وكالات أوروبية، في توجيه أصابع الاتهام للجزائر بالنظر إلى مسؤوليتها وتورطها مع أعضاء المليشيات في هذه الاختلاسات.

ولفت الشرقاوي إلى أن قراءة القرار، وكذا تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الموجه إلى مجلس الأمن، والذي نشر في 13 أكتوبر الجاري، تظهر مدى التغيير الجوهري في تحديد الفاعلين الحقيقيين في هذا النزاع الإقليمي، مضيفا أن الأمين العام للأمم المتحدة دعا، في التقرير ذاته، الجزائر و”البوليساريو” إلى عدم التمسك بمقاربات عفا عليها الزمن.

وسجل الخبير أن قرار مجلس الأمن وتقرير الأمين العام أكدا على القرارات التي تم تبنيها خلال فترة عمل المبعوثين الشخصيين السابقين والتي تعتبر نقطة الانطلاق الوحيدة للتوصل إلى حل سياسي مقبول من الأطراف.

وشدد على أن “عرقلة الجزائر وإرادتها المتعمدة في إعاقة مسار الموائد المستديرة هو انتهاك للشرعية الدولية”، مبرزا أن هذا القرار وضع قواعد جديدة يجب اتباعها من خلال تسليط الضوء على الفاعلين الحقيقيين في هذا النزاع المفتعل وإبراز دور الجزائر في خلق وتمديد وعرقلة المسلسل السياسي.

وأبرز أن مجلس الأمن ما فتئ يدعو، في العديد من الفقرات التنفيذية، الأطراف المعنية، مع الإشارة إلى الجزائر بالاسم، للعمل على مبدأ التوافق لإيجاد حل سياسي وعادل وعملي ودائم، مع تكريس الموائد المستديرة كآلية وحيدة للمضي قدما في المسلسل السياسي.

وأضاف الشرقاوي أنه تم اعتماد صياغة جديدة، لا لبس فيها، تؤكد على أهمية تقارب مواقف جميع الأطراف المعنية من أجل التقدم نحو حل دائم وعادل ومقبول من الأطراف، لافتا إلى أن المجتمع الدولي، الذي أضحى مستوعبا للطابع الجيوسياسي للنزاع، دعا دول المنطقة إلى تجاوز الخلاف الناجم عن هذا النزاع من أجل بناء نظام مغاربي يضمن الأمن والتنمية والاستقرار الإقليمي.

وانتهى الخبير إلى القول إن هذا القرار الأممي يشكل بذلك “توبيخا” للجزائر ولصنيعتها “البوليساريو” اللتين تواصلان التآمر من خلال المناورات لتحويل هذا النزاع المفتعل إلى مشروع يرمي إلى خلق فراغ جيوسياسي بالمنطقة من خلال المس بالوحدة الترابية للمغرب عن طريق خلق كيان وهمي وخاضع .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News