بسبب العقاب بالضرب.. تلميذ مغربي بالسادس الابتدائي ينتحر بسم الفئران

لقي تلميذ مغربي مصرعه، بعد تناوله لسم الفئران بهدف “استفزاز خوف أسرته عليه وإجبارهم على عدم معاقبته بالضرب مرة أخرى”.

التلميذ المنحدر من دوار رحال بإقليم سيدي بنور يبلغ من العمر 14 سنة ويتابع دراسته في القسم السادس الإبتدائي “مما جعل أسرته تعاقبه بالضرب بسبب ضعف مستواه التعليمي مما تسبب له في مشاكل نفسية” وفق تصريحات مصادر محلية لمدار 21.

وخلفت وفاة التلميذ حزنا كبيرا داخل الدوار، خاصة أنه نقل إلى مستشفى بمدينة الجديدة بهدف إنقاذه، “لكن ولسوء الحظ كان سم الفئران ينتشر في جسده خلال اليومين اللذان قضاهما على السرير وكانت اخر كلماته “كنت بغيت غير نخلعكم”.

ودعا عادل، وهو أستاذ بالمنطقة ذاتها، الأسر المغربية لمراعاة نفسية الأطفال، حيث كتب على صفحته في فيسبوك ” انتحار تلميذ ب”فانيد” الفئران أمر خطير وصادم ولا تفسير له.. ما الهم الذي يحمله في قلبه لدرجة التخلص من حياته ليرتاح”.

وأضاف “أعتقد أن التباعد الأسري و العاطفي بين الوالدين و بنائهم وغياب الحوار و النقاش الحضاري و عدم التعبير عن الحب بطريقة صريحة وواضحة يمكن أن تكون أسباب في جعل طفل مراهق و مهزوز نفسي، يفكر في حلول غير منطقية للمشاكل.. وحتى التلفزة والمسلسلات ووسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تكون من الأسباب التي قد تجعل طفلا يعتقد أن شرب السم شجاعة و”ترجليت””.

وختم تدوينته “الله يرحمو والله يصبر والديه.. و هذا درس للأسر و للوالدين ليحرصوا أن يكونوا أقرب من أبنائهم ورا قلة العقل ممكن في لحظة ترجع بندامة كبيرة”.

الأخصائي النفسي خالد عطاش، أكد في تصريح ل”مدار 21″ أن انتحار الأطفال “ظاهرة منتشرة في العالم وفي المغرب أيضا، لكن للأسف لا يتم تسليط الضوء عليها”.

وأضاف :”في كثير من الحالات، يحدث انتحار الطفل بناء على “التقليد.. تقليد قصة سمعها من مقربين أو تقليد مشهد من فيلم، أو حتى في مسلسل للرسوم المتحركة أو مقطع فيديو على اليوتيوب”.

وزاد قائلا :”المسؤولية كاملة ينحملها الوالدين في حالات انتحار الأطفال ووجب على المسؤولين “الانتباه” لتنامي الظاهرة ومحاولة معالجة أسبابها”.

ولا توجد أرقام رسمية مغربية عن أعداد المنتحرين بالمغرب، إلا أن منظمة الصحة العالمية دقت ناقوس الخطر ولأكثر من مرة ، وقالت إنه في كل 40 ثانية هناك حالة انتحار عبر العالم، كما ذكرت أن معدلات الانتحار في الدول النامية وفي شمال إفريقيا مرتفعة جدا مقارنة بدول أخرى.