دولي

مجلس الأمن يبحث قصف أوكرانيا بمسيّرات إيرانية

مجلس الأمن يبحث قصف أوكرانيا بمسيّرات إيرانية

التأم مجلس الأمن الدولي عصر الأربعاء في جلسة مغلقة لمناقشة ملف المسيّرات الإيرانية التي يؤكّد الأوكرانيون وحلفاؤهم الغربيون أنّ روسيا تستخدمها في شنّ هجمات في أوكرانيا والتي يعتزم الاتّحاد الأوروبي بسببها فرض عقوبات على طهران.

وطلبت الولايات المتّحدة وفرنسا وبريطانيا عقد هذه الجلسة على الرّغم من أنّ روسيا تتمتّع في مجلس الأمن الدولي بحقّ النقض وبإمكانها تالياً أن تجهض أيّ قرار يمكن أن يصدر عن المجلس. وحذّرت الولايات المتّحدة وفرنسا من أنّ إيران بتسليحها روسيا تنتهك قرارات مجلس الأمن.

وأبلغت أوكرانيا منذ أسابيع عن شنّ روسيا هجمات بمسيّرات إيرانية من طراز شاهد-136، وهي طائرات بدون طيار تنفجر رؤوسها الحربية في عمليات عمليات هبوط انتحارية، كما تحرّكت كييف لقطع العلاقات مع طهران.

ولكنّ إيران وروسيا نفتا استخدام المسيّرات، وأبدت طهران رغبتها بإجراء محادثات مع كييف. لكنّ الاتّحاد الأوروبي جدّد الأربعاء التأكيد على أنّ إيران وراء تزويد روسيا بالمسيّرات.

وقالت نبيلة مصرالي المتحدثة باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل “لقد جمعنا أدلّتنا الخاصة” والتكتّل يستعدّ لـ”ردّ واضح وسريع وحازم”.

وأظهرت قائمة اطّلعت عليها وكالة فرانس برس أنّ الاتّحاد الأوروبي أعدّ لفرض عقوبات على ثلاثة مسؤولين عسكريين إيرانيين بينهم الجنرال محمد باقري رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية.

والعقوبات التي من المتوقع إقرارها الخميس في قمّة أوروبية في بروكسل ستشمل “شاهد” لصناعات الطيران، وهي شركة مرتبطة بالحرس الثوري.

وأفاد الجيش الأوكراني الأربعاء أنه أسقط أكثر من 220 طائرة مسيّرة إيرانية الصنع في نحو شهر، على الرّغم من أنّ قصف كييف بطائرات مسيّرة أسفر الإثنين عن وقوع خمسة قتلى.

وتتّهم الولايات المتحدة إيران عبر نقلها مسيّرات حربية الى روسيا بانتهاك القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 2015 والذي رعى اتفاقاً نووياً بات الآن في حكم المنهار.

وقال المتحدّث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل الأربعاء إنّ “إمداد إيران بهذه الأنواع المحدّدة من الطائرات بدون طيار لروسيا يعدّ انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، وهي مسألة تخصّ مجلس الأمن الدولي”.

وتأتي عمليات نقل الأسلحة المزعومة في الوقت الذي تواجه فيه إيران ضغوطا متزايدة بسبب حملة القمع التي تشنها ضد أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ سنوات بعد وفاة الشابة مهسا أميني البالغة 22 عاما وهي قيد الاحتجاز لدى “شرطة الأخلاق”.

وأدّت الاضطرابات إلى فرض عقوبات غربية جديدة على إيران وتراجع الجهود التي يبذلها الرئيس الأميركي جو بايدن لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي انسحب منه دونالد ترامب.

وسلط المسؤولون الغربيون الضوء على المسيّرات الإيرانية كدليل على أنّ روسيا، وهي تاريخياً واحدة من أكبر مصدّري الأسلحة في العالم، تستنفد ترسانتها جراء الخسائر التي تتكبدها في ساحة المعركة.

وكشفت الولايات المتحدة معلومات استخباراتية تقول إن المسيّرات الإيرانية أصيبت باعطال في أحيان كثيرة، وأن روسيا تحولت إلى كوريا الشمالية للحصول على طائرات بعد رفض الصين الدعوات لإرسال أسلحة.

وقال وزير الدفاع الإستوني هانو بيفكور خلال زيارة لواشنطن إن روسيا تعتمد على الطائرات المسيّرة بسبب قلة الإمدادات ونجاح أوكرانيا في حماية أجوائها.

وأضاف بيفكور للصحافيين أن الروس “يدركون أنهم في الجو لا يملكون سيطرة حاليا، لأن هناك دفاعا جويا من الجانب الأوكراني. لقد فقدوا الكثير من الطائرات”.

وبحسب مصدر دبلوماسي فرنسي فإنّ “مجلس الأمن الدولي سيعقد الجمعة، بناءً على طلب فرنسا والمكسيك، اجتماعاً (علنياً) حول حماية المدنيين، لبحث موضوع الضربات العشوائية ضدّ المدنيين والتي قد ترقى إلى جرائم حرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News