مجتمع

الخبير فيصل طهاري: المغاربة تصالحوا مع الطب النفسي ويجب تسهيل استفادتهم من العلاج

الخبير فيصل طهاري: المغاربة تصالحوا مع الطب النفسي ويجب تسهيل استفادتهم من العلاج

وفق نتائج دراسة أصدرها المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، تشير المعطيات، حسب المسح الوطني للسكان من 15 سنة فما فوق، إلى أن “48.9 في المائة من المغاربة يعانون أو قد سبق لهم أن عانون اضطرابا نفسيا أو عقليا في فترة من الفترات”.

وتؤكد الدراسة ذاتها، وجود خصاص كبير في عدد الموارد البشرية (454 طبيبا نفسانيا)، والأسرة الاستفائية (2431 سريرا)، وهو ما يؤشر على ضعف استثمار الدولة في منظومة الرعاية النفسية.

تفاعلا مع هذه المعطيات، يكشف الأخصائي النفسي والمعالج النفسي فيصل طهاري، في حوار مع جريدة مدار21، الأسباب الكامنة وراء ارتفاع الأمراض النفسية في صفوف المغاربة، وكيف ساهمت جائحة كورونا في تفاقم الوضع، إلى جانب دعوته إلى توفير مراكز للعلاج النفسي في الأقاليم التي تعاني الخصاص.

ما أسباب ارتفاع الاضطرابات النفسية؟

الاضطرابات النفسية ارتفعت في العالم بأكمله، وليس بالمغرب فقط، ويمكن أن يعزى هذا الارتفاع إلى الأسباب الذاتية المرتبطة بالجانب الوراثي لكل فرد، وظروف الحياة التي يعيشها، أو الصدمات النفسية التي يتلقاها، بالإضافة إلى البنية النفسية الهشة لدى الكثيرين.

وأشير في هذا الصدد، إلى أن منظمة الصحة العالمية، أكدت في تقريرها الأخير، الصادر في يونيو الماضي، ارتفاع الاضطرابات النفسية، إذ إن واحد من أصل 8 أشخاص عبر العالم يعانون أمراضا نفسية، ويظل الاكتئاب والقلق والفصام على رأس قائمة هذه الإضطرابات النفسية.

أما في المغرب، يمكن إرجاع الأسباب، في الآونة الأخيرة، إلى غلاء المعيشة وصعوبة الظروف الاقتصادية والاجتماعية، التي تؤثر بشكل كبير في الحالة النفسية للفرد، وكلها عوامل يمكن أن تظهر هذه الأعراض النفسية، وتعطي قابلية لإصابة الإنسان.

في المقابل، لا ترتبط الاضطرابات النفسية فقط بقساوة الظروف الاقتصادية والاجتماعية، أو الرغبة في الوصول إلى الكماليات في الحياة، إذ قد نجد بعض الأشخاص ينتمون إلى الطبقة الغنية، لكنهم يعانون نفسيا، لذلك فالأمر هنا لا يتعلق فقط بالجانبين الاجتماعي والاقتصادي.

هل ساهمت جائحة كورونا في تفاقم الإصابة بالاضطرابات النفسية؟

نعم. كورونا غيرت ملامح المجتمعات عبر العالم، فالضغط النفسي الذي عاشه المغاربة في مرحلة الحجر الصحي من قلة الحركة ومحدوديتها، وعدم التمكن من التنقل عبر الدول والمدن ساهم في تفاقمها بشكل ملحوظ. وهناك أيضا مهن اندثرت وتوقفت كليا في مرحلة كورونا، وهذا أثر في نفسية الإنسان، إلى جانب ارتفاع معدل التوتر والخوف من الإصابة بالمرض خصوصا مع ارتفاع الوفيات بوتيرة كبيرة.

ويمكن القول، إن ظروف كورونا وغلاء المعيشة والظروف الاقتصادية الاجتماعية، التي عرفتها دول العالم، والمغرب على حد السواء، أدت إلى ارتفاع الاضطرابات النفسية.

هل هناك إقبال على الولوج إلى عيادات العلاج النفسي؟

عموما هناك إقبال على عيادات الطب النفسي، مقارنة بالسنوات الماضية، بحثا عن المساعدة، نظرا للضغط والاحتقان المجتمعي، إذ يسعى الفرد من خلال زيارته للطبيب النفسي أو المعالج النفسي إلى إيجاد حلول لمشاكله. وهذا أمر إيجابي ساهم الإعلام بقوة في التحسيس به.

فالمواطن المغربي تصالح مع الطب والعلاج النفسي، لكن في المقابل، ثمة ضعف في بنيات الاستقبال للصحة النفسية والعقلية في المغرب، إذ لا تزال هناك أقاليم بدون مستشفيات نفسية وأطباء نفسيين، ما يشكل صعوبة لدى المواطنين، الذين يحتم عليهم الأمر التنقل إلى المدن الكبرى.

أدعو الجهات المعنية إلى تعزيز العنصر البشري في قطاع الطب النفسي، وتكوين الأطر لتدبير هذا المجال وتطويره لمساعدة المواطن، وتسهيل ولوجه إلى هذه المراكز.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News