دولي

بعد 28 عاما.. الروانديون يترقبون محاكمة أكبر “مموّل” للإبادة الجماعية

بعد 28 عاما.. الروانديون يترقبون محاكمة أكبر “مموّل” للإبادة الجماعية

توجهت أنظار الروانديين أول أمس الخميس إلى لاهاي، حيث كان من المفترض أن يمثل فيليسيان كابوغا، أحد أبرز الممولين المفترضين للإبادة الجماعية في رواندا سنة 1994، أمام محكمة الأمم المتحدة الخاصة برواندا بتهم المشاركة في إبادة جماعية وارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

غير أن رغبتهم في رؤية كابوغا، البالغ من العمر أزيد من 80 سنة، يمثل أخيرا أمام القضاء الدولي، تأجلت إلى إشعار آخر، بعد أن غاب كابوغا عن الجلسة بدعوى سوء وضعه الصحي، رغم تأكيد القاضي إيان بانومي على أن المشتبه فيه كان في حالة جيدة صباح أمس، لكنه قرر عدم المشاركة في الجلسة.

وتحظى محاكمة كابوغا باهتمام بالغ في رواندا على اعتبار أنه يعد آخر المشتبه فيهم الرئيسيين في الإبادة الرواندية. ويتخوف الروانديون من وفاة رجل الأعمال الرواندي قبل أن يقول القضاء الدولي كلمته في الجرائم المنسوبة إليه، حيث ستشمله في هذه الحالة قرينة البراءة.

وسيشكل هذا السيناريو من دون أدنى شك صفعة قوية جديدة لضحايا الإبادة الجماعية، على غرار ما حدث مع اثنين من أبرز المتورطين في هذه المجرزة التي خلفت حوالي مليون قتيل، أغلبهم من أقلية التوتسي، ويتعلق الأمر بكل من أوغستان بيزيمانا، أحد كبار مهندسي الإبادة الجماعية، وبروتاي مبيرانيا القائد السابق لكتيبة الحرس الرئاسي في القوات المسلحة الرواندية، اللذين توفيا دون المثول أمام القضاء الدولي.

وقد سعى محامو كابوغا، الذي تم إلقاء القبض عليه في ماي 2020 في باريس التي سلمته لاحقا إلى لاهاي، إلى تجنيبه المحاكمة بحجة وضعه الصحي المتردي، غير أن المحكمة الأممية في لاهاي قررت في يونيو الماضي أن الحالة الصحية لفيليسيان كابوغا تسمح بخضوعه للمحاكمة.

وظهر رجل الأعمال الثري المنحدر من بلدة نيانغه الواقعة شمال غرب العاصمة كيغالي، في وضع صحي متدهور خلال جلسة تمهيدية في غشت الماضي، حيث وصل إلى المحكمة على كرسي نقال، إلا أن منظمة الناجين الرئيسية “إيكوبا” اتهمته حينها بمحاولة تأخير المحاكمة والسعي إلى الإفلات من العقاب.

وفي جلسة الخميس، التي قرر القاضي مواصلتها رغم غياب المتهم، أدلى الإدعاء بمرافعة افتتاحية أمام محكمة الأمم المتحدة الخاصة برواندا أكد فيها أن “هذه المحاكمة تهدف إلى مساءلة فيليسيان كابوغا على دوره المحوري والمتعمد في مجازر الإبادة الجماعية في رواندا بعد 28 عاما على هذه الأحداث”.

وقال المدعي العام إن كابوغا “لم يكن في حاجة إلى حمل السلاح أو القتل لمساندة هذه المجزرة ولكنه ساهم في إنشاء ميليشيات انتيراهاموي ووفر لها الأسلحة والتكوين اللازم من أجل ارتكاب هذه الجرائم”.

وأضاف أن “كابوغا كان يشغل يومها أيضا منصب رئيس مؤسسة الإرسال الحر “ميل كولين” (RTLM) التي وجهت نداءات لقتل التوتسي، وبثت دعاية تحفز على الإبادة في كل أرجاء رواندا”.

ومن المرتقب أن تتواصل أطوار هذه المحاكمة في الخامس من أكتوبر المقبل، حيث سيعمل المدعي العام على عرض مجموعة من الأدلة التي تثبت تورط كابوغا في تمويل والحث على ارتكاب إبادة جماعية. كما سيستدعي أكثر من 50 شخصا للشهادة خلال هذه المحاكمة.

وبعد 28 عاما على الإبادة، يترقب الروانديون عموما وجمعية الناجين من الإبادة في رواندا (إيبوكا)، بشكل خاص، مآل هذه المحاكمة التي طال انتظارها، ويأملون في أن تضع نهاية لإفلات العديد من المتورطين في مجزرة 1994 من العقاب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News