الكتاني: “التقشفُ” برفع الدعم عن المواد الأساسية يعني “فقدان البصيرة”

لا يزال اعتزام الحكومة رفع الدعم تدريجيا عن الغاز والسكر والدقيق، في إطار إصلاح صندوق المقاصة، للحفاظ على أسعار المواد الأساسية من تقلبات السوق، يثير الكثير من الجدل والسّجال بين السياسيين والاقتصاديين.

عمر الكتاني، الخبير الاقتصادي، قال إن “قرار الدولة بتحفيض الدعم للمواد الأساسية، نوع من فقدان البصيرة، ومن عدم الشعور بمعاناة فئة واسعة من المجتمع، في الوقت الذي لا تعطي فيه الدليل على أنها تساهمُ في الأزمة المالية الآن، بسياسة التقشف”.

وأضاف الكتاني، في تصريح لـ”مدار21″، أنه “وصلنا إلى مرحلة أن الدولة تريد أن تزيل صندوق المقاصة من دون أن تقدم المقابل”، متسائلا “إذا أرادت الدولة إزالة صندوق المقاصة ماذا ستقدم كمقابل للمجتمع وللفئات التي تعيش بشكل كبير في ضائقة مالية ومعيشية كبيرة؟”.

وفسّر الكتاني هذا القرار بما أسماها “جوانب نفسية عند طبقة حاكمة في المغرب لا تشعر بما يشعر به المواطن العادي ولا بالمعاناة اليومية للمواطن”، مُشيرا إلى أن “عشرات الآلاف من الأسر فقدت عملها، وعشرات الآلاف انخفض دخلهم، يمكن 20 في المائة أو 30 في المائة من السكان يعانون منها يوميا”.

ولفت الخبير الاقتصادي إلى أن عوض أن تدعم الدولة روح التضامن، تلجأ “لفئات واسعة من المجتمع وتطلب منهم تحقيق التضامن لأنه عندنا أزمة مالية في المواد الأساسية التي تستهلكونها”، آملا أن يكون هناك “تراجع في الموقف والشعور بالمسؤولية الاجتماعية، لأن صندوق المقاصة لا يمكن إزالته إلا بإخضاع الفئات الضعيفة إلى مقابل”.

وفي هذا السياق، شدد المتحدث على أن المقابل لا ينبغي أن يكون “ريع” 1000 درهم للفقراء، كما سبق وقد عبرت عنه الدولة، ولكن بخلق فرص التشغيل للشباب وفرص للمقاولات بالنسبة للشباب.

ودعا الكتاني الدولة إلى تهيئ نفسها في حالة تمرير هذا القرار لسنوات عجاف، في الوقت الذي تتوقع فيه أن يصل النمو الاقتصادي إلى حوالي 5 في المائة.