صحة

متحوّر “دلتا” يعيد العالم لنقطة الصفر ويفرض جرعات ثالثة لكبار السن

متحوّر “دلتا” يعيد العالم لنقطة الصفر ويفرض جرعات ثالثة لكبار السن

يرغم تفشّي النسخة المتحوّرة “دلتا” من فيروس كورونا الدول أكثر فأكثر على تشديد القيود الصحية مع فرض تدابير إغلاق محلية في الصين وتعبئة الجيش في أستراليا وتمديد حال الطوارئ في اليابان.

في الوقت ذاته، يصبح وضع الكمّامات إلزاميا مجددا في المناطق الأكثر تضررا من الفيروس في الولايات المتحدة، حيث يحاول الرئيس الأمريكي، جو بايدن، تكثيف حملة التلقيح البطيئة.

في إفريقيا، تعرف السنغال، التي بقيت بمنأى عن الوباء نسبيا لفترة طويلة، انتشارا غير مسبوق للعدوى على غرار بقية دول القارة، وتفتقر المستشفيات المكتظة فيها إلى الأكسجين.

وفي المغرب، ما تزال نسب الإصابات بالعدوى تسجل أرقاما قياسية، بعدما أعلنت وزارة الصحة، أمس الجمعة، تسجيل 9128 حالة إضافة إلى 32 وفاة، وهي أرقام لم تسجلها المملكة منذ ظهور أول حالة في مارس 2020.

وتحوم الشكوك في المغرب حول عودة “حجر جزئي” من جديد في حالة استمرار الوضع الوبائي في الخروج عن السيطرة، سيما أن الحكومة المغربية كانت قد أعادت قيود التنقل بين المدن وقلّصت من التجمعات المرخص لها مباشرة بعد انقضاء عطلة عيد الأضحى.

وتكافح تونس، حيث يُسجّل معدل الوفيات الأعلى في شمال إفريقيا، للتصدي للفيروس، مع ارتفاع عدد الإصابات، بينما تعاني غرف العناية المركزة من نقص في عبوات الأكسجين.

وتجد الصين، حيث ظهر الوباء لأول مرة في مدينة ووهان أواخر 2019، أن سياسة الاحتواء التي كانت أوّل من طبقتها العام الماضي باتت مهددة، مع تسجيل إصابات جديدة انطلقت من نانجينغ، في شرق البلاد، وامتدت إلى خمس ولايات وانتشرت في بكين لأول مرة منذ ستة أشهر.

بعدما ثبتت إصابة تسعة موظفين في مطار نانجينغ في 20 يوليوز، تم اليوم الجمعة تسجيل 184 حالة في مقاطعة جيانغسو (شرق)، و206 على المستوى الوطني. وتم فرض تدابير الحجر على مئات الآلاف من السكان في هذه المنطقة وفي بكين.

ويثير مدى فعالية اللقاحات الصينية المخاوف، بعدما تبيّن أن غالبية المصابين الجدد هم من الملقحين. وقال خبير الأمراض المعدية في شانغهاي، زانغ ونهونغ، في تغريدة إنه يمكن للقاحات أن “تبطئ وتيرة الانتشار وتخفّض معدّل الوفيات” لكن من دون شك لا يمكنها “القضاء على الفيروس”.

في أستراليا، استعانت شرطة مدينة سيدني، أكبر مدن البلاد وحيث يقطن خمسة ملايين نسمة، بتعزيزات قوامها 300 عسكري لضمان احترام القيود المفروضة، مع تسجيل معدّل إصابات قياسي أول أمس الخميس.

وتم تمديد تدابير الإغلاق، التي دخلت الأسبوع الخامس، لمدة شهر إضافي، حتى 28 غشت المقبل، فيما يُخرق حظر ارتياد الشواطئ والحدائق على نطاق واسع. وتظاهر آلاف الأشخاص اعتراضا على هذه التدابير خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وبعد أسبوع من انطلاق الألعاب الأولمبية، مدّدت اليابان حالة الطوارئ الصحية في طوكيو حتى نهاية غشت. وقال رئيس الحكومة الياباني، اليوم الجمعة إن “العدوى تتفشى بسرعة لم يسبق لها مثيل”، مع تسجيل عشرة آلاف إصابة يوميا في معدل قياسي. وسجّل منظمو الألعاب الأولمبية 27 إصابة جديدة مرتبطة بالحدث، رغم التدابير المشددة.

في مذكرة داخلية مثيرة للقلق، أورد المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها أن المتحوّرة “دلتا” معدية على غرار مرض جدري الماء، وتقوّض الحماية التي توفرها اللقاحات. كما تُسبّب عواقب أكثر خطورة على المرضى، وفق ما نقلته صحيفتا واشنطن بوست ونيويورك تايمز.

ودُعي الأميركيون، بمن فيهم من حصلوا على جرعتي لقاح، إلى الالتزام بوضع الكمّامات مجددا في المناطق التي تسجّل ارتفاعا في نسبة الإصابات. وفي محاولة لدفع عملية التلقيح قُدما، أوعز بايدن إلى السلطات المحلية بتحويل مبلغ مئة دولار لحساب كل شخص يُقبل على تلقي اللقاح.

وأعلنت الولايات المتحدة، اليوم الجمعة، أنها قدّمت ثلاثة ملايين جرعة من لقاح موديرنا إلى أوزبكستان، في بادرة تهدف إلى تعزيز العلاقات مع الدولة الواقعة في آسيا الوسطى على الحدود مع أفغانستان.

وفرضت إسرائيل، التي كانت سباقة في بدء حملات التلقيح واعتقدت أن سكانها باتوا محصّنين، إبراز الشهادة الصحية مجددا عند دخول أماكن يتواجد فيها أكثر من مئة شخص.

وبدأت حملة تلقيح “مكمّلة”، تقضي بمنح جرعة ثالثة من اللّقاح لمن تجاوزوا ستين عاما. وكان الرئيس الإسرائيلي في عداد من تلقوا جرعة ثالثة، اليوم الجمعة.

في أوروبا، حيث تواجه دول عدة موجة رابعة من الوباء، تتخذ السلطات إجراءات عدة. فقد مدّدت السلطات الإسبانية حظر التجوّل في برشلونة وجزء من كاتالونيا. وفرضت فرنسا تدابير الإغلاق بدءا من نهاية هذا الأسبوع في جزر مارتينيك وريونيون، حيث تصف السلطات الوضع الصحي بأنه “مأساوي”.

وبدءا من التاسع من غشت المقبل، على المسافرين على متن القطارات الفرنسية أن يتوقعوا في أي لحظة أن يُطلب منهم إبراز الشهادة الصحية.

وتفرض ألمانيا، بدءا من يوم غد الأحد، على السياح غير الملقحين، إبراز اختبار سلبي للفيروس عند وصولهم إلى أراضيها، سواء عبر الطائرة أو السيارة أو القطار.

وفي ظل هذا الوضع، ورغم تزايد الضغوط حول العالم لتسريع حملات التلقيح، فإنها تبقى غير متساوية إلى حد بعيد، إذ منحت الدول ذات الدخل المرتفع ما معدله 97 جرعة لكل 100 نسمة، مقابل 1.6 جرعة فقط في البلدان الفقيرة.

ويتوقّع برنامج “كوفاكس”، الذي من المفترض أن يسمح للبلدان الفقيرة بتلقي اللقاحات مجانا، تلقي 250 مليون جرعة من اللقاحات خلال الأسابيع الستة إلى الثمانية المقبلة، بحسب منظمة الصحة العالمية.

في بورما، حذّرت السلطات من وضع “يائس”، داعية مجلس الأمن الدولي إلى التأكد من إمكانية إيصال اللّقاحات، رغم الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ الانقلاب الذي أطاح بالسلطة المدنية قبل ستة أشهر.

في الفليبين، أعلنت السلطات الجمعة أن 13 مليون مواطن في منطقة مانيلا سيخضعون اعتبارا من الأسبوع المقبل للحجر، في قرار صعبٍ هدفه “إنقاذ الأرواح”.

وتسبّب فيروس كورونا بوفاة 4.202.179 شخصا في العالم منذ أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض نهاية دجنبر 2019 وإلى غاية أمس الجمعة.

وتعتبر منظمة الصحة العالمية، آخذة بالاعتبار معدّل الوفيات الزائدة المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بكوفيد-19، أن حصيلة الوباء قد تكون أكبر بمرتين أو ثلاث مرات من الحصيلة المعلنة رسميا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News