دولي | مجتمع

شملت الفتيات والأطفال.. نزيف هجرة قياسي يضرب تونس بسبب تدهور الاقتصاد

شملت الفتيات والأطفال.. نزيف هجرة قياسي يضرب تونس بسبب تدهور الاقتصاد

نشرت صحيفة “تايمز” (The Times) البريطانية تقريرا عن الهجرة من تونس إلى أوروبا، وأشارت فيه إلى أنها بلغت أرقاما قياسية وشملت فئات من المجتمع لم تكن من قبل تضطر للهجرة، مثل العاملين ذوي الياقات البيضاء والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، وحتى الأطفال والفتيات.

وأوضح كاتب التقرير توم كينغتون أن الاقتصاد المتدهور دفع عددا قياسيا من الأشخاص لمحاولة العبور إلى أوروبا، حيث يخاطرون برحلات مميتة عبر البحر الأبيض المتوسط.

وأضاف أنه مع ركود الأجور، وتصاعد الأسعار بشكل كبير، وما وصفه بتضييق الرئيس التونسي قيس سعيّد على الحقوق المدنية، تجاوزت الهجرة السرية من جميع فئات المجتمع التونسي إلى أوروبا الموجة الهائلة من الشباب الذين أبحروا من البلاد خلال الربيع العربي 2011.

ونقل كينغتون عبارة ساخرة لأحد مهربي البشر في ميناء صفاقس التونسي تلخص كل شيء، إذ قال المهرب: “الأمور سيئة للغاية، لدرجة أننا قد نتلقى طلبات من الجدات للهجرة العام المقبل”.

وقال مهرب آخر من صفاقس نفسها إن الفقراء والأغنياء والنساء الحوامل جميعهم يغادرون، “فعملي ارتفع بنسبة 30-50 في المائة منذ العام الماضي”.

وذكر التقرير أن عدد الذين أبحروا إلى إيطاليا من تونس هذا العام بلغ حتى اليوم حوالي 13 ألفا، بينهم 10 آلاف تونسي.

العام الماضي، بلغ العدد الإجمالي للمغادرين والوافدين الذين تم اعتراضهم إلى إيطاليا من تونس 43 ألفا، وهو رقم أعلى بكثير من 27 ألف تونسي غادروا إلى إيطاليا عام 2011 عندما انهارت ضوابط الحدودية التونسية.

وحكى أحد المهربين في تونس للصحيفة أن المزيد من الأمهات يعهدن بأطفالهن إليه للاستفادة من قانون إيطالي يحظر إعادة القصر غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون إلى شواطئ إيطاليا، وهي خدعة يستخدمها الآباء المصريون منذ فترة طويلة لإرسال أطفالهم إلى الخارج.

وقال المهرب إن إحدى الأمهات عرضت عليه مجوهراتها الذهبية لأخذ طفلها.

وقال عماد سلطاني -الناشط المقيم في تونس الذي يعمل مع مؤسسة “تير بور توس” (Terre Pour Tous) الخيرية- إنه سمع حتى عن ضغط بالغين على أطفال الشوارع للسفر معهم، للظهور كوالديهم والحصول على حق البقاء في إيطاليا.

وأورد التقرير أن عدد المهنيين الذين غادروا تونس منذ 2011 يقدر بنحو 100 ألف، وأن عدد الذين لقوا حتفهم في أثناء العبور من ليبيا وتونس بلغ هذا العام نحو ألف.

كذلك أورد التقرير أن محمد علي شلبي (18 عاما) حارس مرمى فريق الشباب بفريق كرة القدم الصفاقسي استقل قاربا هذا الشهر، ولم تردعه المخاطر المحتملة رغم أنه من الطبقة الوسطى، ولديه مسيرة مهنية واعدة.

وعلق المدير الفني لنادي الصفاقسي لكرة القدم، ميز الطريفي، محذرا من أنه إذا رحل شباب مثل شلبي، فمن الممكن أن يتبعهم كثيرون “لقد عاملناه مثل الابن، لقد أنشأ منتخب الشباب ولم يتوقع أحد رحيله. لقد أضر بالروح المعنوية في النادي. ينتظرنا عمل شاق لإقناع اللاعبين الآخرين الذين يفكرون في الهجرة.. ربما يجب أن أذهب أنا أيضا”.

وقالت مجموعة من مشجعي الصفاقسي إن الفريق يفتقر إلى جماعته “المتحمسة” من المؤيدين، لأنهم جميعا هاجروا بشكل غير قانوني إلى فرنسا.

وقال التقرير إن الفتيات المراهقات في مقاهي صفاقس يلتصقن بهواتفهن لمراجعة حسابات شيماء بن محمود وسابي سعيدي، وهما مؤثرتان محليتان استقلتا القوارب العام الماضي، وأصبحتا الآن تتباهيان بحياتهما الجديدة في إيطاليا وفرنسا.

وأوضح التقرير أن الأسعار في تونس مرتفعة والخبز أكثر ندرة، والطبقة الوسطى تعاني من أجل شراء اللحوم والأسماك، وموسم احتجاجات الخريف والشتاء قادم، مضيفا أن الأمور استمرت في التدهور منذ أن تولى الرئيس قيس سعيد زمام الأمور، مشيرا إلى أن الهجرة ربما تساعد في نزع فتيل الاحتجاجات داخل البلاد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News