طلبة أوكرانيا يرفضون الدراسة بالجامعة الخاصة وينتقدون تراجع ميراوي عن وعوده

بعد إعلانها التوصل لتسوية ملف طلبة أوكرانيا، رفض الطلبة العائدون أوكرانيا الحل الذي اتخذته وزارة التعليم العالي و البحث العلمي و الابتكار، و المتمثل في الإدماج بالكليات الخصوصية فقط وإقصائهم من الإدماج في الكليات العمومية، داعين الوزير ميراوي إلى الوفاء بالعهد الذي التزم به أمام ممثلي الأمة بتسوية ملف طلبة وانهاء معاناتهم خلال شتنر القادم.

واعتبر بلاغ مشترك، لتنسيقية الطلبة المغاربة بأوكرانيا، وخلية إدماج الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، أن هذا “الحل يتناقض مع ما صرحت به وزارة التعليم العالي سابقا حيث أنها وعدت بإدماج هؤلاء الطلبة في الكليات العمومية تطبيقا لمبدأ التضامن الذي يحث عليه الدستور والذي يحتم على هذه الكليات التضامن لضمان متابعة دراسة هؤلاء الطلبة المغاربة العائدين من الحرب قسرا، فهذا ظرف استثنائي يجب التعامل معه بحلول استثنائية أيضا”.و

وسجل المصدر ذاته، أن عدد الكليات العمومية يفوق بكثير عدد الكليات الخاصة الشيء الذي يمكن من استيعاب جميع الطلبة كما يبينه تفيئ معطيات المنصة، مشيرا إلى أن عدد الطلبة في هذا المسلك هو 835 بالطب ، 654 بالصيدلة، 682 بطب الأسنان “وهي أعداد قليلة وتستطيع الجامعات العمومية استيعابها، وفق البلاغ.

وأكد الطلبة العائدون أوكرانيا، أن هذه الكليات العمومية تفتح المجال سنويا أمام الطلبة الأجانب للالتحاق بها بنسبة معينة ، مشددين على أنه “وجب عليها هذه السنة إعطاء الأولوية للطلبة العائدين من أوكرانيا قسرا كظرفية استثنائي”، وأوضح الطلبة أنه “كان من الواجب أن يستفيد هؤلاء الطلبة من حصة 20 بالمائة، التي تمت إضافتها هذه السنة علما أن المغرب في حاجة إلى 32000 طبيبا لمواكبة الورش الملكي المتعلق بتعميم التغطية الصحية.

وسجلت تنسيقية طلبة أوكرانيا، أن ” حل الإدماج في الكليات الخاصة يكرس مبدأ النخبوية حيث إن تكاليف الرسوم ومتابعة الدراسة بهذه الكليات جد باهظة مقارنة مع تلك التي كانت الأسر تتكلف جاهدة وبعناء كبير في توفيرها لدراسة أبنائهم بأوكرانيا”، مضيفة و”بالتالي سيقصى جل الطلبة إذا اعتمد هذا الحل لوحده وبالتالي يجب تحديد رسوم متطابقة لرسوم الجامعات الأكرانية يستفيد منها جميعا الطلبة.”

وأكدت تنسيقية الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، أنه لم يتم الإعلان عن آليات إجراء امتحان الولوج، ولم يأخذ بعين الاعتبار اللغة التي يدرس بها الطلبة، كما أنه لم يتم الإعلان عن عدد المقاعد المتوفرة علما أنه يجب إدماج جميع الطلبة بدون استثناء.

وأوضح الطلبة، أن قرار فتح إمكانية إجراء التداريب بالنسبة للطلبة في طور التخصص، بإحدى المؤسسات الاستشفائية الوطنية لمدة 6 أشهر، قابلة للتجديد عند الاقتضاء تحت إشراف الكليات العمومية، يعد “حلا غير مرضٍ ولم يأت بأي جديد، حيث أنه بالنسبة للتداريب الميدانية فكلهم يزاولونها من قبل وهو أمر جاري به العمل دون ظرفية الحرب.

وقال المصدر ذاته،  إن هؤلاء الطلبة أطر جاهزة، يجب إدماجها فورا بالكليات العمومية والخاصة حسب رغبة كل طالب، خصوصا أن عددهم قليل ولن يشكل أي عائق، معتبرا  الحل المقترح “لا يضمن مستقبل شهادتهم إذا ما تم انقطاع تواصلهم مع جامعاتهم”.

هذا، وأعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار إلى علم الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا أنها اتخذت مجموعة من الإجراءات والتدابير من أجل تسهيل التحاقهم بمؤسسات التعليم العالي الوطنية.

وكشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عبد اللطيف ميراوي، في وقت سابق  أنه تم التوصل إلى حل بشأن ملف الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، وذلك عبر إدماجها في المؤسسات الجامعية الخاصة، وهو المقترح الذي يقابله الطلبة بالرفض نظرا لارتفاع تكاليف الدراسة بهذه الجامعات.

وأوضح بلاغ للوزارة صدر الجمعة الماضية، أن هذه الإجراءات تتمثل بالنسبة لمسالك الطب والصيدلة وطب الأسنان الطلبة في طور التكوين الأساسي، في تنظيم اختبار كتابي لجميع المستويات للمسالك الثلاثة يوم السبت 24 شتنبر 2022، مشيرة إلى هذا الاختبار سيهم المستوى المسجل به الطالب بأوكرانيا برسم 2021-2022، على أن يخول النجاح فيه التسجيل بنفس المستوى برسم 2022-2023.

وأضافت الوزارة، ضمن بلاغها الذي توصل “مدار21” بنسخة منه، أنه سيتم فتح باب التسجيل في المباريات من 3 إلى 16 شتنبر 2022 على مرحلتين، مؤكدة أن التسجيل الالكتروني، سيكون عبر منصة مُعدة لهذا الغرض، تمكن المترشح من التعبير عن اختياره للجامعات التي يرغب في التسجيل بها وتحميل ملفه؛

ودعت وزارة ميراوي، الطلبة المعنيين، إلى إيداع الملف الورقي بأحد المراكز حسب المسلك الخاص بالطالب: جامعة محمد السادس لعلوم الصحة بالدار البيضاء بالنسبة للطب، وجامعة الزهراوي الدولية لعلوم الصحة بالرباط بالنسبة للصيدلة، والجامعة الدولية للرباط بالنسبة لطب الأسنان.

وتعليقا على ذلك، شددت خلية إدماج الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا، على أن البلاغ الوزاري لم يتطرق الى خيار الدراسة عن بعد الذي يجب الإفصاح عنه واعتماده ضمن الحلول، وذلك بالتنسيق مع السفارة الأكرانية عبر عقد اتفاقية يتم تدارسها خلال الاجتماع المزمع عقده يوم 30 غشت2022 والاتفاق على بنودها التي تخص ضمان الاعتراف بالشواهد من الطرفين عند نهاية المسار الدراسي، ضمان التداريب الميدانية في المستشفيات الجامعية والإقليمية تحت إشراف إطار معني والتوصل بشهادة التدريب.

إلى ذلك، جدد الطلبة المغاربة العائدين من الديار الأكرانية، مناشدة الملك محمد السادس التدخل في ملفهم  وإعطاء تعليماته السامية لتدبيره بكل حزم ومسؤولية، ترسيخا لمبدأ التضامن الذي جعله أهم مرتكزات الدستور المغربي يوحد المغاربة لخدمة الوطن، معربين عن أملهم أن تعتمد الوزارة الوصية، الحلول التي تم اقتراحها، مع التأكيد على  أنه “في حالة عدم تحقيق مطالبنا فإننا سنواصل النضال حتى تتم تسوية ملفنا بضمان متابعة دراسة كل هؤلاء الطلبة”.