اقتصاد

“أموال ومصلحة أوروبا” تُعبّدان طريق تنزيل خط الغاز بين المغرب ونيجيريا

“أموال ومصلحة أوروبا” تُعبّدان طريق تنزيل خط الغاز بين المغرب ونيجيريا

قالت المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربونات والمعادن، أمينة بنخضرة، إن هناك اتصالات جارية بين الرباط ومؤسسات أوروبية، بينها بنوك، من أجل تفعيل الخط الناقل للغاز والرابط بين نيجيريا والمغرب.

وأوضحت بنخضرة في تصريح لـ”لوماتان” الناطقة بالفرنسية، أن هناك فرصة سانحة للمغرب لتفعيل المشروع الرابط بين الرباط وأكبر منتجي للنفط ومورد رئيسي للغاز والغاز الطبيعي المسال في إفريقيا “حيث يحتاج شركاؤنا الأوروبيون إلى هذه البنية التحتية”.

وتابعت “نحن نعمل على اغتنام هذه الفرصة، ولهذا، تجري الاتصالات من أجل تجسيد المناقشات حول التمويل المحتمل لهذا المشروع الضخم”.

وكشفت بنخضرة، حسب المصدر ذاته، أن الدراسات الأولية أكدت الجدوى الاقتصادية للمشروع، حيث سيمكن من توصيل الغاز بسعر منافس للغاز الطبيعي المسال.

وأشارت المسؤولة المغربية إلى أن المغرب ينوي توفير التمويل من خلال الشراكات بين القطاعين العام والخاص، إلى جانب المستثمرين على اختلاف أنواعهم، مبرزة أن صناديق سيادية، وبعض الدول، وشركات النفط، ومجموعة من المانحين والبنوك الدولية أبدت استعدادها لتحقيق ذلك.

وقالت: “أوروبا ترى في هذا المشروع وسيلة لتنويع إمداداتها” ثم تابعت مؤكدة أن هناك فرصة سانحة لتوقيع اتفاقات مع أوروبا وأوضحت أن “شركاءنا الأوروبيين، الذين هم مفتاح الجدوى الاقتصادية للمشروع، يحتاجون إلى هذه البنية التحتية”.

تصريحات المسؤولة المغربية تأتي بعد أقل من أسبوع على إعلان وزير الطاقة الجزائري محمد عرقاب أن بلاده وقعت مذكرة تفاهم مع نيجيريا والنيجر لمد خط أنابيب للغاز الطبيعي “عابر للصحراء” بكلفة مالية تقدر بـ13 مليار دولار، بهدف نقل 30 مليار متر مكعب سنويا.

مشروع قاري متعدد الفوائد

وإضافة لتمويل محتمل من أوروبا، سبق لبنخضرة أن أكدت أن المشروع ينال دعما إفريقيا كبيرا، مشيرة إلى أنه “كفيل بتنمية القارة الإفريقية وضمان سيادتها الطاقية”.

وسجلت المسؤولة أن المشروع القاري سيضمن الولوج إلى الطاقة النظيفة بالنسبة لبلدان ساحل غرب إفريقيا، ويعزز التنمية الصناعية للبلدان المعنية التي تمتلك ثروات طبيعية، والتي يمكن تنميتها على نحو أسرع بفضل الوصول إلى الطاقة منخفضة التكلفة وضمان اندماج إقليمي نوعي للقارة الإفريقية وتحسين معيش الساكنة والحد من ارتفاع أثمنة الغاز وتطوير تصدير الغاز نحو أوروبا”.

كما أوضحت بنخضرة، خلال مائدة مستديرة حول خط أنبوب الغاز المغرب نيجيريا، خلال الدورة الاستثنائية الـ33 لمنتدى “كرانس مونتانا إفريقيا”، أن المشروع الذي يمتلك الطموح ليكون بمثابة محفز لتنمية ساحل غرب إفريقيا، مع ستة عشر دولة معنية (ثلاثة عشر دولة مطلة على المحيط الأطلسي وثلاثة دول غير ساحلية)، سيكون له وقع على 340 مليون شخص وسيربط بين 5400 مليار متر مكعب من الغاز ودمج اقتصادات البلدان من خلال ناتج محلي إجمالي يصل 670 تريليون دولار.

الضوء الأخضر قبل شهر

وفي الفاتح من يونيو الفارط، أعطت الحكومة النيجيرية شركة البترول الوطنية النيجيرية “إن إن بي سي” التي تديرها الدولة، الضوء الأخضر لتنفيذ صفقة مد خط أنابيب الغاز إلى أوروبا عبر المغرب.

وصرح وزير البترول النيجيري، تيميبرى سيلفا، للصحافيين في أبوجا، بأن الحكومة وافقت على مذكرة تفاهم بشأن مشروع الغاز مع الكتلة الإقليمية لغرب إفريقيا (إيكواس) بعد اجتماع لمجلس الوزراء.

وأضاف أن المشروع في مرحلة التصميم وأن التفاصيل بما في ذلك التكلفة والتمويل لا تزال قيد الإعداد.

وقال “فقط بعد التصميم الهندسي لخط الأنابيب سنعرف بالضبط ما ستكون تكلفته. وعندما يحين ذلك الوقت، سنتحدث عن التمويل”.

وقبل أربع سنوات، اتفق الملك محمد السادس والرئيس النيجيري محمد بخاري على المضي قدما في المشروع الضخم لنقل الغاز على طول ساحل المحيط الأطلسي، بعد توقيع اتفاق مبدئي عام 2016.

وبموجب الاتفاق، يخطط البلدان لمد خط الأنابيب الذي يضخ الغاز من نيجيريا إلى بنين وتوغو وغانا منذ 2010.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News