سياسة

ميارة: المغرب بوابة دول الأنديز لـ1.3 مليار مستهلك ويجب تقوية التعاون

ميارة: المغرب بوابة دول الأنديز لـ1.3 مليار مستهلك ويجب تقوية التعاون

قال النعم ميارة رئيس مجلس المستشارين، إن المملكة المغربية ومنظومة دول الأنديز تمتلكان كل المقومات الانسانية والتاريخية، والفرص والمؤهلات لبناء نموذج للتعاون جنوب-جنوب، وإقامة شراكة اقتصادية مدرة للنفع المتبادل وإطلاق ديناميات مشاريع التنمية البشرية والاجتماعية، وذلك بمناسبة مرور أربع سنوات على توقيع اتفاقية انضمام البرلمان المغربي إلى البرلمان الأنديني.

وأكد ميارة بمناسبة تخليد مرور أربع سنوات على توقيع اتفاقية انضمام البرلمان المغربي إلى البرلمان الأنديني، بأرض الصحراء المغربية، وعاصمة الأقاليم الجنوبية، مدينة العيون، بصفة عضو ملاحظ دائم وشريك متقدم يوم05 يوليوز 2018، وذكرى انضمام المملكة المغربية بصفة عضو ملاحظ لدى منظومة دول الأنديز في الثامن من يوليوز 2020،  أن هذه المحطات كانت بمثابة مأسسة للتعاون البرلماني وترسيما فقط للتواجد المغربي، حيث أن المملكة المغربية تجمعها بدول الأنديني علاقات تاريخية عريقة، وتعاون وثيق جسدته الزيارة الملكية التاريخية للملك محمد السادس، للعديد من دول المنطقة سنة 2004.

وأضاف ميارة، أن “تخليد هذه الذكرى، ذكرى مرور أربع سنوات على توقيع اتفاقية التفاهم وانضمامنا إلى مؤسستكم الصديقة، لمناسبة لتهنئة بعضنا البعض على مستوى تحقيق الأهداف المشتركة وعلى ما راكمناه سويا في مسار تمتين علاقاتنا المؤسساتية الثنائية، والتي وصلت إلى مستويات سياسية مهمة تجسد أساسا في تطابق وجهات النظر وفعالية التنسيق في القضايا المشتركة”.

وتابع ميارة: “هذه العلاقات التي تتوج بهذا اليوم التاريخي، أو على مستوى عملنا المشترك من أجل ارساء قنوات التواصل والتعاون البين اقليمي بين منطقتكم وبلدان القارة الافريقية، والذي توجناه بتأسيس المنتدى البرلماني لبلدان إفريقيا وأمريكا اللاتينية والكراييب “أفرولاك”، والذي نتشرف باحتضان سكرتاريته الدائمة، كفضاء لتمتين التعاون البرلماني جنوب-جنوب، وآلية لإسماع صوت شعوبنا بالمنتظم الدولي، والترافع من أجل قضاياها وتطلعاتها العادلة والمشروعة، ولعل اختياركم لمدينة العيون بالتحديد، من أجل عقد أول دورة لجمعيتكم العامة خارج نطاق الدول الأعضاء بالمنظومة الأندينية، لخير دليل على مدى التقدير الذي تكنونه للمملكة المغربية أولا، ولمسار علاقاتنا الثنائية والمتعددة الأطراف”.

وأبرز المتحدث ذاته، أن المغرب تجمعه بدول الأنديز وبباقي بلدان أمريكا اللاتينية والكراييب روابط وقيم وقواسم مشتركة، شكلت أساس العلاقات التاريخية بين البلدان، حيث ساهمت هجرة العرب والأفارقة إلى منطقة أمريكا اللاتينية في خلق انصهار أثمر تمازجا ثقافيا وإنسانيا أغنى الموروث الحضاري الإنساني، كما لعبت حركات التحرر بالمنطقتين دورا متميزا في دعم الشعوب الإفريقية والأمريكولاتينية في كفاحها من أجل الاستقلال، وهذه الاعتبارات مجتمعة، تشكل ولا شك الدعامة والأساس القيمي لمسار علاقات التعاون التي تجمعنا، والنواة الصلبة لصمود علاقاتنا أمام كل الصعوبات والتحولات مهما كانت المتغيرات والتحولات والسياقات التي قد تفرضها.

وأشار ميارة، إلى أن هذه المناسبة يجب أن تكون أيضا بمثابة فرصة سانحة للتقييم والتفكير والتأمل، لاستخلاص دروس الماضي، والتحليل الملموس لواقعنا في الحاضر، لكن باستشراف دائم للمستقبل، لكي تكون هناك رؤية واضحة ودقيقة، رؤية حازمة وحاسمة حول المسؤولية الأخلاقية والسياسية إزاء التحديات والرهانات المشتركة،وتملك مشروع مشترك حقيقي لتدارك الفرص الضائعة واستثمار الامكانيات والمؤهلات الكبرى والحقيقية المتاحة.

وأوضح رئيس مجلس المستشارين، أنه “مواقعنا الجيوسياسية تؤهلنا للعب دور محوري في منظومة العلاقات الدولية، خاصة وأن دول الأنديز تعتبر منصة ولوج للفضاء الاقتصادي الأطلسي والمغرب يعتبر بوابتكم نحو القارة الإفريقية والعالم العربي، كما أن المؤشرات الديمغرافية المشتركة جد وازنة لتوفير سوق مشتركة واعدة، حيث أن السوق المشتركة البينية تتشكل من حوالي 195 مليون مستهلك، والسوق المشتركة القارية تتشكل من حوالي 2.1 مليار مستهلك بينهم 1.3 مليار بالقارة الإفريقية وحوالي 700 مليون بأمريكا اللاتينية والكراييب”.

وأشار ميارة إلى أن الموارد الطبيعية الهائلة بين المنطقتين، سواء على مستوى السواحل والقطاعات المرتبطة بها بالمغرب ومنظومة دول الأنديز، من شأنها تسهيل تطوير منظومة متكاملة للتعاون في مجال الاقتصاد البحري، إلى جانب التوفر على إمكانات معدنية استراتيجية تعتبر عناصر محورية في معادلة السيادة الغذائية العالمية، وعاملا محددا لمعادلة السيادة الطاقية”.

واستحضر ميارة، خطاب الملك ليوم الجمعة 06 نونبر 2015، بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، من مدينة العيون الغالية، الذي ورد فيه: “إن تطبيق النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية، يجسد وفاءنا بالتزاماتنا تجاه المواطنين بأقاليمنا الجنوبية، بجعلها نموذجا للتنمية المندمجة.
كما نريده دعامة لترسيخ إدماجها، بصفة نهائية في الوطن الموحد، وتعزيز إشعاع الصحراء كمركز اقتصادي، وصلة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي.”

وثمن ميارةما قامت به الدول الأنديني من مجهودات من أجل القدوم إلى المغرب، متحملين مشاق وعناء السفر، ومنتصرين على عراقيل واكراهات الجغرافيا، بل ومنتصرين لقيم الوحدة والاندماج والسلم ضد كل التأويلات والتضليلات الأيديولوجية الضيقة لأحكام التاريخ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News