دولي | سياسة

الجزائر تنفذ تهديدها وترفع ورقة رفع أسعار الغاز ومدريد تلجأ لخطة بديلة

الجزائر تنفذ تهديدها وترفع ورقة رفع أسعار الغاز ومدريد تلجأ لخطة بديلة

قالت شركة المحروقات الحكومية الجزائرية “سوناطراك”، أمس الأحد، إنها باشرت مفاوضات مع جميع شركائها في أوروبا وخارجها لمراجعة أسعار الغاز في ظل ارتفاع أسعار هذه المادة في السوق الدولية.

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة سونطراك، توفيق حكار، خلال مؤتمر صحفي بالجزائر العاصمة أن ارتفاع أسعار الغاز في السوق الدولية بشكل كبير، دفع بـ”سوناطراك” إلى تفعيل بند مراجعة عقود الغاز مع جميع الشركاء.

وأشار حكار إلى أن الشركة توصلت لاتفاق بشأن مراجعة أسعار الغاز (رفعها)، ملمحا إلى أن أحد الشركاء هو “إيني” الإيطالية”، دون الكشف عن الشريكين الآخرين.

وكانت صحيفة إسبانية قد أكدت بداية ماي الفارط أن واردات الغاز الجزائري إلى إسبانيا انخفضت بشكل كبير منذ إعلان مدريد في مارس الماضي دعمها للحكم الذاتي بالصحراء المغربية، وهي الخطوة التي أغضبت الجزائر.

ونقلت صحيفة “بزنس إنسايدر” الإسبانية أن شحنات الغاز من الجزائر إلى إسبانيا انخفضت بنسبة 20.2 في المئة وفق الأرقام المسجلة من مارس إلى 4 من ماي الجاري.

وتشير الصحيفة إلى أن خطوة الحكومة الإسبانية ودعمها للموقف المغربي أغضبت الجزائر، المورد الرئيسي للغاز إلى إسبانيا، إذ تستورد إسبانيا 29.05 بالمئة من احتياجاتها للغاز من الجزائر.

ويصل الغاز الجزائري إلى إسبانيا عبر خط أنابيب “ميدغاز” فقط بعد وقف الجزائر العمل بالأنبوب المغاربي المار عبر المغرب.

ورغم استثمار حوالي 90 مليون دولار أمريكي لزيادة قدرات أنبوب “ميدغاز”، شهدت كميات الغاز القادمة من الجزائر تراجعا منذ منتصف شهر مارس الماضي.

وكان رئيس الحكومة الإسباني بيدرو سانشيز، قد أشار إلى أن موقف الحكومة الإسبانية الداعم لمخطط الحكم الذاتي المغربي، باعتباره “الأساس الأكثر جدية، واقعية ومصداقية” لحل النزاع حول الصحراء المغربية، ينبع من الإرادة الكاملة لإسبانيا للإسهام “بفاعلية” في تسوية هذا النزاع الذي عمر طويلا.

وأكد سانشيز، خلال جلسة عمومية لمجلس النواب الإسباني قبل أزيد من شهرين، أن “إسبانيا اتخذت هذا القرار بإرادة كاملة لاتخاذ خطوة إلى الأمام” نحو تسوية هذا النزاع.

وأوضح رئيس الحكومة الإسبانية أن “القرار الذي اتخذناه بشأن الصحراء هو خطوة أخرى على الطريق الذي بدأ قبل 14 سنة عندما رحبت الحكومة الإسبانية بالحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب كمساهمة قيمة في حل نزاع استعصى على الحل لأكثر من أربعة عقود.

وأضاف أن بلاده “جددت التأكيد على موقفها وتعميقه، بالنظر إلى أن هناك الآن فرصة جديدة لاستئناف المفاوضات بعد تعيين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا”.

وسجل أنه “بعد سنوات عديدة من النزاع والوضع القائم في عملية التفاوض، تعتبر الحكومة الإسبانية أن الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب هو الأساس الذي يتضمن المزيد من الإمكانيات لإيجاد حل لقضية الصحراء”، مؤكدا أن مدريد “تعترف منطقيا بالجهود التي يبذلها المغرب في هذا الاتجاه”.

وأشار سانشيز إلى أن “موقف إسبانيا من قضية الصحراء يتوافق مع موقف شركائها الأوروبيين والعديد من الدول الأخرى”، لافتا إلى أن المفوضية الأوروبية والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية يؤيدان قرار مدريد.

وفي هذا السياق، أشار رئيس الحكومة الإسبانية إلى أن فرنسا تدعم مقترح المغرب منذ سنوات، وألمانيا عبرت، مؤخرا، عن دعمها لهذا المخطط، والولايات المتحدة تواصل الإعراب عن دعمها للمقاربة التي تبنتها المملكة، مشيرا إلى أن جميع قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ترحب منذ سنة 2007 بمخطط الحكم الذاتي والجهود الجادة وذات المصداقية للمغرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News