ثقافة

الجويطي: صعبٌ معرفة مكانة القراءة لدى المغاربة والرواية المغربية تطورت كمّيا

الجويطي: صعبٌ معرفة مكانة القراءة لدى المغاربة والرواية المغربية تطورت كمّيا

رفض الكاتب والروائي عبد الكريم الجويطي الحسم في المكانة التي تحتلها القراءة في الحياة اليومية للمغاربة، مشددا على أن  الولوج المفتوح للثقافة الذي توفره التكنولوجيات الحديثة جعل من الإجابة عن سؤال “هل المغاربة يقرأون” فعلا زئبقيا صعب الضبط ويتطلب جوابه دراسات أكاديمية لا آراء أو انطباعات.

وقال الجويطي في حوار أجراه مع وكالة الأنباء الرسمية “لاماب”، إنه “لتقييم مكانة الثقافة في مجتمعنا اليوم، من السهل تقديم آراء بهذا الخصوص. لكن من أجل تقييم مكانة الثقافة والقراءة بشكل علمي، يجب القيام بدراسات وأبحاث حول أبعادها الكمية والكيفية”، مضيفا “إنه عمل يقع على عاتق الجامعة المغربية التي يتعين عليها إحداث وحدات متخصصة لتحديد مجموعة من المؤشرات للانكباب على هذه المسألة بشكل أكثر تعمقا”.

ويرى الجويطي أن “الإجابة بكيفية شمولية وغير محددة يعطي انطباعا فقط، وليس فكرة، ولا يشكل بأي حال من الأحول إجابة عن السؤال. كما أن الإجابة عن أسئلة من قبيل: كيف يمارس المغاربة القراءة؟ وكم كتابا يقرؤون سنويا؟ كفيل بأن يساعدنا على الإحاطة بعناصر الجواب”.

وأشار كاتب رواية “مغاربة” إلى أنه “حاليا، في ظل تواجد شبكات التواصل الاجتماعي، يمكن للجميع القراءة عبر ملفات “PDF” أو الاطلاع على آخر الأفلام الهوليودية”، لأنه أمر جعل الثقافة “متاحة وسهلة الولوج بالنسبة للجميع”، متسائلا عمّ “قمنا بتنشئة جيل متعطش للثقافة والقراءة؟ وهل المجتمع يتحلى بسلوك ثقافي متجذر في السلوك اليومي؟”، مشددا على أن هذا السؤال يمكن طرحه على الأكاديميين الذين سيكلفون بإجراء أبحاث ودراسات قصد تقديم الإجابة عنه.

واقترح الجويطي على المشاركين في المشاورات الوطنية حول مدرسة الجودة أن يجعلوا المدرسة المغربية أداة لنقل المعرفة وليس فقط مؤسسة للإبداع”، لأنه آن ذاك يمكننا طرح أسئلة من قبيل: “هل تشجع المدرسة بروز مثقفين ورسامين وعلماء؟”.

وعن رأيه بخصوص التجربة الأدبية المغربية، قال الروائي المغربي إنه “من وجهة نظر كمية، انتقلنا من إصدار 3 أو 4 روايات في سنوات التسعينات إلى نحو 300 رواية سنويا في الوقت الحالي”، وهو ما يراه ثورة كمية”، قبل أن يستدرك بالسؤال: “لكن هل نحن أمام روايات تشرف المغرب من حيث جودتها؟”.

واسترسل المتحدث بالقول “بالنسبة لي، عامل الزمن هو ما يحدد الحكم على الإبداع، هل يمكن لهذه الكتابات الصمود بمرور الوقت، وهل ستتم قراءتها بعد 60 أو 70 سنة. هذا يمكن أن يشكل محددا للحكم وليس حكما في حد ذاته. والدليل هو أن مجموعة من الروايات التي تعود لقرون خلت، ما زالت تحظى باهتمام كبير،

وبخصوص آخر إصداراته، أكد الجويطي أنه يشتغل حاليا على رواية ستصدر في أربعة أجزاء، صدر الجزء الأول منها، تتناول أحداثا تاريخية تتعلق بمولاي بوعزة، الموضوع حددته “رغبتي في الكتابة عن المنطقة الجبلية التي تحيط بنا، والتي تعتبر شاهدا على تاريخ هذا الجزء من جهة بني ملال خنيفرة”، مؤكدا أن أحداث الرواية تدور في أربعة أيام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News