ثقافة

العيادي: الكاتب يشبه حبة القمح والنصوص العربية صنيعة المكان

العيادي: الكاتب يشبه حبة القمح والنصوص العربية صنيعة المكان

شبه القاص والشاعر التونسي، كمال العيادي، الكاتب بمعجزة حبة القمح التي تنبت في الأرض لتسمو وتطل على المكان مضفية عليه قوّة وتوهجا، خلال مداخلته بندوة قاربت “كتابة المكان” في النصوص العربية، نظمت أمس الأربعاء بالرباط ضمن فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب.

وقال العيادي إن الكاتب مثل حبة القمح حيثما رميت به تشعر عبر نصوصه بطبيعة الأرض التي يكتب فيها، إذا ألقيت به “في أرض جليدية لا بد أن تشعر بالجليد في كتاباته أو ألقيت به في صحراء لا بد أن تشعر بالصحراء في نصوصه”.

واعتبر أن “النصوص العربية صنيعة المكان. نحن نعرف النار والجنة ولم ‘يزرهما’ أحد منا من قبل، لكن نستبطنهما في ذاكرتنا ووجداننا”، واضعا “علامات استفهام” على “الكتابة التي لا يستشعر فيها القارئ روح المكان”.

وحكى كيف أن أحد قرّاء آخر أعماله الأدبية “حومة علي باي وضواحيها” استاء لما زار الأماكن الموصوفة بهذا العمل ووجدها مختلفة عما قرأ عنها بين دفتي الكتاب.

وقال العيادي ، موضحا المسافة بين ما يكتبه وسقف توقعات هذا القارئ،  “أنا لا أكتب المكان ولكن الحنين في المكان.. أكتب الطفولة أكتب أمي وأبي  وأكتب القبر المحاذي لبيتنا ..أكتب كل تلك الأمور التي صنعتني”.

بيد أن هذا الربط بين المكان والحنين والمشاعر كان موضع انتقاد ضمني من الكاتب المغربي أحمد المديني الذي دعا، في مداخلته بالندوة نفسها، إلى التخلّص من الكتابة العاطفية الفيّاضة التي تطغى على الكتابات العربية، منوها بالرواية الفرنسية الجديدة التي يحضر فيها المكان عبر وصف دقيق يبذل فيه مجهود كبير جدا.

من جانبه، تقاسم الروائي المصري ناصر عراق العوامل التي عزّزت لديه الاهتمام بالمكان في أعماله وفي صدارتها ما كان شاهدا عليه من تحوّلات في القاهرة وبداية التمدن بما يعنيه ذلك من تجريف الحقول وبناء العمارات والمدارس والمباني التي باتت تسد أفق الطفولة المفتوح يومها على رؤية الأهرام مباشرة من المنزل.

كما ساهمت دراسة ناصر عراق للفنون التشكيلية بتقوية هذا الحس لديه. يقول عراف “أنا رسّام فأهتم بملامح الوجوه والناس والحيوانات، وعندي رواية بعنوان “تاج الهدهد” دور الحيوانات فيها مهم.

الروائي المصري ناصر عراق

المسرح أيضا، الذي اشتغل فيه الروائي المصري ممثلا ومخرجا ومصمما للديكور، أغنى حساسيته الأدبية تجاه الأمكنة، “فالمسرح يعطيني إحساسا بالمكان، السينوغرافيا، توزيع الديكور، حركة الممثلين ،علاقة الممثلين بالكتل الموجودة  فوق الخشبة، سواء كانت أثاثا أو لوحات، ففكرة المكان جزء رئيسي من التشكيل البصري”.

وأكد  الكاتب المصري أنه “لا يمكن الانفلات من  أسر المكان” كاشفا عن آخر رواياته “الأنتيك خانا” وهي كلمة باللغة العثمانية تعني المتحف وهو المكان الذي اختاره لاحتضان شخوصها وأحداثها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News