ثقافة

شاعر ينتقد منطق “القبيلة الثقافية” و”التوجه الفرونكوفوني” بمعرض الكتاب

شاعر ينتقد منطق “القبيلة الثقافية” و”التوجه الفرونكوفوني” بمعرض الكتاب

انتقد الشاعر المغربي، صالح لبريني، منطق “القبيلة الثقافية” في برمجة الدورة السابعة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب (3-12 يونيو 2022)، معتبرا أن هذا المنطق “يقوض التعددية الثقافية التي تميّز المغرب”.

وفي اتصال مع مدار21، أكد لبريني أنه لا ينكر إسهامات “عدد من الأسماء المدعوة لأنشطة ولقاءات المعرض في إبراز الوجه المشرق للثقافة المغربية، لكننا نختلف في كون بعض الأسماء بعينها تتكرر في المعرض، وهذا أمر فيه إقصاء لتجارب إبداعية أخرى أسهمت بدورها في تطوير الثقافة الوطنية وتثوير أسئلتها”.

وقدم بريني تفصيلا آخر يزيد من تأكيد هذا التوجه لتكريس أسماء مقابل تهميش وحجب أخرى وفقا له، يتمثل في تكرار مساهمة الأسماء نفسها في لقاءات وندوات وورشات “أحيانا أربع مرّات”، متسائلا  “ألا توجد أسماء أخرى في البلد بأكمله قادرة على إدارة هذه الورشات أو التدخل فيها؟” .

ورصد لبريني، في حديثه لمدار21، أيضا توجها فرونكوفونيا في برمجة المعرض ولاسيما ببرمجة الآداب الإفريقية التي تحضر ضيف شرف على فعالياته، والذي “يختصر هذه الآداب في الإنتاجات الناطقة بالفرنسية”.

وانتقد صاحب “شِعرّية المخالفة” ما أسماه بـ”الجنوح للاحتفاء بالثقافة الإفريقية الناطقة باللسان الفرنسي دون تعبيراتها اللغوية الأخرى” علما أن “هذه الثقافة ذات روافد عربية وإنجليزية وقضاياها أرحب من تلك التي تحضر عبرها في ندوات المعرض”.

وفي تدوينة سابقة على صفحته بفايسبوك، استنكر لبريني تكرار “الأسماء السابقة ذاتها، مع بعض الرتوشات التي تفضحهم بإشراك اسم أو إثنين جدد، وكأن رحم الثقافة المغربية عاقر وكفّت عن ولادة مثقفين جدد بروح ورؤية مختلفة”.

الشاعر المغربي صالح لبريني

كما اعتبر أن “الندوات وأماسي الشعر واللقاءات والحوارات تبرز أزمة في التصور والتدبير، (وأن) الارتجال كان سيد البرنامج، والعبثية البادية للعيان”.

وفي ندوة لتقديم الدورة الحالية للمعرض عقدها يوم الجمعة الماضي بالرباط، دافع وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد  المهدي بنسعيد، عن الأسماء الحاضرة بهذه التظاهرة الثقافية.

وقال بنسعيد إن الأسماء التي تحضر معنا “أسماء وازنة ومحترمة جدا وتلعب دورا جادا في الساحة الثقافية وساحة الكتاب بشكل عام”.

كما وضع المسؤول الحكومي مسافة بين الوزارة وقرار استدعاء هذه الأسماء ، موضحا أن هناك لجنة علمية هي من تتكلف باختيار الأسماء وتضع لوائح خاصة بهذا الغرض وفق معايير مستقلة عن الوزارة.

وواجهت وزارة الثقافة انتقادات أخرى تستنكر فك ارتباط المعرض مع الدار البيضاء معقله التاريخي “بشكل غير مبرر” وفي ظل وجود بدائل أخرى منها إقامة معرض خاص بالرباط مع الحفاظ على دورات الحدث الثقافي الدولي في العاصمة الاقتصادية.

غير أن الوزارة برّرت نقل المعرض للرباط بأسباب ضمنها رمزية الرباط باعتبارها “عاصمة الأنوار” بالمملكة، زيادة على اختيارها عاصمة للثقافة الإفريقية والإسلامية هذا العام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News