ثقافة

بنعيسى:ما نجح في الغرب ليس مضمونا تكراره في المجتمعات المسلمة

بنعيسى:ما نجح في الغرب ليس مضمونا تكراره في المجتمعات المسلمة

اعتبر محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة،  الأحد بأبوظبي، أن ما نجح في الغرب ليس مضمونا تكراره في المجتمعات المسلمة، مؤكدا مع ذلك أن السعي نحو طموح مشروع يعكس إرادة المسلمين ، “ليس مجرد أضغاث أحلام”.

وأضاف  بن عيسى في مداخلة له خلال الجلسة الوزارية، المنظمة في إطار المؤتمر الدولي الثاني للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الذي افتتحت اشغاله اليوم بالعاصمة الإماراتية ، ان انتقال المسلمين من حالات التشظي والانقسام والاحتراب أحيانا ، نحو التكامل والتآزر والانتظام في بوتقة متماسكة، يستدعي أولا النظر الى الدين الإسلامي في معناه الحضاري والانثروبولوجي العام.

وقال إن الثقافات والحضارات الإسلامية ، بعيدا عن العبادات والمعتقدات، هي في الأصل حقوق للإنسان فردية وجماعية، تشكل الاطار الواقعي المتقاسم بين كافة المسلمين ، بغض النظر عن أسلوب تدينهم ، وطرق إبراز هويتهم ،وأيضا التشبث بموروثهم الحضاري.

وقال “بما أنه يكاد يكون مستحيلا قيام مشروع اتحادي في ظل سيادة الجهل والأمية، وافتقاد المتطلبات الدنيا للعيش الكريم ” ، فإنه لا بديل لمحو هذا التخلف عن إشاعة المعرفة ونشر التعليم على أوسع نطاق بين الفئات الشعبية في المجتمعات المسلمة لتمكينها من مساءلة ماضيها المعتم لبناء مستقبل مشرق.

وأكد بن عيسى ان الشعوب المتقدمة في عالمنا المعاصر ، كسبت رهانات التقدم، “لأنها سارت في اتجاهين ،أولهما تغيير العقليات وثانيهما مساءلة منظومة القيم المجتمعية المهيمنة ،بمراجعتها جذريا في افق توطين الثقافة الديموقراطية، وما يرافقها من قيم العدالة والمساواة والتسامح وقبول الآخر”.

ويبحث المؤتمر الدولي الثاني للمجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، الذي ينظم على مدى يومين ، سبل إسهام الوحدة الإسلامية، في تحقيق التقدم العلمي، والقضاء على الفقر ، والتصدي للتطرف والتعصب.

كما يناقش المؤتمر الذي ينظم في موضوع “الوحدة الإسلامية ، المفهوم ، الفرص والتحديات “، السبل الكفيلة بتحقيق تطور الدول الإسلامية في مجالات العلوم الدينية والإنسانية والطبيعية والفنون والآداب، وتنمية المجتمعات المسلمة والقضاء على الفقر فيها والنهوض بالتعليم والبحث العلمي، فضلا عن مواجهة التحديات التي تعانيها هذه المجتمعات سواء تلك المتعلق بالتطرف والعنف، أو التعصب والتحزب والطائفية.

ويهدف المؤتمر الذي يحضره مشاركون من 150 دولة من ضمنها المغرب، الى تقديم خطاب فكري وشرعي يسد الفراغ الموجود لدى المسلمين في مختلف دول العالم، ويعالج تحدي الانتماء عند المسلم المعاصر، وينطلق من قيم التعايش ومواجهة التحديات التي تواجهها البشرية في كل مكان، سواء كانت متعلقة بالتغير المناخي أو مواجهة الأوبئة أو الفقر أو البطالة، وصناعة فرص للشباب.

وكان وزير التسامح والتعايش الإماراتي، الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان ، قد اعتبر في كلمة افتتح بها المؤتمر ، أن مكانة المجتمعات المسلمة في هذا العالم، تتوقف على قدرتها على إدارة شؤونها بكفاءة، وعلى مدى إسهاماتها في مسيرة البشرية، دونما تشدد أو تعصب، أو عنف أو تحيز.

ويشارك في المؤتمر ،وزراء الشؤون الدينية بعدد من البلدان الإسلامية، وشخصيات تنتمي الى حقول الفكر والمعرفة، بالاضافة الى خبراء ورجال دين وعلماء وأساتذة جامعيين.

يشار الى أن المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة هو هيأة دولية غير حكومية، تم تأسيسها في 8 مايو 2018، وتتخذ من أبوظبي مقرا لها. وتنضوي تحته أكثر من 900 منظمة ومؤسسة إسلامية من 142 دولة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News