دولي

بورما.. محطات لبيع الأكسجين تتحدى الحظر لإنقاذ مرضى كورونا

بورما.. محطات لبيع الأكسجين تتحدى الحظر لإنقاذ مرضى كورونا

في رانغون، كبرى مدن بورما، يتحدى السكان حظر التجوّل العسكري في مسعى يائس لتأمين الأكسجين لأقربائهم المصابين بـ”كوفيد-19″، في وقت يتفشى الوباء على نطاق واسع في البلاد التي تخشى تكرار سيناريو الهند.

وتغرق البلاد في الفوضى منذ أن استحوذ الجيش على الحكم في الأول من فبراير الماضي، وبدأ حملة قمع عنيفة ضد المعارضين أسفرت عن أكثر من 900 قتيل وأنهكت الاقتصاد.

وقف مئات الأشخاص في طابور على أمل التمكن من ملء قوارير زرقاء كبيرة بالأكسيجين لإنقاذ حياة أفراد من عائلاتهم مصابين بالمرض، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة “فرانس برس”.

وأُنشئت محطات للتعبئة في كافة أنحاء المدينة في الأيام الأخيرة، ويتم تحديث مواقعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي. بعضها يقدم الخدمة بشكل مجاني، فيما البعض الآخر يطلب 3 يوروهات مقابل ملء قارورة من 40 ليترا .

قال ثان زاو وين أثناء مغادرته أحد طوابير الانتظار: “شقيقتي تعاني من كوفيد-19 منذ ثلاثة أيام. لقد تلقّت العلاجات الطبية في المنزل. وعانت كثيرا يوم أمس لأنها لم تتمكن من التنفس”.

وأضاف “لكن ابنة أختي اتصلت بي للتو لأعود إلى المنزل لأن شقيقتي توفيت”.

في رانغون، حيث يعيش 7 ملايين نسمة، وفي ماندالاي ثاني مدن البلاد، فُرضت تدابير إغلاق، لكن الحصيلة تواصل الارتفاع وتتحرك فرق متطوّعين لنقل جثث الضحايا الذين يتوفون في المنازل.

يستيقظ بعض السكان خلال الليل لحجز مكان جيّد لهم في طوابير الانتظار. وصل يي كياو مو عند الساعة الثالثة فجرا إلى أمام مركز لملء قارورة الأكسيجين، لكنّه فوجئ بوجود 14 شخصا أمامه.

وقال لـ”فرانس برس”: “لم أنم طوال الليل. كان علي أن أكون حذرا أيضا لتجنّب الجنود لأننا ما نزال نخضع للأحكام العرفية”.

تؤكد المجموعة العسكرية أن لا دعي للهلع. وعنونت صحيفة “غلوبل نيو لايت أوف ميانمار” الرسمية “في الواقع لدينا ما يكفي من الأكسيجين”.

صرّح رئيس المجموعة العسكرية، الجنرال مين أونغ هلاينغ، أنه “لا ينبغي على الناس أن يقلقوا إلى هذه الدرجة ولا يجب أن ينشروا الشائعات”.

تأتي هذه الموجة الوبائية الجديدة بعد أن هزّت البلاد أعمال عنف تلت الانقلاب العسكري، مع إضراب عدد كبير من الأطباء والعاملين في المجال الصحي، في خطوة احتجاج ضد العسكريين.

وأقرّت صحيفة “غلوبل نيو لايت أوف ميانمار” بوجود “صعوبات” في “أنشطة الوقاية والسيطرة”.

كما أن حملة التلقيح بطيئة للغاية، وحتى اليوم، تم تلقيح أقل من مليوني شخص في هذا البلد الذي يبلغ تعداده 54 مليون نسمة.

وصرّح توم أندروز، الموفد الأممي الخاص إلى بورما، أن “المجموعة العسكرية لا تملك موارد ولا قدرات ولا الشرعية اللازمة للسيطرة على الأزمة”.

واعتبر أن “الأزمة قاتلة بشكل خاص بسبب الريبة المنتشرة حيال المجموعة العسكرية”.

ويُتوقع أن تتلقى بورما ستة ملايين جرعة من اللقاحات المضادة لكوفيد-19 من الصين بحلول الشهر المقبل. إلا أن هذا الموعد متأخر جدا بالنسبة للأشخاص الذين يكافحون من أجل التنفس.

في طابور انتظار آخر في رانغون، أعرب أونغ كياو (43 عاما) عن أمله في الحصول على مزيد من الأكسيجين لزوجته.

وروى لـ”فرانس برس” أن في المرة الأخيرة التي كان يريد فيها تعبئة القارورة انتظر 24 ساعة.

خلافا لآخرين، قال إنه لا يملك الوسائل للتنقل في المدينة بحثا عن محطات تعبئة أقل ارتيادا، وأضاف “علي إذا الانتظار والوقوف في طابور تحت الشتاء أو تحت أشعة الشمس الحارقة وطوال الليل أيضا “.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News