منير القادري: التصوف يعالج آلام القلوب ويضمد جراح الجماعة

أكد رئيس مؤسسة الملتقى التابعة للطريقة القادرية البوتشيشية، منير القادري، أن قيمة التصوف تكمن في معالجته لآلام القلوب وتضميد جراح الجماعة التي مزقتها رذائل أعضائها غير الصالحة.
وشدد الدكتور القادري، في كلمة ألقاها مؤخرا ضمن فعاليات ليالي الوصال الرقمية التي تنظمها الطريقة القادرية البودشيشية، على أهمية التربية الصوفية في “عصرنا الراهن، المتسم بطغيان الماديات والنزعة الفردية باعتبارها كفيلة بتوجيه الإنسان نحو طريق الهداية والسمو الأخلاقي و السلم والسلام المجتمعي”.
وأردف أن التربية الصوفية تهدف إلى زرع الأخلاق الكريمة والطباع المستقيمة في نفوس الأفراد، وإن غايتها أن تبلغ بهم مراتب المقربين في محبة رب العالمين، موضحا انها تقوم على المداومة على العمل الصالح وكبح جماح النفس وشهواتها وتقوية النزعة الإنسانية والنفحة الإيمانية في النفوس.
وقال “إذا كان غاية التصوف هي الوصول للحق عن طريق الحقيقة، فإنه مسار طويل مليء بالمجاهدات والمغالبات مع النفس وشهواتها وأطماعها وتنقيتها من الأكدار والأوساخ وسير في معارج الروح والترقي الروحي إلى مقامات المحبة والمعرفة”.
وبين أن الآداب العالية والأخلاق السامية في التصوف إنما هي عناصر نفسية وخلقية يقوم عليها ويتألف منها الدستور الأخلاقي الذي رسمه الصوفية لطريقهم، وعملوا به في رياضاتهم لأنفسهم.
واستطرد أنهم بهذا الدستور الخلقي الأخلاقي كانوا خير عون على إحياء تعاليم الكتاب والسنة في نفوس المعتنقين للإسلام، وكانوا أطباء للنفوس الإنسانية أخيارا يدعون إلى الخير والفضيلة أوفياء لحقوق الله وحقوق البشر.
ونوه الى أن الزهد عند الصوفية لا يعني العزلة عن الحياة وعدم المشاركة فيها، و أن غاية المدرسة الصوفية من عملها التربوي كما جاء في كتاب المذاهب الصوفية ومدارسها لحكيم عبد الغني قاسم “هو خلق جيل جديد يحب الخالق ويسعى لإرضائه بالعمل والفكر والمشاركة في المجتمع الإسلامي” .