رئاسيات فرنسا..نوايا التصويت لزيمور تتراجع وماكرون مستمر بالصدارة

قبل أسبوعين من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية الفرنسية، عقد المرشحون الأحد تجمعات كبرى يأملون أن يكونوا قد أقنعوا عبرها ملايين المترددين بعد أشهر من حملة باهتة بسبب الحرب في أوكرانيا خصوصا.
ويتصدر ماكرون استطلاعات الرأي الخاصة بنوايا التصويت (28-30 بالمائة) رغم بعض النقاط التي خسرها في الأسابيع الماضية، ويسير منافساه مارين لوبن (20 بالمائة) وجان لوك ميلانشون (12,5 بالمائة الى 15 بالمائة) بدينامية جيدة.
فيما المنافسة الرئيسية لرئيس الدولة مارين لوبن موجودة في عطلة نهاية هذا الأسبوع في غوادلوب، وهي منطقة في الأنتيل الفرنسية، حيث عطل متظاهرون برنامجا تلفزيونيا كانت تسجله، قال خصمها من اليمين المتطرف إريك زمور الذي تراجعت نسبة التأييد له في استطلاعات الرأي، انه جمع مئة ألف شخص في باريس.
وقال “أمامنا 14 يوما، إنها دهر” معبرا عن ثقته رغم ان نوايا التصويت له تبلغ الآن 10 بالمائة. ودعا ناخبي اليمين الى الانضمام اليه قائلا “أنا المرشح الوحيد لليمين”.
من جهته دعا مرشح البيئيين يانيك جادو الذي تبلغ نسبة التأييد له 6 بالمائة في استطلاعات الرأي الى “قلب الطاولة” عبر اختيار “تصويت اقتناع” لصالحه وذلك أمام آلاف من مؤيديه في قاعة بباريس.
من جانب آخر تبلغ نسبة نوايا التصويت لزعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون 12 الى 15 بالمائة.
ودعا أمام آلاف من أنصاره على شاطئ في مرسيليا (جنوب) بحضور 35 ألف شخص بحسب حزبه الى التصويت من الدورة الأولى لصالحه.
من جهته سيكون الرئيس ايمانويل ماكرون على الأرض الاثنين في ديجون (شرق) لإسكات الانتقادات التي تتهمه بتجنب النقاش، في حملة طغت عليها الحرب في أوكرانيا.
أما مرشحة اليمين التقليدي فاليري بيكريس وبعد أسابيع كارثية أدت الى وصول شعبيتها الى 12% من نوايا التصويت، فقد أصيبت بكوفيد-19 وستلتقي جمهورها عبر الفيديو مساء.
هذه التجمعات تحرك الحملة الانتخابية بعض الشيء بعدما كانت “هادئة” حتى الآن.
واعتبرت أديلايد ذو الفقار باسيتش مديرة معهد “بي في اه اوبينيون”، معهد استطلاعات رأي، ان الحملة الانتخابية “الهادئة” تبدو “كأنها لم تبدأ أبدا” وهناك أيضا شعور بأن “الأمور محسومة” منذ أشهر مع تصدر رئيس الدولة كل استطلاعات الرأي.
واضافت “لكن كل شيء قد يحسم في الأسبوعين المقبلين” حيث هناك “أربعة ناخبين من عشرة متأكدين من انهم سيصوتون، لا يزالون مترددين” الى جانب الذين قد يمتنعون عن التصويت.
من جهتها قالت الخبيرة السياسية آن موكسل مديرة الأبحاث في مركز الأبحاث السياسية في سيانس بو إنه نظرا “للارتياب الشديد” حيال الطبقة السياسية ومؤسساتها فان “غالبية الفرنسيين لا يشعرون بان المسؤولين السياسيين يمثلونهم، هناك العديد من العناصر التي تؤدي الى تصويت غير اكيد ومتحرك أكثر”.
وقال الخبير السياسي غاسبار استرادا إنه بسبب “الامتناع التفاضلي” فإن ناخبي المرشحين المختلفين “ليس لديهم السلوك الانتخابي نفسه”.
وأضاف أن “الاشخاص الأكثر تعليما وثراء وسنا” وبينهم كثيرون يدعمون ماكرون يتوجهون أكثر الى صناديق الاقتراع من ناخبي مارين لوبن وجان لوك ميلانشون الذين “قد يميلون الى عدم التوجه للتصويت في يوم الانتخابات”.
وبالتالي لدى المرشحين اللذين ركزا الى حد كبير حملتيهما على القدرة الشرائية، الشاغل الأول للفرنسيين مع ارتفاع الأسعار بسبب الحرب في أوكرانيا، مصلحة قصوى في تعبئة قاعدتيهما قدر الإمكان.
وفي ما يدل على عدم الاهتمام بالانتخابات، قررت “تي أف 1” أكبر شبكة تلفزيونية في البلاد وقف برامجها الخاصة المخصصة للدورة الأولى عند الساعة 21,30 في 10 أبريل وهو موعد أبكر مما كان يحصل في الانتخابات السابقة. وبدلا من ذلك سيتابع المشاهدون برنامجا كوميديا شعبيا يعود إلى التسعينات.