ثقافة

الصغير: الأدب بدأ دينيّا والرواية “زلة تاريخية”

الصغير: الأدب بدأ دينيّا والرواية “زلة تاريخية”

هل الأدب منفصل عن التمثلات الدينية؟ وإلى أي حد؟ هل الثقافة العربية اليوم متحررة من الرواسب والمعتقدات الأسطورية التي غذت نفسية الإنسان منذ القدم؟ ألا تترادف نقوش المغارات وفسيفساء المعابد القديمة مع الروايات المعاصرة باعتبارهما معا أشكالا للتعبير تكثف أقوى ما تحمله نفسية الجماعات في خزانة الأدب؟ هذه بعض الأسئلة التي يحاول الباحث أسامة الصغير تفكيكها في كتابه الصادر حديثا “اللاهوت والثقافة: بين الذات العربية والآخر الأنجلو-أمريكي”.

ويدخل الكتاب الصادر عن دار الأمان في حقل الدراسات الثقافية، وينطلق صاحبه من فكرة أسبقية سلطة النسق اللاهوتي (الديني) على النسقين الامبريالي والثقافي عكس ما تُجمع عليه الدراسات ما بعد الاستعمارية في تحديد العلاقة بين الغرب والشرق.

ويذهب الصغير إلى أن الأدب بدأ لدى معظم الشعوب دينيا من خلال كتابات طقوسية ثم تطوّر إلى أشكاله الجديدة، والإنسان المعاصر من خلال الرواية كأنما “يكرر ذات الفعل (الكتابات الطقوسية) بذات السيكولوجية (المحكومة بالتصورات اللاهوتية) في حركة (..) يمكن اعتبارها من زلات اللاوعي التاريخي المستعاد”.

ويرى  أن “الثقافة أقوى وأهم الأدوات التي يتم بها وعبرها تكريسُ النظرة اللاهوتية إلى العالم، سواء في الطبقات الجلية أو الخفية للخطاب”، ويتوسل في سبيل تفكيك هذه الطبقات  بالرواية باعتبارها “الحاملَ الأدبي الأكثر رواجا وتداولا خلال الفترة المعاصرة، والأكثر تعبيرا عن الهوية في خطاب الشعوب والجماعات الثقافية.”

ويسعى الكتاب، الواقع في 286 صفحة من الحجم المتوسط، إلى تأكيد أهمية الوعي بدور الرواسب اللاهوتية في تحليل الخطاب الثقافي المعاصر بين الذات العربية ومقابلها في الثقافة “الأنجلو-أمريكية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News