استيراد الزيوت يُكلف المغرب “فاتورة باهظة” تصل لـ 9 ملايير سنويا
أظهـرت الأزمة الصحيـة المرتبطـة بوبـاء كوفيـد-19 ، أهميـة التوفـر علـى إنتـاج محلـي مـن الحبـوب الزيتيـة لتفـادي انعكاسـات الاضطرابـات التـي عرفتهـا سلاسـل الإمـدادات الدوليـة وكـذا التخفيـف مـن حـدة تقلبـات الأسـعار فـي السـوق الدوليـة وانعكاسـاتها علـى أسـعار المـواد الغذائيـة فـي السـوق الوطنيـة.
هذه المعطيات، أكدها مجلس المنافسة، حــول دراســة مــدى احتــرام منتجــي ومســتوردي زيــوت المائــدة بالمغــرب، لقواعــد المنافســة الحــرة والمشـروعة، علـى إثـر الارتفـاع الـذي شـهدته أسـعار بيــع هــذه المــادة فــي الســوق الوطنيــة، وذلك بعد أزيد من سنة ونصف، من طلب تقدم به فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، خلال السنة التشريعية الأخيرة من الولاية التشريعية العاشرة.
وكشفت دراسة مجلس المنافسة، أن اسـتيراد الزيـوت النباتيـة الخـام، يكلف المغرب “فاتورة باهظة” تصل سـنويا 4 ملايير درهـم وإلـى 9 ملايير درهـم، ” إذا مـا أضفنـا لهـا فاتـورة اسـتيراد الكسـب”، مشيرا في المقابل إلى أن المغـرب يتوفـر علـى إمكانـات واعـدة فيمـا يخـص إنتـاج الحبـوب الزيتيـة قـد تصـل إلـى 000 600 هكتـار كمسـاحة يمكـن تعبئتهـا لزراعـة حبـوب نـوار الشـمس وحبـوب الكولـزا.
وذكرت الدراسة، أن تغطيـة الحاجيـات الوطنيـة مـن الزيـوت انطلاقا مـن الحبـوب الزيتيـة قـد وصـل فـي سـنة 1990 معـدل 10 في المائة بفضـل الدعـم الـذي كانـت تقدمـه الدولـة سـواء علـى الصعيـد الفلاحي أو النشـاط الصناعـي.، داعيا إلى تعزيز تغطيـة حاجيـات المغـرب مـن زيـوت المائـدة انطلاقا مـن إنتـاج الحبـوب الزيتيـة المحليـة بهـدف الوصـول إلـى نســبة 15 في المائة المحــددة فــي عقــد البرنامــج الخــاص بتنميــة سلســلة إنتــاج الحبــوب الزيتيــة.
واقترح مجلــس المنافســة تمديــد الإجراءات المتعلقــة بعقد برنامــج 2013-2020، فـي إطـار المخطـط القطاعـي الجديـد الجيـل الأخضـر، عبر تأمين سعر أدنى مضمون لفائدة الفلاحين كيفما كان سعر المواد الأولية الزيتية بالسوق الدولي، مع اسـتعمال البـذور المعتمـدة ذات المردوديـة المرتفعـة مـن قبـل الفلاحيـن، ومواكبـة الفلاحين علـى غـرار مـا يتـم العمـل بـه فـي قطـاع السـكر.
وطالب المصدر ذاته، بدعـم الشـراكات التـي تهـم مشـاريع التجميـع الفلاحي التـي تربـط بيـن مصنعـي زيـوت المائـدة والمنتجيـن الفلاحين المنخرطيــن فــي تعاونيــات فلاحية أو فــي تجمعــات ذات نفــع اقتصــادي مـع احتـرام مقتضيـات المـادة 9 مـن القانـون 12.104 المتعلـق بحريـة الأسـعار والمنافسـة، مقترحا إدراج عــرض تأميــن متعــدد المخاطــر المناخيــة، يكــون مرنــا ومشــجعا لانخراط الفلاحيــن، ذلــك لأن العــرض الحالـي للتعاضديـة الفلاحية ملـزم مـن حيـث معاييـر تقييـم الضـرر المطبقـة مـن لـدن التعاضديـة.
ودعا المجلس إلى إعادة إدخال زراعة الصوجا في المساحات المسقية،وإلى تنظيــم دورات تكوينيــة مــن طــرف الفدراليــة البيمهنيــة للحبــوب الزيتيــة والمكتــب الوطنــي للإرشاد الفلاحي لفائــدة الفالحيــن للرفــع مــن مردوديــة إنتــاج الحبــوب الزيتيــة، وأكد أن الرفـع مـن الإنتاج الفلاحي علـى مسـتوى الحبـوب الزيتيـة، سيمكن مـن تغطيـة ولـو نسـبيا مـن حاجيـات البلـد مـن الزيـوت النباتيـة الخـام والكسـبة الموجـه للأعلاف واللـذان يتـم اسـتيرادهما بالكامـل مـن الخـارج 9 ملايير درهـم سـنويا مـن جهـة، ومـن تنويـع مصـادر الدخـل للفلاحيـن مـن جهـة أخـرى.
وأضاف المصدر ذاته، أن هـذه الاستراتيجية، ستمكم المغرب، فضـلا عـن خفـض بشـكل تدريجـي للتبعيـة لسـوق الدوليـة فيمـا يخـص اسـتيراد الزيـوت النباتيـة الخـام، مـن إنتـاج الكسـبة للاستجابة ولـو جزئيـا لحاجيـات السـوق الوطنيـة مـن هـذه المـادة الحيويـة التـي تسـتعمل كأعلاف للدواجـن وكـذا لمسـاعدة الفلاحين علـى تنويـع مصـادر دخلهـم.
ودعا مجلس المنافسة، إلى دعـم الإنتاج الفلاحي المحلـي لسلسـلة الزراعـات الزيتيـة للتخفيـف مـن تبعيـة المغـرب للسـوق الدوليـة فيمـا يخـص المـواد الأوليـة الزيتيـة، مشددا على ضرورة ” تطويـر محاصيـل الحبـوب الزيتيـة المحليـة وذلـك عـن طريـق الرفـع مـن مسـاحة الزراعـات الزيتيـة ودعمهـا كمـا هـو عليـه الحـال بالنسـبة للقمـح علـى سـبيل المثـال”.
وخلص مجلس المنافسة، أن الاعتمادات الماليـة التـي سـتقدمها الدولـة فـي هـذا الإطار يمكـن مقاربتهـا فقـط مـن منظــور كونهــا نفقــات إضافيــة علــى مســتوى الموازنــة بمــا أن ذلــك ســتمكن مــن تحقيــق الأمن الغذائــي للمغــرب. بالإضافة لذلـك، سـتمكن هـذه الاعتمـادات مـن تقليـص فاتـورة اسـتيراد الزيـوت النباتيـة الخـام التـي تصـل سـنويا 4 ملايير درهـم وإلـى 9 ملايير درهـم إذا مـا أضفنـا لهـا فاتـورة اسـتيراد الكسـب.
