“ذاكونفورسايشن”:الجزائر تعي أن الاعتراف الأممي بمغربية الصحراء مسألة وقت

في تحليل مطول لجذور ومآلات الصراع الجزائري المغربي، رصدت المجلة الأكاديمية المرموقة “ذا كونفورسايشن” ما يعتمل بخلفية المواقف الأخيرة للجارة الشرقية للرباط وفي قلبها توقع نظام العسكر انتصار الحل المغربي للملف بالأمم المتحدة.

فالجزائر “التي تواصل دعم البوليساريو بشكل غير مشروط، تعي أن المغرب سيرى سيادته على الصحراء تحظى باعتراف الأمم المتحدة، عاجلا أم آجلا، على حساب مسار لتسوية النزاع حول الصحراء ترعاه المنظمة ذاتها منذ 1991، وتعي أن المسألة مسألة وقت “، تقول المجلة.

وترى المجلة العلمية، في مقالة من توقيع الباحثة بالعلوم السياسية خديجة محسن فينان، أن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة جوزيف بايدن “أكدت بطريقة معينة ” اعتراف إدارة ترامب بسيادة المغرب على الصحراء ، “حتى ولو عبّر رئيس الدبلوماسية الأمريكية على حرصه على احترام القانون الدولي”.

كما أن “الصمت المُعبِّر للاتحاد الأوربي حول هذا الملف يؤكد قناعة” الجزائريين بأن نيل المغرب لاعتراف الأمم المتحدة بسيادته على الصحراء مسألة وقت.

وبالنسبة لكاتبة المقالة فإعلان الجزائر القطيعة الدبلوماسية مع المغرب وما رافقها من إغلاق لمجالها الجوي وبيانات أخرى يصح أن يُقرأ في سياق الاتفاق الثلاثي الذي نال بموجبه المغرب اعتراف واشنطن بسيادته على صحرائه مقابل تطبيعه علاقاته مع إسرائيل، وهو “الأمر الذي خلق اختلالا في موازين القوى بين البلدين”.

مع ذلك، يبقى أن  “أثرَ هذه القطيعة سياسيٌّ” بامتياز بما أن “الحدود بين البلدين مغلقة منذ 1994 “، تقول “ذا كونفورسايشن”، معتبرة أن الجديد الذي حملته قطيعة الحاضر هو أنها “وضعت حدا لحالة التعاون الوحيدة بين البلدين والمتمثلة في أنبوب الغاز المغاربي الشهير (GME )” وهو الأنبوب الذي حكمت عليه الجزائر بالإعدام متم أكتوبر المنصرم.

“الطاقة إذن هي السلاح الأخير الذي اختارت الجزائر توظيفه في حربها المتواصلة ضد المغرب”، تقول المجلة، قبل أن تختم بنبرة متشائمة “غير أن الأسلحة التقليدية يمكن أن تنطق أيضا (في هذا الصراع) بما أن البلدين يعدان أكبر مشتريين للسلاح بإفريقيا بعد مصر”.