مجتمع

الإنجازات الرياضية العالمية تُقوِّي تماسك الهوية الوطنية وتُنِير صورة المغرب

الإنجازات الرياضية العالمية تُقوِّي تماسك الهوية الوطنية وتُنِير صورة المغرب

خص المغاربة، عشية اليوم الأربعاء، أشبال الأطلس باستقبال يليق بالفائز ببطولة كأس العالم العالم لأقل من 20 سنة، حيث احتشد آلاف المواطنين على طول شارع محمد الخامس، بالعاصمة الرباط، منتظرين مرور الحافلة المكشوفة التي أقلت أبطال العالم إلى القصر الملكي، في مشهد يعطي للوطنية عنواناً مميزاً ووجها مغايراً للتلاحم الشعبي والفرح المغربي.

وأكد مراقبون أن الفرح الذي عاشه المغاربة عشية اليوم يؤكد أن الإنجازات الرياضية لم تعد مجرد لحظات فرح جماهيري، بل تحولت إلى تعبير عميق عن روح وطنية متجددة، مبرزين أن كل فوز مغربي في المحافل الدولية يعكس تماسك الهوية الوطنية وثقة المواطن في بلده.

وتابعت المصادر نفسها أن الرياضة أصبحت وسيلة لإبراز صورة المغرب كدولة تجمع بين الحداثة والاعتزاز بالأصول، بين التفتح والانتماء، بحيث أنه من خلال المنتخبات الوطنية، يتجلى الانصهار بين العرش والشعب، بين القيادة التي تؤمن بالإنجاز والشعب الذي يحتضن الفخر الوطني.

الرياضة منارة للدبلوماسية ناعمة

ومن جانب آخر، سجل المراقبون أن الرياضة أصبحت اليوم أحد أهم أدوات الدبلوماسية الحديثة، والمغرب استثمرها بذكاء واستبصار، مسجلين أنه بفضل التوجه الملكي السامي، تحولت الرياضة إلى جسر للتواصل الدولي، والتقارب الثقافي، وتعزيز الروابط الإفريقية والعربية.

وأضافت المصادر عينها أن كل إنجاز رياضي مغربي في الخارج يفتح أمام المملكة مساحات جديدة للتقدير والاحترام الدولي، ويعزز مكانتها كقوة استقرار وريادة، لافتين إلى أن المشاركة المغربية المشرفة في البطولات الكبرى تعكس وجه المغرب المنفتح، والمبدع، وهي صورة تتجاوز السياسة لتلامس وجدان الشعوب.

ومن جانب آخر، أورد محللون أن البعد الإفريقي يشكل ركيزة أساسية في السياسة الخارجية للمغرب، والرياضة أصبحت واجهة ملموسة لهذا الخيار الاستراتيجي، مبرزين أن حضور المغرب في الرياضة الإفريقية يعكس التزامه بالوحدة، والتضامن، وتقاسم الخبرات مع بلدان القارة.

وعبر دعم البنيات الرياضية، واستقبال اللاعبين الأفارقة في الأكاديميات المغربية، تورد المصادر ذاتها أن المملكة تكرس قيادتها الهادئة في إفريقيا، مشددين على أن النجاح المغربي لا يترجم فقط بالألقاب، بل أيضا بالتأثير الإيجابي في المشهد الرياضي الإفريقي من حيث التنظيم والتكوين والمواكبة، فالمغرب لا يكتفي بالفوز بالكؤوس، بل يزرع في إفريقيا ثقافة النجاح المشترك.

الرياضة رافعة لصورة المغرب الحديثة

وعن عوائد الإنجازات الرياضة على صورة المغرب، خاصة في فئة الشباب، سجل مراقبون أنه عبر الرياضة، يقدم المغرب نفسه للعالم كبلد شبابي، دينامي، ومتجدد الهوية، مشيرين إلى أن الملاعب، والأكاديميات، والتنظيمات الكبرى، والمواهب الصاعدة كلها تعكس تحول المغرب إلى قوة حديثة تعرف كيف تستثمر في طاقاتها.

وأوضحت المصادر عينها أن الرياضة باتت جزءا من الدبلوماسية الرمزية للمغرب، إذ تظهر وجهه المشرق وتبرز قدرته على الإنجاز في إطار من القيم والانضباط. وتساهم الصور التي تُنقل من خلال التظاهرات الرياضية في ترسيخ صورة المغرب كبلد الأمن والتنظيم والحداثة. وفي زمن الدبلوماسية عبر الصورة، صار الملعب أفضل منصة لتعريف العالم بمغرب الثقة والإنجاز.

الإنجازات تقوي الروابط بين الجاليات المغربية والعالم

تلعب الجاليات المغربية بالخارج دورا مهما في تحويل الانتصارات الرياضية إلى مناسبات وطنية عابرة للحدود، وفق مراقبين، فاحتفالات المغاربة في باريس ومدريد ومونتريال وبروكسل عقب كل إنجاز وطني تجسد الهوية المغربية الجامعة التي تتجاوز الجغرافيا.

وأشار المتحدثون ذاتهم أن الرياضة تعيد بذلك وصل الأجيال المهاجرة بجذورها، وتكرس دبلوماسية وجدانية فريدة تمارس بالمشاعر لا بالمذكرات الرسمية. هذا الحضور الشعبي الخارجي يعكس قوة التأثير المغربي في الرأي العام الدولي، ويحول كل مباراة إلى سفارة متنقلة للمملكة. فكل هدف مغربي يسجل في الخارج، هو رسالة حب من الوطن إلى أبنائه في العالم.

دبلوماسية التظاهرات الكبرى

وأوضح محللون أن احتضان المغرب لبطولات قارية ودولية، مثل كأس العالم للأندية وكأس إفريقيا وكأس العالم، يؤكد ثقة المجتمع الدولي في قدراته التنظيمية. فهذه التظاهرات لا تروج للرياضة فقط، بل تبرز أيضا مؤهلات المغرب السياحية والثقافية والبشرية.

وعبر هذا الحضور المتكرر في الواجهة الدولية، تضيف المصادر ذاتها أن المغرب يثبت أنه شريك موثوق وجدير بالاحترام الدولي. وهكذا تصبح كل بطولة تنظم على التراب المغربي منصة دبلوماسية لتقوية العلاقات الدولية وتعزيز إشعاع المملكة، إذ يضيف كل حدث رياضي عالمي يحتضنه المغرب صفحة جديدة إلى كتاب الثقة الدولية فيه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News