أمن وعدالة

النيابة العامة تكشف تفاصيل تحريات “الحادث الغامض” لسيون أسيدون

النيابة العامة تكشف تفاصيل تحريات “الحادث الغامض” لسيون أسيدون

كشف الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء عن ملابسات ما وصفته هيئات سياسية وحقوقية مغربية بـ”الحادث الغامض” الذي تعرض له الناشط المغربي اليهودي المناهض للصهيونية، سيون أسيدون، الأسبوع الماضي في بيته بالمحمدية، وأدخله في حالة غيبوبة.

وأوضح الوكيل العام للملك، في بلاغ توصلت “مدار21” بنسخة منه، أن شخصين تقدما أمام مصالح الشرطة بتاريخ 11 غشت 2025، وأفادا بأن مشغلهما “سيون شمعون حريم بروخ أسدون” تغيب عن العمل وانقطع الاتصال به هاتفيا، ولما توجها إلى منزله، تعذر عليهما ربط الاتصال به، ولاحظا أن سيارته مركونة أمام باب المنزل.

وأبرز أن عناصر الشرطة القضائية تنقلت على إثر ذلك إلى منزل المعني بالأمر، فتبين أن بابه مقفل، وبعد فتحه بالاستعانة بمختص، تمت معاينة مجموعة من الأدوات بحديقة مسكنه عبارة عن سلم، ومنشار، ومعول، ومقص، مع وجود بقايا أعشاب مقصوصة وآثار تشذيب على الأشجار.

وداخل الطابق الأرضي، يسترسل بلاغ الوكيل العام للملك، وُجد المعني بالأمر فوق أريكة مغمى عليه، وتبين أنه ما يزال على قيد الحياة من خلال حركات تنفسه، حيث تم نقله على الفور إلى المستشفى.

وأسفرت تحريات داخل المنزل ومحيطه عن العثور على مجموعة من أغراضه الشخصية، من بينها هاتفه وزوج نعل عليه آثار عشب، إضافة إلى مفاتيح وحاسوبين محمولين، فضلا عن مجموعة من الأغراض والكتب الموضوعة بشكل مرتب، دون أن تظهر أي آثار اقتحام أو بعثرة.

وأكد المصدر ذاته أنه تمت معاينة كاميرا مراقبة مثبتة بالمنزل الموجودة في نهاية الزقاق، الذي يبعد بحوالي 300 متر عن منزل المعني بالأمر، وبعد استقراء تسجيلاتها، تبين أنه “بتاريخ 09/08/2025 في الساعة العاشرة و36 دقيقة صباحا، حضر المعني بالأمر على متن سيارته، وبعد أن ركنها بالجهة المقابلة لباب منزله، ترجل منها بمفرده وتوجه مباشرة إلى الباب، وهو يرتدي نفس الملابس التي كان يرتديها خلال واقعة العثور عليه مغمىً عليه داخل مسكنه”.

وأظهر تتبع تسجيلات الكاميرا زمنيا إلى غاية حضور المبلغين وعناصر الشرطة بتاريخ 11 غشت 2025، أن السيارة ظلت مركونة بمكانها ولم يتم رصد أي استعمال لها منذ ساعة ركنها، يضيف وكيل الملك، موضحا أنه “تم رفع عدة عينات وآثار بيولوجية من مختلف الأدوات المذكورة، وكذا من مرافق وتجهيزات المنزل، بغية استغلال البصمات والعينات البيولوجية العالقة غير المرئية بالعين المجردة، حيث أظهرت النتائج وجود بصمات المعني بالأمر فقط”.

وكشف أنه تم أيضا الاستماع إلى شخص يشتغل بناءً بالمنزل المجاور، حيث أفاد أنه “شاهد المعني بالأمر يوم السبت حوالي الساعة الثانية بعد الزوال وهو فوق سلم بصدد تشذيب وتقليم أغصان الأشجار، وأنه غادر حوالي الساعة الخامسة مساء تاركا إياه منهمكا في العملية، وأنه عند التحاقه بعمله صباح اليوم الموالي (الأحد 10/08/2025) شاهد السلم فوق قصاصات الأعشاب”.

وأشار إلى أنه تم الاستماع إلى مالك المنزل المجاور لمسكن المعني بالأمر، حيث أفاد بأنه سبق أن طلب منه تشذيب نبات حديقته، فتم الاتفاق على إنجاز ذلك يوم السبت، وأكد أنه فعلاً شاهده يقوم بذلك العمل في اليوم المذكور”.

وأكد الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء أن الأبحاث ما تزال جارية في هذه القضية، وسيتم ترتيب الآثار القانونية المناسبة فور انتهائها.

وكان أسيدون، أحد مؤسسي “الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع”، قد نقل على عجل إلى مصحة في المحمدية بعد العثور عليه مغميا عليه، وخضع لعملية جراحية مستعجلة على الدماغ، وبعد تدهور حالته الصحية، نقل إلى مصحة أخرى في الدار البيضاء، حيث ما يزال بالعناية المركزة في حالة حرجة.

الأحد الماضي، دعا الحزب الاشتراكي الموحد النيابة العامة إلى فتح تحقيق حول الحادث، معبرا عن قلقه إزاء الحالة الصحية الحرجة لأسيدون.

ونوه بلاغ للحزب بمسار أسيدون النضالي الحافل، واصفا إياه بـ”الرجل الوطني” و”رمز القضية الفلسطينية بالمغرب”، مذكرا باعتقاله خلال مرحلة “سنوات الجمر والرصاص”، حيث أمضى 12 سنة في السجون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News