26% من المقاولين الذاتيين نساء والسكوري يكشف حصيلة الريادة النسائية
سجل يونس السكوري بأن وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات تولي أهمية كبيرة لريادة الأعمال النسائية، إذ تعتبرها ركيزة أساسية لتعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة وتقليص الفجوة بين الجنسين، للإسهام في خلق فرص عمل جديدة، وتعزيز الابتكار ودعم التنمية المستدامة، عبر تمكين النساء من تأسيس مشاريعهِن الخاصة حتى تتاح لهن الفرصة للمشاركة الفعالة في الاقتصاد الوطني، مما يؤدي إلى تحسين مستوى معيشتِهِن وتعزيز استقلاليتِهِن المالية.
وأكد المسؤول الحكومي التزام الوزارة بتقديم الدعم والمساندة للنساء الراغبات في دخول مجال ريادة الأعمال، من خلال برامج ومبادرات تهدف إلى تطوير مهاراتهن وتسهيل وصولهن إلى الموارد اللازمة لنجاح مشاريعهِن، من بينها جائزة ريادة الأعمال والابتكار “أنا مقاول”، الهادفة إلى تحفيز روح المبادرة في مختلف مناطق المغرب من خلال تكريم المشاريع الأكثر نجاحًا.
وأشار وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات إلى أنه قد أُقيم أول حفل لتوزيع جوائز “أنا مقاول” في دجنبر 2023، بهدف تعزيز المشاريع ذات القيمة المضافة في المناطق المتضررة من زلزال 8 شتنبر 2023، مع التركيز على ثلاث فئات: “أنا مقاول”، “فئة النساء”، و”فئة رواد الأعمال من ذوي الاحتياجات الخاصة”.
واعتبر الوزير في جواب له على سؤال كتابي وجهه النائب إدريس السنتيسي، عن الفريق الحركي، تدور رحاه حول” آليات تشجيع النساء على إحداث المقاولات”، أن هذه الجائزة المخصصة للنساء تبرز أهمية تعزيز ريادة الأعمال النسائية، مع السعي لزيادة الوعي العام بهذه القضايا، وتهدف إلى تكريم النساء الرائدات في مجال الأعمال والمساهمة في مكافحة الصور النمطية المرتبطة بريادة الأعمال، وإظهار أن هذا المسار مفتوح للجميع.
وقال في جوابه، الذي اطلعت عليه جريدة “مدار21” الإلكترونية إن المقاول الذاتي، الذي يعد إطارًا قانونيًا خاصًا يسمح لأي شخص بإنشاء وإدارة نشاطه الريادي بسهولة مع إجراءات إدارية مبسطة وتكاليف اجتماعية وضريبية مخفضة، يوفر مرونة وسهولة تشجع على نمو ريادة الأعمال لدى كل من الرجال والنساء.
وأشار إلى أن المقاول الذاتي يقدم عدة مزايا تشجع بشكل خاص ريادة الأعمال النسائية، إذ يوفر مرونة كبيرة في إدارة وتنظيم النشاط، مما يسمح للنساء الرائدات بالتوفيق بسهولة أكبر بين حياتهن المهنية ومسؤولياتِهِن العائلية، وبالإضافة إلى ذلك، تجعل الإجراءات الإدارية المبسطة والتكاليف الاجتماعية والضريبية المخفضة ريادة الأعمال أكثر سهولة للنساء، مما يمكنهن من الدخول في مغامرة ريادة الأعمال مع تقليل القيود المالية والإدارية.
وأورد وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، أن نظام المقاول الذاتي يوفر أيضًا إمكانية اختبار نشاط ما دون تحمل مخاطر مالية كبيرة، مما يشجع النساء على الدخول في ريادة الأعمال من خلال توفير الأمان والمرونة المالية.
وأفاد المسؤول أن هذا النظام يسمح للنساء بتطوير استقلاليتِهِن المهنية وتقدير مهاراتهن وإبداعهن في إطار ريادي، مما يعزز تمكينِهِن الاقتصادي ومساهمتِهِن في الاقتصاد الوطني، وقد بلغ إجمالي عدد المقاولين الذاتيين النشطين 400,010 من بينهم 26% نساء.
وكشف أن برنامج دعم التشغيل الذاتي في سنة 2024 تمت مواكبة 2,304 نساء، الشيء الذي أثمر إنشاء 525 مقاولة صغيرة جدًا أو أنشطة مدرة للدخل للنساء، مؤكداً أن برنامج “من أجلك”، الذي يهدف إلى تعزيز القدرات الاقتصادية للنساء في المغرب من جميع الفئات، يتضمن توعيتين بروح ريادة الأعمال، وتقديم التدريب والمرافقة المناسبة، ودعم إنشاء وتطوير العديد من المشاريع النسائية.
ومنذ انطلاقه، وبحسب ما جاء في جواب السكوري، أبرز هذا البرنامج الدور الحاسم للعوائق الاجتماعية والثقافية في الحد من ريادة الأعمال النسائية، ووعيًا بهذا التحدي اختار البرنامج التعاون مع الجهات الفاعلة في المجتمع المدني نظرًا لقربها الجغرافي والثقافي من الفئة المستهدفة، بهدف التغلب على العوائق الاجتماعية والثقافية والصور النمطية القائمة على النوع الاجتماعي.
في هذا السياق، قال السكوري إنه تم تنظيم جلسات تدريبية تم تطويرها بالتعاون مع مختلف الجهات الفاعلة من القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، كان الهدف منها تزويد المشاركين بالمهارات والممارسات الجيدة اللازمة للدفاع عن قضايا النوع الاجتماعي.
وبين أنه تم التركيز بشكل خاص خلال هذه التكوينات على تطوير نهج فعال لتحديد ومعالجة الصور النمطية القائمة على النوع الاجتماعي، مما يعزز الوعي والمناصرة ذات الصلة بقضايا النوع الاجتماعي، لافتًا إلى أن هذا البرنامج مكّن خلال سنة 2024 من إحداث 754 مقاولة نسائية، وخلق 1,745 منصب شغل، ومواكبة 17,101 امرأة من فئة “NEET”.
كما ذكر برنامج “وغيرة”، الذي أطلقته وزارة الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات بالشراكة مع التعاون الإسباني، ومنظمة العمل الدولية، والاتحاد الأوروبي، مبينا أن هدفه مواكبة تجربة النساء العاملات الموسميات في إسبانيا مع تدريبين لتمكينِهِن، وعودتين إلى المغرب لإطلاق أنشطة مهنية تساهم في تنمية اجتماعية واقتصادية.
