مجتمع

“الأوتوستوب” في زمن الغلاء.. بين الضرورة وتهديدات السلامة الشخصية

“الأوتوستوب” في زمن الغلاء.. بين الضرورة وتهديدات السلامة الشخصية

في ظل ارتفاع تكاليف النقل، وتزايد أسعار الحافلات والقطارات، ارتفعت ظاهرة “الأوتوستوب” في المغرب كخيار بديل لدى الشباب بالخصوص.

ورغم أن هذه الظاهرة تعبر عن صور التضامن المجتمعي، فهناك سائقون اعتادوا التوقف لمساعدة الشباب فقط بدافع إنساني لا غير لكنها ليست آمنة دائما، في ظل غياب أي تأطير قانوني ينظمها.

ياسين، واحد من الشباب الذي يعتمدون على “الأوتوستوب” في تنقلاتهم بشكل شبه يومي، بقول في في حديث لجريدة “مدار21″ أنه لا يجد وسائل نقل متوفرة في الوقت الذي يحتاجها فيه، و”غالبا ما أضطر للوقوف في جانب الطريق ورفع يدي لأطلب توصيلة”.

وعن أسباب ذلك، يوضح صاحب الـ18 ربيعا: “أحياناً يكون السبب ماليا، خاصة بالنسبة لشخص مثلي لا يتوفر على دخل قار، وأحيانا أخرى فقط لأنني لا أريد تبذير المال على التنقل إذا كان بالإمكان الوصول بطريقة مجانية ولو فيها بعض الانتظار أو المجازفة”.

وأضاف “الأمر ليس سهلا دائما، قد تنتظر طويلا، وقد لا يتوقف لك أحد، لكنك في النهاية تتعلم الصبر وتكتشف وجوها طيبة تساعدك دون مقابل”.

ولا يقتصر الأمر على الشباب فقط، بل حتى الفتيات اللواتي تحتار فئة منهن “الأوتوستوب” وسيلة للتنقل، ورغم وعيهن بالمخاطر المحتملة، فالحاجة أحيانا تدفعهن إلى خوض هذه التجربة. بعضهن يفضل التنقل بشكل جماعي أو اختيار ساعات النهار لتفادي أي تهديد محتمل، لكن ذلك لا يلغي الشعور بعدم الأمان الذي يرافقهن.

وفي تفسيره لهذه الظاهرة، يؤكد عزيز احلوى، أستاذ باحث في الأنتروبولوجيا بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن “الأوتوستوب ظاهرة معروفة ومنتشرة في أوساط الشباب، وهي ظاهرة صحية لكون الشباب ليس لديهم إمكانية مادية لركوب وسائل التنقل الجماعي”.

وأشار الأستاذ الجامعي في تصريح لجريدة “مدار21” إلى أن “المسألة ليست اقتصادية مضحة، ولكنها نمط حياة، حيث هناك نزعة فلسفية بين الشباب، إذ يجب التشارك في سائل التنقل الفردية، خصوصا السيارات”.

وأضاف أن هناك مجموعة من الظواهر التي لا يشملها القانون متداولة اليوم بين المواطنين، في إشارة منه أيضا إلى النقل عبر التطبيقات، موضحا “أنها تتعلق بعلاقات المواطنين بالمواطنين وبالتالي فهي شبكات من التكافل الاجتماعي والتعاون ونوع من التضامن والتكافل”.

وشدد احلوى على ضرورة مشاركة شخصين أو أكثر في التنقل بـ”الأوتوستوب” لتفادي أي مخاطر، مسجلا أنه “في بعض الأحيان يمكن أداء ثمن رمزي للمساهمة في نفقات التنقل، وأحيانا لا يؤدي أي ثمن”.

ويرى أستاذ الأنتروبولوجيا أن ظاهرة “الأوتوستوب” في المغرب “ارتفعت بشكل كبير”، مبرزا أن “هناك من يتفهم هذا الأمر من السائقين فيقف لإيصال شاب أو شابين في طريقه، خصوصا أن شباب “الأوتوستوب” معروفون بحمل امتعتهم على الظهر، كما أن هناك دلالات رمزية للتعريف بالشخص الذي يرغب في التنقل”.

يشكل “الأمر “الأوتوستوب” خطرا فقط في حال كانت المجموعة مكونة من فتيات فقط، يؤكد احلوى، “لأنهن أكثر عرضة للتحرش أو الاعتداء، لذلك نلاحظ أن المجموعات في الطريق غالبًا ما تتكوّن من شخصين أو ثلاثة، وغالبًا ما يكون هناك اختلاط بين الجنسين لتفادي هذا المشكل”.

وأوضح الأستاذ الباحث في الأنتروبولوجيا بجامعة محمد الخامس بالرباط أن “هذه الظاهرة صحية ومعروفة ومألوفة، وهي إحدى وسائل التنقل لدى الشباب، وعلى المستوى الأمني فالمسألة لا تشكل خطرا، وهؤلاء الشباب لا يشكلون خطرا على السائق لأن هدفهم هو التنقل فقط”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News