جهويات

بعد مسيرة حركت “المياه الراكدة”.. ماذا تحقق لساكنة آيت بوكماز؟

بعد مسيرة حركت “المياه الراكدة”.. ماذا تحقق لساكنة آيت بوكماز؟

مرت عشرة أيام على مسيرة “الكرامة” التي خاضها مئات المواطنين من دواوير آيت بوكماز صوب عمالة إقليم أزيلال، احتجاجًا على واقع التهميش والمطالبة بخدمات أساسية طال انتظارها.

اليوم، وبعد تعهد السلطات الإقليمية بالتجاوب مع المطالب، بدأت تظهر أولى بوادر التفاعل على أرض الواقع، في انتظار استكمال تنفيذ الالتزامات الكبرى.

في تصريح خص به جريدة “مدار21″، أكد خالد تيكوكين، رئيس جماعة آيت بوكماز، أن المسيرة شكلت منعطفًا هامًا في علاقة الساكنة بالسلطات، مشيرًا إلى أن بعض المطالب بدأت تعرف طريقها نحو التحقيق، إذ التحق الطبيب بالمركز الصحي وشرعت شركة الاتصالات في الاشتغال، وذلك مباشرة بعد المسيرة.

وأوضح أن صعوبة التضاريس وغياب وسائل النقل الكافية تفرض نقل المواد والمعدات على ظهور الحمير، ما يعكس حجم التحديات اللوجستية بالمنطقة.

وفي ما يتعلق بالطريق الجهوية 302، التي تُعد من أبرز المطالب، أشار تيكوكين إلى أن الجماعة لا تزال تنتظر مستجدات الملف، شأنها في ذلك شأن مشروع الحماية من الفيضانات، مؤكدًا أن هذه الأوراش تحتاج إلى صفقات ودراسات تقنية معمقة ولا يمكن إنجازها في وقت وجيز.

وعن مطلب إنجاز ملعب رياضي، أوضح المسؤول الجماعي أن لجنة من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة زارت الجماعة واختير العقار وتم الاتفاق على تصميم ملعب يتضمن حلبة للعدو الريفي، تماشيا مع طبيعة المنطقة الجبلية التي يمكن أن تفرز أبطالا في هذه الرياضة.

غير أن الجماعة، يؤكد رئيس جماعة “الهضبة السعيدة”، لم تتوصل إلى حدود الساعة بأي معطيات رسمية تؤكد الشروع في التنفيذ.

وبخصوص التواصل مع السلطات، لمح تيكوكين إلى إمكانية عقد اجتماعات مرتقبة مع المسؤولين، مؤكدا أن المبادرة في يد السلطة الإقليمية التي “تعرف التوقيت المناسب”.

كما وجه رسالة شكر لكل المغاربة الذين ساندوا مطالب ساكنة آيت بوكماز، قائلا: “رغم أنها كانت محنة، إلا أنها كانت منحة أيضا.. وكانت نموذجا لاحتجاج راقٍ يطالب بحق مشروع”.

وكانت ساكنة عدد من دواوير آيت بوكماز قد خرجت في “مسيرة الكرامة” يوم 10 يوليوز الجاري، متجهة نحو مدينة أزيلال، بعدما باءت نداءات سابقة بالفشل في حل مشاكلها المستعجلة.

المسيرة، التي انطلقت على الأقدام، وُوجهت بمنع عربات المحتجين من المرور، ما دفعهم إلى استخدام المسالك الجبلية والمبيت في قرية آيت امحمد، قبل استئناف السير صباح اليوم الموالي.

واستقبل عامل إقليم أزيلال ممثلي الساكنة، حيث استمع إلى مطالبهم وتعهد بالتفاعل الإيجابي معها، وهو ما دفع الساكنة إلى تعليق المسيرة واستحضار “صوت العقل”، كما جاء في بيان اللجنة الإعلامية للحراك.

وإلى جانب مطالب الصحة والاتصالات، تطالب الساكنة أيضا بإصلاح الطريقين 302 و317، وتوفير النقل المدرسي لمحاربة الهدر، والنهوض بالبنية التحتية بما يتناسب مع المؤهلات السياحية والبيئية التي تزخر بها المنطقة.

وبين ما تحقق وما هو قيد الانتظار، تظل ساكنة آيت بوكماز متشبثة بمطالبها وماضية في تعبئتها السلمية، في انتظار ترجمة التعهدات إلى واقع ملموس يضع حدًا لسنوات من التهميش.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News