مخاوف من تهديد “زيز الحصاد” للمحاصيل الفلاحية ومطالب بتدخل الوزارة

تشهد عدد من المناطق الفلاحية في المغرب خلال الفترة الأخيرة انتشارًا غير معتاد لحشرة تُعرف بـ”زيز الحصاد” (Cicada)، وهي ظاهرة باتت تُثير قلقًا متزايدًا في أوساط الفلاحين، خصوصًا في ظل هشاشة المنظومة الزراعية الوطنية أمام التغيرات المناخية المتسارعة.
ويُعد “زيز الحصاد” من الحشرات المعروفة بسلوكها الدوري والانتشاري، حيث يخرج بأعداد كبيرة في فترات معينة، ويتغذى على عصارة النباتات، ما يؤدي إلى إضعاف المحاصيل الزراعية، خاصة الحبوب والخضر الموسمية.
ويؤثر انتشار هذه الحشرة بشكل مباشر على مردودية الأراضي، كما قد يتسبب في اضطراب التوازن البيئي داخل المنظومات الزراعية، وفق ما يُجمع عليه عدد من المختصين.
في هذا السياق، نبهت البرلمانية مريم وحساة عن فريق التقدم والاشتراكية إلى خطورة الظاهرة، خصوصًا في مناطق من إقليم بني ملال، وذلك بعدما أكد عدد من الفلاحين أن المعاينات الميدانية أظهرت تكاثرًا غير مسبوق لهذه الحشرة، وما ترتب عن ذلك من ضعف في الإنتاج الزراعي وتهديد للموسم الفلاحي الحالي.
ووجهت النائبة سؤالًا إلى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، تساءلت فيه عن الإجراءات الاستعجالية التي تعتزم الوزارة اتخاذها للحد من انتشار حشرة زيز الحصاد، والوقاية من الأضرار التي تسببها.
كما طالبت النائبة البرلمانية، في سؤالها الذي اطلعت عليه جريدة “مدار21” الإلكترونية بالكشف عن مدى وجود برامج للتوعية والمواكبة لفائدة الفلاحين لتمكينهم من التعامل بفعالية مع هذا النوع من الآفات.
ومن بين النقاط التي أثارتها البرلمانية أيضًا، إمكانية تخصيص دعم تقني أو مادي للفلاحين المتضررين، خاصة في المناطق التي تعاني من هشاشة مناخية وفلاحية، مما يجعلها أكثر عرضة لتأثيرات الظواهر البيولوجية الاستثنائية.
ويأتي هذا التنبيه في وقت تواجه فيه الزراعة المغربية تحديات هيكلية مرتبطة بالتغيرات المناخية، ونُذُر الجفاف المتكررة، وتزايد الآفات الزراعية، مما يستدعي استجابة سريعة ومنسقة من مختلف المتدخلين، لضمان استقرار القطاع الفلاحي وحماية سُبل عيش آلاف الأسر التي تعتمد عليه.