بعد خطاب الملك محمد السادس.. وزير الخارجية الإسباني “يغازل” المغرب

قال وزير الشؤون الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إن بلاده تعتبر المغرب “دولة أساسية” لاستقرار منطقة البحر الأبيض المتوسط.

وأوضح مانويل ألباريس في مقابلة مع الصحيفة الأسبانية “دياريو دي إشبيلية”، الأحد أن “المغرب بلد أساسي لاستقرار البحر الأبيض المتوسط ​​بأسره” .

وأضاف الدبلوماسي الإسباني “لدينا شراكة استراتيجية مع المغرب”، مؤكدا استعداد بلاده لتعزيز العلاقات مع المغرب.

و تابع “كلانا نريد علاقة تقوم على نفس الركائز، وهي الثقة والمنفعة المتبادلة والاحترام المتبادل. مشددا على أنها ليست “إجراءات أحادية.. وإسبانيا مستعدة لفتح مرحلة جديدة في علاقتها مع المغرب”.

وعن أزمة المهاجرين، قال ألباريس “هذا الصيف، تعاون المغرب بشكل كامل”.

وتحدث الدبلوماسي الإسباني عن “علاقة صحية” بين مدريد والرباط على الرغم من القضايا “العالقة” وغير المحلولة، مقرا بأن المغرب يتعاون في مختلف المجالات الحساسة، بما في ذلك مجال الهجرة غير الشرعية.

وفي إشارة إلى الصراع الجزائري المغربي، شدد الوزير الإسباني على أن التوترات المتزايدة بين الشريكين الاستراتيجيين لإسبانيا تقلق مدريد.

وصرح :”إنه أمر لا نحبه. لأنهما شريكان أساسيان لإسبانيا، و أيضا للاتحاد الأوروبي. وفوق كل شيء نتشارك معهم البحر المتوسط ​”.

وتأتي تصريحات وزير الخارجية الإسباني قبل اجتماع الاتحاد من أجل المتوسط ​​الذي سيعقد في برشلونة يومي 28 و 29 نونبر الجاري.

وتحدث جوزيه بشكل قاطع عن أهمية الحوار الإقليمي، مؤكدا أن التوترات الجزائرية المغربية ستدرج في المناقشات للعمل “لصالح حسن الجوار والتعاون” والازدهار الإقليمي في البحر الأبيض المتوسط.

وكانت صحيفة “إل باييس” الإسبانية، قد أشارت أن الخطاب الأخير للملك محمد السادس، كان مقلقا لوزارة الخارجية الإسبانية، “ليس لمضمونه بل للنبرة التي ألقي بها”.

وأوضحت الصحيفة أن المسؤولين الإسبان، وخلال الخطاب الذي جاء بمناسبة إحياء الذكرى السادسة والأربعين للمسيرة الخضراء، التي جعلت الإسبان ينسحبون من الصحراء، تلقوا إشارات واضحة من الملك، خاصة تلك الفقرة “التي أرسل فيها تحذيرا إلى إسبانيا والاتحاد الأوروبي”.

وتنقل “إل باييس” أنه في إشارة إلى الشركاء الأوروبيين، قال الملك في خطابه “نقول لأصحاب المواقف الغامضة أو المزدوجة، بأن المغرب لن يقوم معهم، بأي خطوة اقتصادية أو تجارية، لا تشمل الصحراء المغربية”.

وتشير الصحيفة إلى أن ذلك يأتي بعد إلغاء محكمة أوروبية اتفاقيتين بين الاتحاد الأوروبي والمغرب، لكونهما تشملان منتجات مصدرها الصحراء، مبرزة أن أكثر عبارة مقلقة كانت “ننتظر من شركائنا مواقف أكثر جرأة ووضوحا، بخصوص قضية الصحراء”.

واعتبرت “إل بايييس” أن استمرار “جمود” العلاقات الإسبانية المغربية، بعد الخطاب الملكي في غشت الفارط، وحديث الملك عن استعداده لبدء مرحلة غير مسبوقة مع أسبانيا في العلاقات، “يزيد من تأزم الوضعية”، خاصة عقب قرار الجزائر إغلاق خط الغاز المار عبر المغرب.

يذكر أن أزمة اندلعت بين المغرب وإسبانيا، عقب استضافة إسبانيا زعيم جبهة بوليساريو إبراهيم غالي للعلاج في أبريل “لأسباب إنسانية”، الأمر الذي اعتبرته الرباط “مخالفا لمبادئ حسن الجوار”، مؤكدة أن غالي دخل إسبانيا من الجزائر “بوثائق مزوّرة وهوية منتحلة.”