دين وحياة

تدنيس مسجد يثير غضب مُسلمِي فرنسا ومطالب بتقديم المُعتدين للعدالة

تدنيس مسجد يثير غضب مُسلمِي فرنسا ومطالب بتقديم المُعتدين للعدالة

لم تستسغ الجالية المغربية المقيمة بفرنسا، بشكل خاص، ومسلمو فرنسا، بشكل عام، إقدام أطراف غير معروفة، إلى حدود اللحظة، بتدنيس مسجد للمسلمين ببلدية “لوبيتال”، نهاية الأسبوع الماضي، وتخريب مرافقه التي لازالت لم تنته فيه أشغال الإصلاح والصيانة، مطالبين بتحديد هوية المعتدين على هذا المرفق الخاص بالمسلمين وتقديمهم للعدالة.

وتعود تفاصيل هذه الواقعة إلى تفاجئ مسلمي بلدية “لوبيتال” بأعمال تخريب واسعة للمسجد الواقع في نفوذها الترابي قبيل أسابيع من انتهاء أعمال الصيانة والإصلاح التي بدأت منذ أشهر، وعودة المسلمين لأداء عباداتهم المعتادة بشكل طبيعي وفي فضاء أفضل من الوضعية التي كان عليها المسجد من قبل.

المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية دخل على خط حدث تدنيس مسجد المستشفى، حيث وصفه بلاغ صحفي على أنه عمل بغيض ومعادٍ للإسلام، معرباً عن استيائه العميق وإدانته بأشد العبارات التدنيس الذي طال المسجد الواقع في بلدية لوبيتال (موزيل – 57)، والذي حدث يوم الأحد 25 مايو 2025.

وأوضح بلاغ الجمعية المهتمة بقضايا مسلمي فرنسا أن المسؤولين عن هذا المسجد ورواده تفاجؤوا صباح ذلك اليوم (الأحد)، أن مكان العبادة قد تعرض للنهب والتدنيس بالكامل، مشيراً إلى أن “هذا الاعتداء البغيض على المسجد يأتي بعد إغلاقه منذ عدة أشهر بسبب أعمال الصيانة والتأهيل”.

وفي تفاصيل الجريمة النكراء، على حد وصف المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، فقد تم استهداف مكان العبادة بعمل جبان وعنيف غير مسبوق، لافتاً إلى أنه تم كسر الباب، وتهشيم الأثاث، وتمزيق نسخ من القرآن الكريم وتدنيسها ثم إلقاؤها على الأرض.

وفي معطى خطير كسف عنه المجلس، أشار إلى أن أعمال التدنيس لم تتوقف عند حد التخريب والتدنيس بل تجاوزتها لإقدام المعتدين على تغطية الجدران بالصلبان المعقوفة (رمز النازية) بالإضافة إلى الكتابات العنصرية والمعادية للإسلام (الإسلاموفوبيا). 

وأورد المجلس الذي لطالما عُرف بدفاعه عن ممارسة مسلمي الجمهورية الفرنسية لطقوسهم الدينية دون مضايقات أو تحرشات أن هذا الهجوم الحقير يشكل هجوماً خطيرا ليس فقط على مكان مقدس لدى المسلمين، بل أيضا على المبادئ الأساسية للجمهورية الفرنسية، بما في ذلك حرية العبادة. 

وسجل المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية تضامنه المطلق مع مسؤولي مسجد لوبيتال ومرتاديه من المصلين والمؤمنين، مستدركا أنه أمام هذا التضامن الواسع فإنه يطالب رئيس البلدية بالقيام بالإجراءات اللازمة لتأمين وحماية المسجد، وتسريع أشغال تأهيله وإعادة افتتاحه في وجه المصلين في أقرب وقت ممكن.

وحثَّ المجلس عينه السلطات الفرنسية المختصة على تسليط الضوء بشكل كامل على هذه الجريمة الشنيعة وتعبئة كل الوسائل والإمكانيات الضرورية لتحديد هوية الجناة وتقديمهم أمام العدالة على وجه السرعة، نظرا لخطورة هذا الفعل الشنيع.

وجدد المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية دعوته إلى أقصى درجات اليقظة من طرف جميع الأئمة وقيّمي المساجد، مطالباً السلطات العمومية بتعزيز تدابير الأمن والحماية حول دور العبادة حتى لا تتكرر مثل هذه الجرائم ومواجهة التزايد المثير للقلق في أعمال الإسلاموفوبيا، بما في ذلك تلك التي تستهدف أماكن العبادة الإسلامية. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News