انتقادات لـ”تجاهل” المنصوري لـ”الحوز المنكوب” في زيارتها للجنوب الشرقي

رفضت ساكنة إقليم الحوز “تجاهل” الزيارة الميدانية التي قامت بها فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، لمناطق بالجنوب الشرقي وعدم تفقدها لأحوال الدواوير المتأثرة بالهزة الأرضية العنيفة للثامن من شتنبر 2023، على الرغم من المسافة القريبة بين إقليمي ورزازات وزاكورة وإقليم الحوز.
واختارت “الوزيرة البامية” الوصية على قطاع التعمير أن تمر مباشرة إلى إقليمي ورزازات وزاكورة لزيارة عدد من المشاريع المنجزة أو التي هي في طور الإنجاز في إطار برنامج الدعم المباشر للسكن “دعم السكن”، والمتعلق ببناء ألف و121 وحدة سكنية بجهة درعة تافيلالت، منها 117 وحدة قيد الإنجاز حاليا في إقليم ورزازات.
وعلى الرغم من أهمية قيام وزيرة التعمير والإسكان بزيارات وجولات ميدانية لمختلف أقاليم المملكة لتفقد تقدم مشاريع التهيئة الحضرية والإشراف المباشر على برنامج دعم السكن في المدن والمناطق المعنية به، إلا أن ساكنة الحوز لم تستسغ “تجاهل” الوزيرة المنصوري للالتفات إليهم خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها الدواوير المنهكة بمخلفات زلزال الثامن من شتنبر.
وقبل أسابيع انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي توثق الظروف الصعبة التي تعكر معيش منكوبي الزلزال بسبب التساقطات المطرية الكثيفة وانخفاض درجات الحرارة بشكل كبير خلال شهر مارس الماضي، ما أثار جدلاً كبيراً حول عجز الحكومة على إعادة إيواء المتضررين من الزلزال وإنهاء معاناتهم.
الحسين مسحت، عضو السكرتارية الوطنية للائتلاف المدني من أجل الجبل، علق على عدم زيارة الوزيرة المنصوري لأقاليم الحوز على أنه “خوف وخجل من واقع معاش وحقيقي وتهرب من تحمل المسؤولية السياسية لفشل ورش إعادة إعمار المناطق المتضررة من زلزال الحوز”.
وأضاف المسحت، في دردرشة مع جريدة “مدار21” الإلكترونية، أنه “لا نمانع في أن تزور الوزيرة لمختلف مناطق المغرب وهي وزيرة لكل المغاربة وجميل أن تتجه لإقليم تنغير ورزازات وزاكورة فهي كلها أقاليم تستحق كل خير جراء التهميش الذي عانت منه لسنوات طويلة على غرار عدد من الأقاليم الجبلية”، مستردكا أن “الغريب في الأمر هو أن لا تفكر نفس الوزيرة في تفقد أحوال مواطنين قضى على سكنهم زلزال عنيف منذ قرابة السنتين”.
وسجل الفاعل الحقوقي المهتم بقضايا المجال الجبلي في المغرب أن “المؤسف أكثر من تجاهل هذه الزيارة الميدانية لإقليم الحوز هو أن المنصوري بالإضافة إلى مسؤوليتها الوزارية فهي مسؤولية محلية بمدينة مراكش أي أنها قريبة بشكل كبير من إقليم الحوز إلى درجة أنها إذا عطست في مراكش يُقاًل لها رحمك الله في الحوز”.
وتابع المسحت أن “مثل هذه التصرفات الصادرة عن المسؤوليين السياسيين تجعلنا نتساءل بشكل جدي إلى درجة الإزعاج، ألا يستحق إقليم الحوز المنكوب زيارة ومبادرة لتسريع وثيرة إعادة إسكان ضحايا الزلزال؟ وهل يعتبر هذا الورش، الذي قدمت فيه أعلى سلطة في البلاد توجيهاتها، من أولويات الحكومة الحالية خصوصا في ظل اقتراب الاستحقاقات الانتخابية وما نعرفه عن هذه المرحلة من براغماتية ومصلحية حزبية؟”.
وتساءل الحقوقي ذاته “لماذا لا نرى رقصة على أنغام الدقة المراكشية شبيهة باحتفال السيدة الوزيرة العمدة بمناسبة العودة المستحقة للكوكب المراكشي العريق لنوادي الصفوة وتكون المناسبة عودة جميع ضحايا زلزال الأطلس الكبير لمنازلهم بعد طول معاناة بسبب البرد والحرارة والتهميش والحگرة؟”.