اقتصاد

خبير: مَغرَبة “الشركة العامة” تُعزز سيادة المغرب البنكية

خبير: مَغرَبة “الشركة العامة” تُعزز سيادة المغرب البنكية

في قرار لا يخلو من جرأة اقتصادية، تقرر تغيير العنوان والعلامة التجارية للشركة العامة المغربية للأبناك، والتي ستتحول قريباً إلى “سهام بنك”، بعد شهور من استحواذ رجل الأعمال المغربي والوزير السابق، مولاي حفيظ العلمي، على غالبية أسهمها. وإذا كان القرار يثير تخوف مراقبين بشأن خسارة البنك علامته المميزة، وزبناءه بالتبع، فإن هذا التوجه “يعزز السيادة البنكية للمغرب” في نظر آخرين.

وفي هذا الصدد، اعتبر الخبير الاقتصادي سمير شوقي، أن اقتناء مولاي حفيظ العلمي للبنك وفصل مسمّاه عن الشركة الفرنسية الأم بعنوان مغربي 100 في المئة، بمثابة “مغرَبة للبنك وتعزيز للسيادة البنكية المغربية”.

ويرى رئيس مركز التفكير (Think Tank) “أوميغا”، أنه بعد “مصرف المغرب” (Crédit du Maroc)، والشركة العامة المغربية للأبناك سيصبح القطاع البنكي، وهو قطاع في غاية الاستراتيجية، قطاعاً مغربياً بشكل شبه حصري؛ مضيفاً أنه لم يتبقّ سوى بنك BMCI التابع لمجموعة “Paribas” الفرنسية يعد من آخر القلاع الصامدة للرأسمال الأجنبي بالبنوك المغربية “التي تنتظر عملية تجميل من أجل زواج مختلط هي الأخرى”.

وأوضح الخبير أن بصمة مغربة الشركة العامة الأبناك قد بدأت تطفو فعلياً إلى السطح، وذلك يتجلى من خلال المؤشرات الأساسية للبنك خلال الفصل الأول من سنة 2024.

وفي التفاصيل، فبعد بضعة شهور فقط من اقتناء المجموعة من طرف مولاي حفيظ العلمي ارتفعت ودائع الزبناء لدى البنك بنسبة 8,94 في المئة لتصل إلى 80,1 مليار درهم، بينما سجلت القروض زيادة بنسبة 7,9 في المئة إلى 93,9 مليار درهم.

الناتج البنكي الصافي للبنك ارتفع بدوره بنسبة 4,17 في المئة ليصل إلى 5,8 مليار درهم، يضيف المتحدث.

وأوضح شوقي أن الشهور الأولى من تسيير البنك من قبل العلمي ركزت على إعادة التنظيم وإرساء استراتيجية جديدة، و”هو ما يبشر باستمرار الزخم مستقبلاً؛ خاصة وأن نمو الشركة سيكون مدعوماً بنمو خارجي موجه نحو الأسواق الأفريقية”.

ودخلت المؤسسة البنكية “الشركة العامة” مرحلة جديدة من التحول الاستراتيجي عقب إعلان رجل الأعمال والوزير السابق، مولاي حفيظ العلمي، تغيير اسمها رسمياً إلى “سهام بنك”، في خطوة تأتي بعد استحواذ مجموعته الاستثمارية “سهام فينانس” على غالبية أسهم المؤسسة.

ومن المرتقب أن يتم الكشف قريباً عن الهوية البصرية الجديدة للبنك، التي ستواكب هذا التحول في العلامة التجارية، بما يعكس توجهاته الجديدة في السوق المصرفية المغربية.

وتضمنت الصفقة، التي بلغت قيمتها الإجمالية 8 مليارات درهم، عدداً من الفروع والشركات التابعة للمؤسسة، من بينها شركة التمويل “إيكدوم” وشركة التأمين “المغربية للحياة”، إضافة إلى 14 فرعاً آخر، ليصل عدد الكيانات التابعة لـ”سهام فينانس” إلى 16 مؤسسة.

وتعد “الشركة العامة” من بين كبريات البنوك الفرنسية العاملة في المغرب، حيث حققت في عام 2023 ناتجاً بنكياً صافياً بلغ 5.57 مليارات درهم، وهو ما يمثل أكثر من ربع نتائج المجموعة الأم في إفريقيا. كما بلغ حجم القروض التي قدمها البنك داخل السوق المغربية نحو 94.3 مليار درهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تابع آخر الأخبار من مدار21 على WhatsApp تابع آخر الأخبار من مدار21 على Google News