“شيخات أكاديمي”.. مسرحية تُنصف الشيخة المنسية في ذاكرة الفن

سلطت مسرحية “شيخات أكاديمي” في مسرح عفيفي بالجديدة، أمس الجمعة، الضوء على فئة من الفنانات المغربيات اللواتي طالهن التهميش، مستحضرة معاناة “الشيخات” الأمازيغيات ورفعة الفن الشعبي الذي قدمنه، في عمل فني يزاوج بين الأداء الدرامي والرسالة الاجتماعية لإعادة الاعتبار لفنانات قدمن الكثير وتجاهلهن التاريخ.
وفي هذا الصدد، قالت الممثلة ماجدة أزناك بطلة العمل المسرحي إن العرض يهدف إلى “إيصال صوت الفنانات الأمازيغيات اللواتي وجدن صعوبات وعانين كثيرا، خاصة الشيخات القيدومات اللواتي لم يلقين التفاتة ولم يكرمن أو يُذكرن علما أنهن رفعن علم المغرب داخل الوطن وخارجه”.
وأضافت أزناك أنها تُجسد في المسرحية دور “حادة”، وهي فنانة أمازيغية تُغني وترقص وتُبرز ملامح من التراث الأمازيغي.
وتابعت: “نتمنى أن يكون هذا العمل قد أعاد الاعتبار إلى هذه الفئة المقصية، ومنحها، ولو القليل، مما تستحقه فوق خشبة المسرح”.
وتؤكد أزناك أن “الشيخة” لطالما كانت من المحرمات اجتماعياً، ولم يكن يُسمح حتى بذكرها، رغم رمزيتها ومكانتها التاريخية، مشيرة إلى أنها كانت، في بعض الأحيان، رمزا للمقاومة، كما هو الحال مع شخصية “خربوشة”.
وأشادت بالإقبال الكبير الذي يشهده مسرح عفيفي بمدينة الجديدة في كل عرض تشارك فيه، موضحة أن جمهور المدينة معروف بولعه بـ”أبي الفنون”، وهو ما يحفّز الفنان على مزيد من العطاء، رغم الإرهاق والتزامات العمل المسرحي المتواصلة.
وترى أزناك أن المسرح يمنح الفنان توهجا خاصاً ويدفعه لتقديم أفضل ما لديه، حتى في ظل الصعوبات والانخراط في مشاريع فنية موازية تتطلب الكثير من الوقت والجهد.
بدورها مخرجة مسرحية “شيخات أكاديمي” تقول في تصريح لجريدة “مدار21” إن هذا العمل من تأليف نهاد بنعكيدة، وتنتقد مجموعة من القضايا الاجتماعية التي يعيشها المجتمع بشكل يومي.
وتتطرق المسرحية ذاتها بحسب مخرجتها إلى “الشيخة باعتبارها جزءا من التراث وتحمل رصيدا فنيا وتاريخيا في المملكة، متمنية أن يحمل الشباب الحالي المشعل الحقيقي والتراثي للفن الشعبي.
وتضيف أن هذا العمل المسرحي يخص جميع المغاربة والفنانين والمثقفين، فيما تشير بخصوص دلالة العنوان أنه جاء بشكل اعتباطي في البداية دون أن يكون ببعد، وعادة ما يتم وضع عنوانا يجذب الجمهور ويضفي لمسة على العمل الفني، بحسبها.