صاري يربح المعركة الانتخابية بكندا ويرفع شعار دحض مغالطات نزاع الصحراء

في لحظة مفصلية تجسّد قوة الإصرار والتمثيل الفعّال للجاليات المهاجرة، فاز المغربي عبد الحق صاري بمقعد في مجلس العموم الفيدرالي الكندي عن دائرة مونتريال الشمالية، خلال الانتخابات التشريعية لسنة 2025، والتي أفرزت تصدّر الحزب الليبرالي الكندي بقيادة مارك كارني بـ165 مقعداً من أصل 343، بنسبة أولية بلغت 43.5%.
صاري، المنتمي للحزب الليبرالي، تمكن من انتزاع هذا المقعد بعد منافسة شرسة، محققاً 58% من الأصوات، أي ما يعادل حوالي 21 ألف صوت، في انتصار يُعد تتويجاً لمسار شخصي وأكاديمي استثنائي لمهاجر مغربي كتب قصة نجاحه بإصرار على أرض الفرص.
من حي المحيط بمدينة الرباط، حيث نشأ وتعلم في المدرسة العمومية، إلى قبة البرلمان الكندي، يمثل عبد الحق صاري (50 عاماً) نموذجاً للمهاجر الذي جمع بين العلم والعمل المجتمعي.
فبعد حصوله على دبلوم في الهندسة المعلوماتية بفرنسا، هاجر إلى كندا سنة 2002، ليواصل تكوينه العلمي بجامعتي UQAM وÉTS بمونتريال، حيث حصل على درجات عليا.
صقل صاري تجربته الأكاديمية كأستاذ في جامعة كيبيك في مونتريال، متخصصاً في الذكاء الاقتصادي وتسيير المشاريع، مع مشاركات فعالة في تأطير الطلبة وإنجاز مشاريع تكنولوجية استراتيجية، من أبرزها أنظمة رقمية متقدمة في توزيع المحروقات.

وفي تصريح خص به جريدة “مدار21″، قال عبد الحق صاري: “كنت أتوقع الفوز، لكن في السياسة لا شيء محسوم. كل صوت مهم وكل ورقة انتخابية تُكسب بثقة الناس والعمل الميداني”، وأضاف: “رسالتي من هذا الفوز واضحة: ضع هدفك، اشتغل عليه بإصرار، وتذكر أن الصعوبات فرص متنكرة.”
كما عبّر عن شعوره بالمسؤولية حين زار مركزاً مغاربياً وشاهد الأطفال يطلبون التقاط صور معه: “أحسست أنهم يرون أنفسهم فيّ.. وأنهم يحلمون بأن يكونوا وزراء أو برلمانيين مستقبلاً. هذا هو التمثيل الحقيقي.”
وأكد أن دور المهاجرين لا يقتصر على الاندماج فقط، بل يتجاوز إلى التأثير والمشاركة في صنع القرار: “يجب أن نأخذ مكاننا في كل القطاعات، السياسية والاقتصادية والثقافية، لأن هذه البلاد قراراتها تؤثر في حياتنا اليومية.”
وعن موقفه من القضايا الوطنية ودور الجالية المغربية في نقلها لذوي القرار في بلدان المهجر، قال: “قضية الصحراء المغربية ستبقى في وجدان كل مغربي، ونحن لا نمارس الضغط السياسي هنا، بل نسعى لتصحيح المغالطات وتقديم المعلومات الحقيقية للذين يصنعون القرار.”
وفي ختام حديثه للجريدة، وجه صاري رسالة للمغاربة في المهجر: “لا يجب أن يكون هناك عبد الحق صاري واحد، بل كثيرون. كل منا قادر أن يصنع تأثيره إذا آمن بقدراته وسعى لتحقيق هدفه.”
