مسؤولة تدعو للاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتحسين توزيع المياه وتقليل الفاقد بالمغرب
أكدت مديرة قطب الفلاحة الرقمية بوزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، لبنى المنصوري، على أهمية تحضير الأسس قبل تطبيق الذكاء الاصطناعي في أي مجال، موضحةً أن ذلك يتطلب إعداد العمليات وتنظيم البيانات بشكل دقيق. ودعت إلى الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتحسين توزيع المياه في المملكة وتقليل الفاقد منها.
وأوضحت المنصوري، الخبيرة في الفلاحة الرقمية والذكاء الاصطناعي، أن هذه التكنولوجيا تحتاج إلى تجهيزات مناسبة، خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية، لضمان الحصول على نتائج فعّالة. من خلال تحضير هذه الأسس، يصبح بالإمكان تطبيق الذكاء الاصطناعي بشكل أكثر دقة وفاعلية.
كما أشارت المنصوري إلى أنه رغم الفوائد الكبيرة للذكاء الاصطناعي، إلا أنه يستهلك كميات كبيرة من الطاقة. وقالت: “على سبيل المثال، قد تستهلك بعض العمليات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي طاقة تعادل عشرة أضعاف ما يستهلكه البحث البسيط على جوجل”، معتبرةً أن ذلك يستدعي التفكير في كيفية تقليل الاستهلاك الطاقوي وضمان استدامة استخدام هذه التكنولوجيا.
وتناولت المنصوري في مداخلتها خلال ندوة بعنوان “الفلاحة الذكية.. كيف يحسن الذكاء الاصطناعي التوظيف الفعال للمياه في الزراعات”، ضمن فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، موضوع الذكاء الاصطناعي في قطاع المياه.
وأشارت في هذا السياق إلى أن هذه المسألة ليست مقتصرة على الزراعة أو التعليم فقط، بل هي قضية شاملة تؤثر في جميع القطاعات. وأكدت على أهمية استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة المياه في المغرب، خصوصاً في ظل تحديات مثل ندرة المياه والجفاف.
وشددت مديرة قطب الفلاحة الرقمية على ضرورة إعادة تنظيم سلسلة قيمة المياه، بدءاً من المورد وصولاً إلى الاستهلاك، لافتة إلى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه السلسلة يمكن أن يكون له تأثير كبير في تحسين توزيع المياه وتقليل الفاقد منها. وأكدت أن هذا يشكل مسؤولية على عاتق المسؤولين في القطاعين العام والخاص.
وتحدثت المنصوري في الندوة، التي حضرها عدد من المسؤولين من وزارة الفلاحة المغربية والقرض الفلاحي، على رأسهم المدير العام محمد فكرات، وباحثين أجانب، عن التطبيقات المتعددة للذكاء الاصطناعي في الزراعة، مثل الزراعة الدقيقة والمتصلة والذكية.
وبحسب المنصوري، تساعد هذه التطبيقات في تحسين الإنتاج الزراعي باستخدام موارد أقل، مما يؤدي إلى تحسين الكفاءة وتقليل الهدر. بالإضافة إلى ذلك، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين المحاصيل من خلال دراسة الجينات وتطوير أنواع نباتية أكثر كفاءة في استهلاك الموارد.
وفي ختام مداخلتها، أكدت المنصوري على أن استخدام الذكاء الاصطناعي يجب أن يتم بعد تحضير جيد للأسس والعمليات. لا ينبغي الانتقال مباشرة إلى استخدامه دون استعداد مناسب، ويجب على المسؤولين التأكد من تجهيز البيئة بشكل ملائم لتطبيق هذه التكنولوجيا الحديثة وتحقيق أقصى استفادة منها.
