سجال بين فتح وحماس بعد اجتماع المجلس المركزي وشتم عباس للمقاومة

قالت حركة حماس اليوم الأربعاء إن اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني في رام الله “لا يعبّر عن الإجماع الوطني”، في حين دعت اللجنة المركزية لحركة فتح حركة حماس إلى التوقف عما وصفته باللعب بمصير الشعب الفلسطيني.
وأكدت حماس أن اجتماع المجلس المركزي الذي يعقد اليوم وغدا في رام الله يأتي في توقيت حرج يمكن أن يشكّل فرصة حقيقية لبناء موقف وطني موحد لمواجهة سياسات الإبادة الجماعية التي تواصلها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والتهجير القسري في الضفة الغربية والقدس.
وأضافت حماس -في بيان- أن اجتماع المجلس جاء بعد أكثر من عام ونصف على “اندلاع الحرب الإسرائيلية الشرسة وبشكل ناقص لا يعبّر عن الإجماع الوطني، ولا يشمل جميع مكونات الشعب الفلسطيني”.
واعتبرت حركة حماس أن الاجتماع يجب أن يرتقي إلى مستوى تضحيات الشعب الفلسطيني من خلال قرارات مسؤولة وشجاعة لوقف الحرب.
ودعت حماس إلى تفعيل القرارات السابقة للمجلس المركزي، وعلى رأسها وقف التنسيق الأمني وقطع العلاقات مع إسرائيل وتصعيد المقاومة الشعبية والسياسية ضد الاحتلال.
وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد أعلنت أمس الثلاثاء أنها لن تشارك في اجتماع المجلس المركزي في رام الله باعتباره خطوة مجتزأة، في حين أكدت المبادرة الوطنية الفلسطينية عدم مشاركتها في الاجتماع.
من جهته، قال القيادي في حركة حماس باسم نعيم اليوم إن الرئيس محمود عباس “يصر بشكل متكرر ومشبوه على تحميل شعبنا مسؤولية جرائم الاحتلال وعدوانه المستمر”، قائلا إن عباس “في اجتماع قيادة الشعب الفلسطيني يصف جزءا كبيرا وأصيلا من شعبه بألفاظ نابية”.
بدروها، دعت اللجنة المركزية لحركة فتح حركة حماس إلى التوقف عما وصفته باللعب بمصير الشعب الفلسطيني وفقا لأجنداتها الخارجية.
وأضافت اللجنة في بيان أن على حماس التعاون مع الجهود التي يبذلها الرئيس الفلسطيني لوقف شلال الدم الفلسطيني، وعدم إعطاء الاحتلال الذرائع للاستمرار في حربه الدموية وعدوانه.
يأتي ذلك بعد اجتماع للمجلس المركزي الفلسطيني في رام الله دعا فيه الرئيس عباس حركة حماس إلى تسليم الأسرى الإسرائيليين شاتما محتجزيهم.
وأثار الرئيس الفلسطيني محمود عباس موجة من الغضب والجدل بين رواد منصات التواصل الاجتماعي، على خلفية تصريحاته الأخيرة التي تضمنت هجوما حادا على المقاومة الفلسطينية في غزة، وعلى رأسها حركة حماس.
جاء ذلك خلال افتتاحه لأعمال الدورة الثانية والثلاثين للمجلس المركزي الفلسطيني، حيث طالب بتسليم الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، مستخدماً ألفاظاً وُصفت بالنابية وغير اللائقة.
وقال عباس في كلمته: “سلموهم وخلصونا” مع اعتذار عن نشر باقي الكلمات، واعتبر الكثيرون هذه الشتائم تهجماً علنياً على المقاومة الفلسطينية، في وقت تُطالب فيه القيادة الفلسطينية بضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف الاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني.
ولاقى هذا الهجوم استنكاراً واسعاً بين رواد منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من النشطاء والمغردين عن غضبهم واستيائهم من تصريحات الرئيس الفلسطيني.
وانتقدوا موقفه الذي بدا، وفق تعبيرهم، متماهيا مع الاحتلال الإسرائيلي، بدلاً من التركيز على معاناة الشعب الفلسطيني تحت الحصار والاعتداءات المتواصلة.
كما انتقد ناشطون الطريقة التي خاطب بها عباس شركاءه في الوطن، واصفين تصريحاته بأنها “سوقية وغير لائقة لرئيس دولة وزعيم لحركة تحرر وطني”. وأشار البعض إلى التناقض بين تصريحاته وسياسته في الضفة الغربية، حيث أشاروا إلى استمرار الانتهاكات الإسرائيلية هناك من هدم المنازل وتهجير السكان، في ظل التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
فيما دعا البعض إلى ضرورة تغيير القيادة الفلسطينية، معبرين عن أملهم في أن يكون للشعب الفلسطيني رئيساً يدافع عن قضيته بشجاعة وكرامة، بعيداً عن التماهي مع سياسات الاحتلال.
ووجه مدونون تساؤلات مباشرة إلى الرئيس عباس حول إنجازاته خلال سنوات حكمه الطويلة، مشيرين إلى أن القضية الفلسطينية تحتاج إلى قيادة جديدة تعكس طموحات الشعب الفلسطيني وتدافع عن حقوقه بكل السبل الممكنة.
في ذات الجلسة، شن الرئيس الفلسطيني محمود عباس هجوماً على الولايات المتحدة الأميركية، مستخدماً كلمات حادة. وقال عباس، خلال حديثه في اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني: “يلعن أبوهم”، وسط تصفيق الحاضرين في القاعة.
وأضاف عباس قائلا “أنا مش زعيم عربي أنا “زعلّوطي” وتعني باللهجة العامية الفلسطينية “الشخص التافه”.