معرض الكتاب يوفر فرص شغل موسمية لشباب مغربي مثقف

يوفر المعرض الدولي للنشر والكتاب فرص شغل موسمية لفائدة شباب مغاربة ذوي ثقافة رفيعة وعلاقات وطيدة بالقراءة وعالم الكتب، بحيث يعتمد عليهم العارضون الأجانب خصوصاً للتواصل مع الزوار المغاربة وتوجيه مشترياتهم…
وينتظر هؤلاء الشباب انعقاد المعرض الدولي للنشر والكتاب سنوياً، ليس فقط لأجل البُعد المادي لهذه الفرصة المهنية، والتي توفر لهم دخلاً يومياً يتراوح بين 200 درهم و300 درهم لليوم الواحد، بل أيضاً لكونها تمثل فرصة للنمو الذاتي عبر الاحتكاك بكتاب وأدباء ومثقفين يزورون أروقة العارضين ويوقعون أعمالهم بداخلها.
وأكد محمد؛ وهو أحد هؤلاء الشباب، لصحيفة “مدار 21″، أنه دأب على الاشتغال مع ناشرين عرب طيلة أيام المعرض منذ حوالي 10 سنوات؛ كما تتمثل مهمته في التواصل مع الزوار نيابة عن العارض، الذي قد يجد عُسراً في التواصل باللهجة المغربية.
كما تشمل مهمته توجيه بعض “القراء التائهين”؛ الذين يزورون رواق العارض دون علم مسبق بالعناوين التي يحتاجونها، “يكون هؤلاء راغبين في نمط مُعين من الكتب؛ مثل الرواية أو الشعر أو الدراسات… ويتمثل دورنا في استثمار معرفتنا بالكتب عبر اقتراح العناوين المتوفرة لدى العارض، والتي تنسجم مع أذواق الزوار واحتياجاتهم”.
لكن دور هؤلاء “المستشارين الثقافيين”، لا يقتصر على الجانب الثقافي فقط، بل، وبالاتفاق مع العارض، يمكنهم أيضاً اقتراح تخفيضات مُغرية للزوار أو عروض لتحفيزهم على اقتناء 3 كتب مثلاً بثمن كتابين…
غير أن أزمة العارضين المصريين خلال دورة هذا العام من معرض الكتاب المغربي، والتي تمثلت في تأخر وصول شحناتهم من الكتب، أضرت سواء بالعارضين أنفسهم أو بالشباب الذين اتفقوا معهم للاشتغال في أروقتهم، لا سيما أنهم يستقدمونهم من مدن مغربية مختلفة، وليس جميعهم مقيماً بالعاصمة الرباط أو حتى بمحور الرباط-البيضاء.
تكبدت “ثريا” عناء المجيء من مدينة فاس، بكل ما يُصاحب ذلك من تكاليف الإقامة والتنقل والمأكل، لتفاجأ بأن رواق الناشر المصري الذي اتفقت معه منذ حوالي شهر خاوٍ على عروشه، وأن شحنته لم تصل في الموعد المطلوب.
“ضاعت نِصف مدة المعرض دون شغل، وهو ما يعني أن نصف المبلغ الذي عولت عليه تبخر”، تضيف المتحدثة. ما يطرح أسئلة كبيرة حول طبيعة التعاقد غير المهيكل والشفهي الذي يجمع بين الطرفين، وعدم إخضاعه لأي تقنين أو تنظيم يحفظ حقوق الأطراف المتعاقدة.
علاوة على ذلك يؤكد محمد لـ”مدار 21″ أنه منذ أزمة وباء “كورونا” تراجعت القيمة المادية التي دأب العارضون العرب خصوصاً على اقتراحها على مستشاريهم الثقافيين “أذكر أنه في زمن تنظيم المعرض بمدينة الدار البيضاء كانت أتعابي تُجازى بـ500 أو 600 درهم في اليوم”.
ولم ينفِ المتحدث أن هذه الوظيفة مُضنية بحيث أن توقيت العمل يناهز الـ11 ساعة يومياً، من التاسعة صباحاً إلى الثامنة مساءً، وأن العمل لا يقتصر على الجانب الثقافي والتجاري الذي يُطور الشخصية ويُكسب الخبرة والعلاقات الاجتماعية مع مثقفين وناشرين آخرين، و”لكنه يشمل أيضاً مساعدة العارض على تنظيم الرواق خلال اليوم الأول وحمل شحنات الكتب وغيرها من الأشغال المتعبة…”.